السبت 27 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

هل تؤثر جرائم القتل الأسرية في المقبلين على الزواج؟.. خبير نفسي يُجيب

الدكتور عبد الحميد
كايرو لايت
الدكتور عبد الحميد إبراهيم
الخميس 29/يوليو/2021 - 05:59 م

تزايد عدد الجرائم اليومية في الفترة الأخيرة وخاصةً بين الأزواج بشكلٍ أثار الجدل في المجتمع، فنسمع عن تلك التي قتلت زوجها ليخلو لها الجو مع عشيقها، وآخر ذبح زوجته لأسبابٍ تافهة، ومع مراقبة المقبلين على الزواج لتلك الجرائم بدأ الخوف يغزو قلوبهم، ويتساءلون عن ماهية حياتهم وكيفيتها.

ومع توالي الجرائم والطعنات في أيام عيد الأضحى المبارك، شهدت عدة مناطق في محافظات الجمهورية جرائم تنوعت بين الطعن والإصابات بين زوجين، ففي قرية شاوه التابعة لمركز المنصورة، بمحافظة الدقهلية، قتل طبيب زوجته الطبيبة بـ11 طعنة وتركها وترك أولاده الثلاثة وفرّ هاربًا، وفي مركز طوخ بمحافظة القليوبية اُتهمت زوجة بقتل زوجها خلال مشاجرات بينهما، وردَّت الزوجة بأنها تحب زوجها وأنها كانت تدافع عن نفسها، وذلك بعد تبين وجود سحجات في عنقها وآثار اختناق.
وعلى ذلك، يرى بعض المقبلين على الزواج خطورة الإقدام على تلك الخطوة، خوفًا من تحول شركائهم إلى مجرمين فعليين عند الغضب مثل ما يحدث مع هؤلاء، وفي هذه السطور يوضح خبير نفسي كيفية التعامل مع هذه المشكلة.

في سياقٍ متصل، تقول "ياسمين عبيد" إحدى الشابات المقبلات على الزواج لـ"القاهرة 24"، إن كثرة الجرائم التي تحدث هذه الأيام تسهم بشكل كبير في التأثير بالسلب عليها وعلى أسرتها خاصةً أنها تحلم بزواجٍ سعيد ولديها نظرة وردية للزواج غير ما تعكسه صفحات الحوادث كل يوم، وتهيب بكل فتاة مقبلة على الزواج إلى أن تنأى بنفسها عن تلك الأخبار حتى لا تؤثر بالسلب عليها مثلها، وتؤكد أنه لو استعد كل شخص مقبل على الزواج أن يضع نفسه مكان الضحايا فمرحبًا بمجتمعٍ جاهز لاستقبال ضحايا جديدة.

ويروي آخرون مدى خوفهم من حياتهم الزوجية المقبلة، رغم تأكدهم من حسن الاختيار، فالأيام تغيرت وأصبح الأشخاص غير مضمونين، من جانبها تحاول "دعاء" وهي فتاة عشرينية تدخل جديدًا إلى عالم المخطوبات، طمأنة نفسها بعدما تقرأ كل يوم في صفحات الحوادث ما يتعسها، ولكن قدر الله دائمًا خير وهي تقتنع بخطيبها وتتمنى لهما أيامًا سعيدة.

وبدوره، يحاول خطيبها النأي بنفسه عن مساوئ الحوادث التي تتلقاها أذنه كل يوم قائلًا: "النبي صلى الله عليه وسلم قال فاظفر بذات الدين، أنا متأكد إن الاختيارات كلها بعيدة كل البعد عن ذات الدين، ممكن يكون اللي اختار شريكته اختارها على أساس المال، الجمال، الحسب، النسب أو غير كده من الأسباب الدنيوية اللي بتخلي الشراكة يكون هدفها الدنيا بس، وهيا أقدارنا ولازم نعيشها، أي نعم بتأثر بالسلب أحيانًا لكن ما دام الأمر في البداية سيبته لربنا استحالة ربنا يضيعنا، الخيرة فيما اختاره الله".

كما  يقول الدكتور عبد الحميد إبراهيم، استشاري الصحة النفسية وخبير الإرشاد الأسري، إن الشعب المصري اتخذ ظاهرة القتل المنتشرة بين الأزواج بطريقة هزلية، وإن الهزل في نهاية الأمر يؤدي إلى البكاء، حيث إن الوضع ليس عبثيًا بل هو عين الحقيقة، وإن من الأسباب المؤدية إلى هذه الظاهرة هو عدم التربية السوية أو التنشئة النفسية السليمة.

ويضيف إبراهيم أن الاختيار الخاطئ لشريك الحياة من أهم الأسباب المؤدية للتناحر بين الزوجين وصولًا للقتل، لذا ينبغي وجود أساس سليم من البداية، ويمكن أن يؤدي الاختلاف الاجتماعي بين الزوجين بعد الزواج إلى القتل.

ويرى الدكتور عبد الحميد أن فئة المقبلين على الزواج منهم من لا يتأثر بتلك الجرائم، والسبب في ذلك أن كل شخص له معتقده الخاص وتفكيره المختلف بالإضافة إلى قوة دينه، مما يجعله في بُعدٍ عن التأثر بتلك الجرائم، فنحن لسنا في المدينة الفاضلة حتى لا يكون هناك جرائم.

ويوجه الاستشاري رسالة إلى المقبلين على الزواج بعدم الاعتماد على الهزل في هذه الموضوعات، لأنه سيؤدي إلى نتائج سلبية أولها بكاء القلب والتحول إلى شخصيات عنيفة، ويوصيهم بالابتعاد عن قراءة الجرائم ومتابعتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعدم نشر الحياة الخاصة، أو السماح بتدخل الناس في حياتهم الشخصية، موجهًا حديثه إلى أن كل شخص له قصته الخاصة، ومعيشته المختلفة فلا ينبغي عليه التأثر بحياة الآخرين.

ويختتم الخبير حديثه لـ"القاهرة 24 " بنصيحة للشباب والفتيات لاختيار شريك حياة أفضل، وذلك بأن يضعوا في اعتبارهم الاختيار الصحيح على أسس معينة مواكبة لبيئة الشخص الذي نشأ فيها، والابتعاد عن أصدقاء السوء الذين يخلقون المشكلات بين الطرفين، وتفعيل دور برنامج مودة الذي أقرته الحكومة.

تابع مواقعنا