الخميس 25 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

سؤال عن مبارك تسبب في مجازاته.. محطات في حياة الدكتور سعود واكد ورسائل مؤثرة لطلابه

الدكتور سعود واكد
تقارير وتحقيقات
الدكتور سعود واكد بين طلابه
الإثنين 09/أغسطس/2021 - 05:22 م

"رحم الله صاحب الخلق الرفيع والوجه البشوش".. كلمات رثاء وجهها عدد من طلاب جامعة الأزهر، إلى الدكتور سعود واكد، أستاذ الترجمة الإعلامية بجامعة الأزهر، والذي توفى أمس الأول.

تخرج على يديه الكثير من طلاب العلم، والعديد من الأجيال من خريجي كلية الإعلام، كما أن له بصمات واضحة في مجال الترجمة الفورية بمصر، المملكة العربية السعودية، وعدد من المنظمات الدولية.

طلاب الراحل، عبروا عن حزنهم عليه، وقال أحد تلامذته، ويدعى مصطفى الهريدي: “رحم الله صاحب الخلق الرفيع والوجه البشوش الأستاذ الدكتور سعود واكد، أستاذ الترجمة الإعلامية بكلية الإعلام بجامعة الأزهر”.

وأضاف الهريدي: “كان رحمه الله طيب القلب نقي اللسان بشوش الوجه مُحبًا للأزهر وللقرآن، ففي الوقت الذي كان يتعامل فيه بالساعة بالجامعات الخاصة وبمبالغ كبيرة، إلا أنه كان رافضا لهذا الأمر، ودائمًا كان يقول أنا بحب الأزهر، كما أنه كان يدرس جميع المراحل في كلية الإعلام دون مقابل”.

وتابع: “من حبه للقرآن كان في كل محاضرة، يطلب مني تلاوة آيتين من الذِكر الحكيم قبل بداية الشرح، كما أنه شيك وذوق حتى في سماعه، فكان رحمة الله شغوف بالشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ رفعت”. 

 واختتم الطالب قائلا: “كنت أرتب على مدار الفترة الماضية، مع عبدالله جمعة ومحمد مجدي، زيارته، وذلك من باب (من علمني حرفًا حفظت له ودًا)، لكن أجله كان سابقا.. رحم الله أستاذنا ومعلمنا الفاضل، ولتكن هذه الدعوات من أحبابه وطلابه شفيعة له عند الله”.

الدكتور سعود واكد يتوسط طلابه

في حين، روى محمود مرسي المنسي عن موقف له مع الدكتور واكد، قائلا: “زرته في منزله بزهراء المعادي مرتين، الأولى كان بمفرده، وكنت على موعد معه لاصطحابه من بيته إلى مقر الجريدة التي كنت أعمل بها لإجراء حوار معه بعد أزمة فصله من الجامعة، وكان وحده بالمنزل، وكنت أعلم أن أبناءه يعيشون في أمريكا، وخجلت أن أسأله عن وحدته، رغم أن مساحة الود التي كانت تربطني به كانت تسمح لي بسؤال كهذا”.

واستكمل مرسي: “زرته في المرة الثانية لكنه لم يكن بمفرده، حيث كان برفقته نجله (محمد) الذي عاد من أمريكا بعد تدهور حالته الصحية ليستقر في مصر بصحبة والده العظيم، وامتدت الزيارة بيننا لما يقرب من ثلاث ساعات، حكى لي الأب والابن الكثير عن الحياة في مصر وأمريكا، وعن الوطن والذكريات والغربة والحنين، والشرقية مسقط رأسه، وعن الموت، وكيف يفعل بنا ما يفعل، وتجربته معه في زوجته السورية التي لم ينساها لحظة، وشهر رمضان المبارك وكيف يتحايل المسلم في أمريكا على نفسه والمجتمع وكل شيء ليصل إلى درجة ما شبيهة بتلك التي نعيشها دون ترتيب منا في أوطاننا، وكنا نقطع الحكاية للصلاة ثم نعود إليها، فقمنا بأداء صلاة المغرب ثم العشاء، وكان يصلي بنا الدكتور سعود، حيث كانت الآيات التي يقرأها تخرج من القلب (صادقة)".

وأضاف المنسي: "لم يكن أزهريًا، لكنه كان محبًا للأزهر، مغرمًا مُتيمًا، عاشقًا، متعلقًا، بأبنائه، بتاريخه، بأصوله التي امتدت عبر الزمان، ولا أدل على ذلك من تلك الجملة (الراتب الذي أتقاضاه من الأزهر لا يكفي بنزين المسافة التي تقطعها السيارة من المعادي إلى مدينة نصر).. لكني أحبكم".

وتابع: “كان لدي حلمًا أن أحترف الترجمة الفورية بعدما أنهي دراسة الإعلام، وعرضت عليه الفكرة فشجعّني، ووجدت منه دعمًا يليق بمثله، وأخبرني أنه سيقف بجانبي، ولن يتركني ولن يتخل عني، بل إن الحياة قد أبعدتني عن حلمي، لكنه ظل يذكره، وظل يُذكرّني به كلما التقينا”.

واختتم المنسي، قائلًا: “رحل عنا الجميل، العظيم، البشوش، صاحب الخلق، الأب، المعلم الدكتور سعود واكد.. عاش فينا، كان يمشي بيننا بالجامعة، يوزع أملًا، يزرع حبًا، أحبنا فأحببناه، تعلقنا به، لم يكن موضع خلاف أو اختلاف من أحد، كانت رؤيته فقط تدعوك إلى الأمل والحياة.. رحل بعدما ترك فينا ما ترك”، مؤكدًا أن الفجوة بين “العجوز والشاب” ليست مُبررة، وأن “الشيب وتقدم العمر” ليس بحائل بين الكبير والصغير.. كان لدية مقدرة عظيمة على الاحتواء والاستيعاب، والتماس الأعذار، ولذلك؛ على مثله نبكي".

من جانبها نعت جامعة الأزهر، وكلية الإعلام  بالجامعة، ببالغ الحزن، وفاة الدكتور سعود واكد أستاذ الترجمة.

كلية الإعلام بجامعة الأزهر

وأكدت جامعة الأزهر أن الدكتور سعود واكد، تربى على يديه العديد من الأجيال من خريجي كلية الإعلام، كما أن له بصمات واضحة في مجال الترجمة الفورية بمصر، والمملكة العربية السعودية، وعدد من المنظمات الدولية.

وكان رئيس جامعة الأزهر قد قرر، إنهاء ندب الدكتور سعود واكد، أستاذ الترجمة الإعلامية بكلية الإعلام، وعودته إلى عمله الأصلي بكلية اللغات والترجمة، بعد وضع امتحان للفرقة الثالثة متضمنا قطعة عن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في 11 إبريل عام 2017.

وكان واكد  قد وضع سؤالا كاملا للترجمة من اللغة العربية للإنجليزية عن زيارة ملك البحرين حمد بن عيسى للرئيس الراحل حسني مبارك بمنزله في مصر الجديدة، بعد الإفراج عنه، وذلك في امتحان مادة الترجمة الإعلامية للفرقة الثالثة بالكلية.

 

تابع مواقعنا