الجمعة 03 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

وهل يساوي العالم الذي وهبتَه دمَك هذا الذي وهبت؟.. مأساة الحلاج لـ صلاح عبد الصبور

غلاف المسرحية
ثقافة
غلاف المسرحية
السبت 14/أغسطس/2021 - 01:04 ص

الحلاج وصلاح عبد الصبور، هي قصة علاقة قديمة نشأت في أول الأمر بين مطلعٍ وكتاب، ثم ما لبثت أن تطورت إلى شيخ ومريد، فقد تأثر صلاح عبد الصبور كثيرًا بالفكر الصوفي الذي استقاه من خلال الحلاج وكتاباته، حتى صارت قصة الصوفي الذي اتهم بالكفر وقطعت أوصاله، لا تنفك عن ذهنه، ليقرر أن يمسك قلمه، ويخط مسرحيته، التي فازت بجائزة الدولة، مسترشدًا بنور الحلاج الذي ملأه.

تأتي المسرحية مقسمة إلى جزءين، تدور أحداث الجزء الأول منها حول الأحداث التي سجن من أجلها الحلاج وقدم للمحاكمة، فصور المنظر الأول مشهدًا في ساحة بغداد، وفيها يقف الحجاج مصلوبًا على جذع شجرة، وحوله العامة والمارون يحدقون به، منهم مجموعة من الصوفية تلامذته، والذين يرون أنهم السبب في ما يحدث للشيخ، ويبكي عليه صديقه الشبلي، الذي ألغز في شهادته، ورأى أنه من أسباب ما حل بالحلاج، ووقف بجواره وأخذ ينشد: لو كان لي بعض يقينك، لكنت منصوبًا إلى يمينك، لكنني استبقيت حينما امتحن عمري، وقلت لفظًا غامضًا معناه، حين رموك في أيدي القضاة، أنا الذي قتلتك، أنا الذي قتلتك.

وأما المنظر الثاني فكان بمثابة استرجاع لبعض الوقت قبل الحاكمة، ودارت الأحداث في بيت الحلاج وهو يجتمع مع الشبلي مرتديان خرقًا، ويتحدثون عن الله ونعمه، فإذا بـ إبراهيم صاحبهم، يخبرهم بأن ولاة الأمر قد نووا السوء بالحلاج، الذي رأوا أنه يؤلب العامة والفقراء عليهم، وفي المنظر الثالث أخذ رجال الشرطة يتربصون به، وعندما بدأ يجمع الناس في السوق يحدثهم عن الله، أخذوا يسألونه عن اعتقاده في الله، وهل معنى كلام الحلاج أن الهيكل المهدم جوارهم الله فيه؟ فأجابه الحلاج أن الله جل جلاله متفرق في الخلق أنوارًا بلا تفريق، فاستطرد الشرطي قائلًا إذًا أنت إله مثله ما دمت بعضًًا منه؟ واتهموه بالكفر والزندقة بين الناس بعدما حمّلوا كلامه ما لا يحتمل عن قصد منهم بغرض إيقاعه.

في الجزء الثاني يتناول اقتياد الحلاج إلى السجن، ثم للمحكمة، والتي اتهمته بإلقاء بذور الفتنة في قلوب العامة والدهماء، وأنه يريد حكم الحمقى والجهلة، ومما قله الحجاج في تلك المحاكمة عندما سأله القاضي من أنت، فقا مما قال: عندما تفنى بذات حبيبك، تصبح أنت المصلى وأنت الصلاة، وأنت الديانة والرب والمسجد، تعشقت حتى عشقت، تخيلت حتى رأيت، رأيت حبيبي وأتحفني بكمال الجمال، جمال الكمال، فأتحفته بكمال المحبة، وأفنيت نفسي فيه.

وتستمر المحاكمة ومأساته، والتي كانت في أنه تحدث، في أنه أحب فتعلق فتعمق، ويستمر حديث الحلاج  والشهود، حتى يحكم عليه القضاة بالكفر، وحكموا عليه بالقتل.

تابع مواقعنا