الأربعاء 08 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

بالماء والهواء والنيران.. الطبيعة تشكو الظلم بطريقتها الخاصة.. وأصابع الاتهام تشير إلى البشر

الكوارث الكونية_
دين وفتوى
الكوارث الكونية_ تعبيرية
الجمعة 13/أغسطس/2021 - 10:38 م

أعوام وأعوام قضاها الإنسان متلبسًا بدور المعتدي الغاشم منزوع الرحمة، لم يلن فيها قلبه لسماع صرخات كوكب يُغتصب، قرون تتلو الأخرى وآذانُ بني البشر صماء تجاه أنين الطبيعة الذي كان يعلو مستغيثًا كل ساعةٍ عن سابقتها: «أن كفوا سُمومكم عني»، بالغ في اعتدائه وبالغت في صبرها، ولكن للصبر حدودو.

 

فيضانات وأعاصير ونيران وزلازل، جميعها أصوات لإنذار أطلقته الطبيعة في الأيام الأخيرة، معبرةً عن سخطها مما خلفه فيها بنو البشر، لافتًة إلى أنها قادرة بأمر ربها أن ترد كل مخرب فيها إلى ما كان عليه قبل الوجود.. إلى تُراب، فقط تراب.

 

وتعالت أصوات صافرة إنذار الطبيعة مؤخرًا؛ حتى أسمعت جميع البشر من أقصى المشرق إلى ذروة المغرب، فأصبح الكوكب كله تحت غضب الطبيعة، إلا أن غرور بني آدم منعهم من الاعتراف بإجرامهم في حقها، فراحو يروجون إلى ما أسموه "نهاية العالم"،وتحججو بقرب قيام الساعة، وأن كل ذلك غضب من الله سبحانه وتعالى على العالمين.
 

حول ذلك تقول الدكتور آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة، والعميدة السابقة لكلية الدرسات الإسلامية، جامعة الأزهر الشريف، فرع الأسكندرية، إن كل ما يحدث الآن من كوارث بيئية هو بسبب ظروف البيئة التي سبق ودمرها الإنسان.

الدكتورة آمنة نصير

وأضافت نصير خلال حديثها لـ القاهرة 24، أن الإنسان يجرم في حق البيئة، وأن البيئة رحم الإنسان، فإن حفظناها؛ حفظتنا، وإن أسأنا إليها؛ دمرتنا، مُعقِبة: واحنا أسأئنا للبيئة دلوقتي فبتدمرنا.

وبالحديث عما يشيعه الناس حول كون ذلك بسبب غضب الله أو اقتراب الساعة، قالت نصير: إن الجميع يتحدثون على هواهم، منكرين حقيقة أنهم أجرموا في حق الطبيعة، ولكن الحقيقة هي أن ما يحدث الآن من كوارث بيئية ينبع أصالة من فعل الإنسان غير المسؤول. 
 

وفي ذات السياق، يقول الشيخ محمود الأبيدي، إمام وخطيب المسجد الجامع بمدينتي بالقاهرة، والمتحدث بالإذاعة والتليفيزيون والقنوات الفضائية، إن القوانين الكونية لا علاقة لها بغضب الله، لأنه سبحانه وتعالى إذا غضب؛ نسف، مستدلًا بقوله تعالى: «وَإِذَا أَرَدنَا أَن نُهلِكَ قَريَةً أَمَرنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسقُوا فِيهَا فَحَقَ عليها القَولُ فَدَمَرنَاهَا تَدميرا»، وقوله: «وَكَم أَهلَكنا مِن القُرونِ مِن بعد نُوح، وَكَفَى بِرَبك بذنُوبِ عِبادهِ خبيرًا بصِيرًا».

 

الشيخ محمود الأبيدي 


 

وتابع خلال حديثه لـ القاهرة 24، أنه من الأولى أن ننظر للبلاء على أنه تذكرة من الله سبحانه وتعالى للبشر بقدرته، وليس على أنه غضب، لأنه لو كانت هذه هي الحقيقة، لكان ما حدث في عهد ما بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، من انتشار الطاعون والأوبئة، غضبًا من الله أيضًا، وهو لم يكن كذلك.

وأوضح أنه لا يجوز تسمية ابتلاءات الله سبحانه وتعالى واختباراته للبشر غضبًا، لأنه سبحانه وتعالى إن غضب؛ أهلك.

حرائق الغابات 
حرائق الغابات 

ويشهد العالم في الفترة الحالية العديد من الكوارث الكونية، المتمثلة في حرائق الغابات والفيضانات والأمطار الثلجية الثقيلة، فضلًا عن ارتفاع درجات الحرارة بشكل لم يسبق له مثيل.

فمؤخرًا عانت كل من الجزائر وتونس واليونان وتركيا وإيطاليا وألبانيا ومقدونيا الشمالية، بالإضافة لدول أخرى في جنوب أوروبا، من حرائق الغابات التي اتخذت شكلًا من الضخامة لم يعهده العالم من قبل، كما أودت بحياة الكثيرين. 

من فيضان الصين

أما بريطانيا والهند والصين وألمانيا وبلجيكا ودول أخرى في غرب أوروبا، فخطفت المياه حياة المئات بين فيضانات أو أمطار غزيرة، لم تختلف في قوتها وتدفقها عن فيضانات الأنهار كثيرًا.

تابع مواقعنا