الثلاثاء 30 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

7 يناير ذكرى استشهاد سليمان خاطر.. “عسكري سينا مش مجنون”

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الإثنين 07/يناير/2019 - 11:32 ص

في منتصف يناير عام 1986 خرجت مظاهرات حاشدة من كل ربوع الوطن، أحياء وتجمعات عمالية وجامعات ومدارس،تهتف بشعار واحد ” عسكري سينا مش مجنون عسكري سينا ماقدرش يخون”..

من هو عسكري سينا الذي هز خبر موته أو قتله الشعب المصري ودفعه للخروج في مظاهرات حاشدة غاضبة؟

هو سليمان محمد عبد الحميد خاطر،جندي مصري كان ضمن جنود حراسة الحدود المصرية مع إسرائيل في سيناء وهي فرق تابعة لقوات الأمن المركزي التابعة لجهاز الشرطة المصرية،حيث كانت اتفاقية السلام مع اسرئيل تمنع وجود قوات عسكرية في المنطقة الحدودية بينها وبين مصر، وهي الاتفاقية التي أبرمها أنور السادات واستكمل بنودها حسني مبارك ،وكانت خدمة سليمان  في منطقة راس برقة .

في الخامس من أكتوبر عام 1985م كان سليمان يقضي مدة خدمته العسكرية وهو طالب في كلية الحقوق،وفي ذلك الوقت كانت المجتمع المصري في حالة رفض للتطبيع مع إسرائيل ممتد منذ توقيع إتفاقية السلام عام 1978م،في حين كانت إسرئيل تبذل كل الجهود لفرض التطبيع مع الشعب المصري على كل المستويات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية،وتعاني من المقاومة الشديدة من الشعب المصري،وفي ظل هذه الأوضاع كانت هناك فرق مدنية من الأسرائيلين والأسرائيليات يتعمدون الوقوف عرايا وفي أوضاع مستفزة ومهينة امام الجنود المصريين على الحدود في سيناء متحدين كل القواعد الأمنية لحماية الحدود،بهدف اثبات طبيعية العلاقة بين مصر وإسرئيل والاستخفاف بالجنود المصريين،وحدث أن تقدمت مجموعة منهم لتجاوز التبة التي يحرسها الجندي سليمان خاطر وممنوع تجاوزها لوجود معدات واسلحة خلفها،فأنذرهم سليمان وطلب منهم التوقف،فلم يستجيبوا،فأطلق طلقات تحذيرية، واستمروا في سيرهم وتجاوزوا الحدود والتبة في استهتار واستهانة واستقواء لا يخلو من معنى،فنفذ الجندي التعليمات وقاد بدوره لحماية نقطته الحدودية واطلق عليهم النيران وقتل سبعة منهم.

وبدلا من ان تتقدم مصر بإحتجاج للحكومة الإسرائيلية، أسرع حسني مبارك بنفسه وقدم اعتذار لإسرائيل،وتم إحالة سليمان خاطر للمحاكمة وصدر الحكم عليه ب25 عام سجن وترحيله للسجن الحربي بتهمة القتل العمد بدلا من تكريمه،وحاولت الحكومة المصرية تبرير الموقف أمام نظيرتها الإسرائيلية قأعلنت أن سليمان خاطر مجنون وغير مسئول عن أفعالة،وساهم في نشر هذه الأكذوبة آنذاك بعض الصحفيين المصريين، في حين كانت أقوال سليمان خاطر أثناء المحاكمة تكشف عن وعي شديد بدوره كجندي وبحسه الوطني الشديد.

ومن أقوال عسكري سيناء ردا على سؤال حول  سبب اطلاق النيران على الفوج الإسرائيلي: “كنت على نقطة مرتفعة من الأرض، وأنا ماسك الخدمة ومعي السلاح شفت مجموعة من الأجانب ستات وعيال وتقريبا راجل وكانوا طالعين لابسين مايوهات منها بكيني ومنها عرى. فقلت لهم “ستوب نو باسينج” بالإنجليزية. ماوقفوش خالص وعدوا الكشك، وأنا راجل واقف في خدمتي وأؤدي واجبي وفيه أجهزة ومعدات ما يصحش حد يشوفها والجبل من أصله ممنوع أي حد يطلع عليه سواء مصري أو أجنبي. دي منطقة ممنوعة وممنوع أي حد يتواجد فيها، وده أمر وإلا يبقي خلاص نسيب الحدود فاضية، وكل اللي تورينا جسمها نعديها” وكان سليمان خاطر صادقا في مخاوفه فقد سبق هذا الحادث بفترة قليلة حادث آخر قامت فيه امرأة إسرائيلية بالتحايل عل جندي مصري على الحدود في سيناء وهي عارية وحصلت منه على تردد أجهزة الإشارة الخاصة بالأمن المركزي هناك بعد أن ادخلها الشاليه المخصص للوحدة!!

ومن أقواله أيضا “أنا لا أخشى الموت ولا أرهبه .. إنه قضاء الله وقدره، لكنني أخشى أن يكون للحكم الذي سوف يصدر ضدي آثار سيئة على زملائي، تصيبهم بالخوف وتقتل فيهم وطنيتهم”، وعندما صدر الحكم بحبسه 25 عامًا من الأشغال الشاقة المؤبدة قال “إن هذا الحكم، هو حكم ضد مصر، لأن جندي مصري أدى واجبه”ثم التفت إلى الجنود الذين يحرسونه قائلاً “روحوا واحرسوا سينا.. سليمان مش عايز حراسة”.

لم ترض إسرائيل عن العقوبة التي وقعتها الحكومة المصرية على عسكري سيناء وأرسلت العديد من رسائل الإحتجاج،وفي 7 يناير 1986 أعلنت الحكومة المصرية انتحار سليمان خاطر شنقا في زنزانته بملاية السرير،بينما أكدت شهادات من أشخاص ناظروا جثته أنه مات مخنوقا بسلك بعد سحله وضربه،وخرجت مظاهرات حاشدة غاضبة في كل أنحاء مصر تندد بقتل سليمان خاطر وتشيد بوطنيته فيما قالت أمه ” ابني أتقتل عشان ترضى أمريكا و إسرائيل” … تحية لروح سليمان خاطر في ذكراه اليوم.

تابع مواقعنا