الثلاثاء 07 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

من بريجنيف إلى بايدن.. كيف كانت الأسلحة الروسية والأمريكية كلمة السر في أفغانستان؟

قادة طالبان داخل
سياسة
قادة طالبان داخل مكتب الرئيس الأفغاني
الأحد 15/أغسطس/2021 - 11:45 م

42 عامًا مرت على انطلاق الحرب في أفغانستان ما بين الاتحاد السوفيتي الذي يترأسه بريجنيف في ذلك الوقت، في حرب استمرت عشر سنوات، بهدف دعم موسكو للحكومة الأفغانية الصديقة لها في نهاية سبعينيات القرن الماضي، والتي كانت تعاني من هجمات المعارضين للسوفيت، بعد حصول المعارضين على دعم من قبل بعض الدول الغربية وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية.

وخلال الساعات الماضية، بات المشهد الأفغاني متكررًا بين حركة طالبان التي تمثل المعارضة للحكومة الأفغانية المدعومة خارجيًا، ولكن من الولايات المتحدة الأمريكية المناهضة لمعارضة أفغانستان إبان الصراع مع الاتحاد السوفيتي.

ففي عام 1979 دخلت أفغانستان في حرب استمرت عشر سنوات، ما بين الحركات الإسلامية المدعومة من قبل واشنطن، المعارضة للحكومة المدعومة من موسكو في ذلك الوقت، عقب حرب أهلية في كافة الولايات الأفغانية.

إدخال السلاح الروسي إلى أفغانستان

مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية السابق روبرت جيتس، كتب في مذكراته، وفقًا لوكالة رويتر، أن المخابرات الأمريكية بدأت مساعدة الحركات المعارضة في أفغانستان قبل 6 أشهر من التدخل السوفييتي، فيما رأى بعض السياسيين الأمريكيين في ذلك الوقت أن الولايات المتحدة الأمريكية أعطت الاتحاد السوفييتي حجة دخول الحرب في أفغانستان لجرهم في صراع لا يمكنهم الانتصار به، في مواجهة الحركات الإسلامية الموجودة في الولايات الأفغانية.

وفي ديسمبر من عام 1978، وقّع الاتحاد السوفيتي معاهدة صداقة تسمح بالتدخل السوفييتي في أفغانستان حال طلب الحكومة الأفغانية لذلك، الأمر الذي عزز المساعدات العسكرية السوفييتية، وساهم في زيادة العتاد العسكري السوفيتي داخل الأراضي الأفغانية.

وبحلول شهر أكتوبر 1979، شهدت العلاقات الأفغانية السوفيتية حالة من الفتور، تبعتها هجمات متقطعة من عناصر الحركات الإسلامية في المناطق الجبلية ضد الجيش الأفغاني، لتسارع حكومة كابول في ذلك الوقت إلى طلب الدعم الروسي لمواجهتهم.

ومن جانبها شعرت موسكو أن الحكومة الأفغانية ليست قادرة على القيام بهذا الدور، إلى جانب وجود معلومات من الاستخبارات السوفيتية «كي جي بي» بأن رئيس الوزراء في ذلك الوقت كان عميلا لوكالة الاستخبارات الأمريكية.

وقبيل نهاية عام 1979، هجمت القوات الخاصة السوفيتية على المواقع الرئاسية والحكومية الأفغانية من بينها قصر تاجبك الرئاسي، وأعدمت حفظ الله أمين، الرئيس الأفغاني.

وفي 27 ديسمبر 1979 دخلت القوات البرية السوفيتية أفغانستان، ليتم مواجهتها من قبل الحركات الإسلامية الموجودة في الجبال الأفغانية، إذ لم تستطع موسكو بسط سلطتها خارج كابول، لتدخل في صراع عسكري ضد قوات المسلحين المعارضة للشيوعية، لتؤكد تقارير استخبارية سوفيتية فشل السوفييت في الخروج من المأزق العسكري في أفغانستان، لتشير التقارير الأمريكية فيما بعد إلى أن بعض هؤلاء المقاتلين الإسلاميين سوف يتحولون لاحقًا إلى طالبان.

واستمرت الحرب السوفيتية في أفغانستان حتى عام 1988، ليتم الإعلان عن بدء انسحاب القوات السوفيتية، الذي اكتمل في فبراير 1989، كما استمرت موسكو في تقديم الدعم العسكري لحكومة نجيب الله الأفغانية حتى عام 1991 عندما انهار الاتحاد السوفيتي.

طالبان في قمة أفغانستان

وبزغ نجم حركة طالبان منتصف التسعينيات من القرن الماضي شمالي باكستان، عقب انسحاب قوات الاتحاد السوفيتي السابق من أفغانستان. 

وتصدرت طالبان اهتمام العالم عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 على مركز التجارة العالمي في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد اتهامها بتوفير ملاذ آمن في أفغانستان لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وأعضاء التنظيم.

وبعد فترة قصيرة من أحداث سبتمبر أطاحت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بحكم طالبان في أفغانستان، لينسحب عناصر الحركة إلى الأراضي الباكستانية، لتعيد تنظيم نفسها وبدأت بشن حرب عصابات مستمرة منذ ذلك الوقت ضد القوات الأمريكية، في حرب هي الأطول للولايات المتحدة منذ نهاية الحرب الفيتنامية، منتصف سبعينيات القرن الماضي – وقت نشوب الحرب السوفيتية الأفغانية.

عودة طالبان مرة أخرى

وفي عام 2015 بدأت حركة طالبان في العودة للظهور مرة أخرى، بعدما شنت سلسلة من الهجمات الانتحارية وعمليات تفجير السيارات المفخخة والاعتداءات الأخرى، أبرزها الهجوم على مبنى البرلمان في كابول ومدينة قندوز.

وخلال الأشهر الأولى من العام الماضي، وقعت الولايات المتحدة وطالبان اتفاقية لإحلال السلام في أفغانستان، في الدوحة في قطر، بسحب جميع القوات في غضون 14 شهرا إذا التزمت الحركة بالاتفاق، ليعلن الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت دونالد ترامب، مايو من العام الجاري كموعد نهائي لانسحاب القوات الأمريكية إلى أن الرئيس الحالي جو بايدن، حدد 31 أغسطس الجاري لانتهاء تواجد القوات الأمريكية في أفغانستان، بعد مضي 20 عامًا على أحداث 11 سبتمبر.

طالبان تحارب بسلاح واشنطن

وبانطلاق أولى رحلات القوات الأمريكية مغادرة الأراضي الأفغانية، سارعت حركة طالبان في السعي إلى إعادة بسط سيطرتها على كامل الأراضي الأفغانية، بمهاجمة الجيش الأفغاني الذي بات وحيدًا في مواجهة عناصر الحركة التي سرعان ما تمكنت من الحصول على جزء كبير من ترسانة الأسلحة التي زودت بها الولايات المتحدة القوات الأفغانية، وذلك بعد تقدمهم السريع في مناطق شاسعة من البلاد واستسلام مقاتلي الجيش.

فلم تمنع أسلحة واشنطن الفتاكة التي زودت بها حكومة كابول، الجيش الأفغاني من السقوط أمام عناصر الحركة التي تمكنت من السيطرة على العاصمة، وذلك بعدما نشرت مواقع إلكترونية موالية لطالبان مقاطع فيديو تظهر مقاتلين من الحركة يصادرون شحنات من الأسلحة الأمريكية، وفقًا لفرانس 24.

تابع مواقعنا