الإثنين 29 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الكتاب الإلكتروني والجامعات المصرية

الجمعة 20/أغسطس/2021 - 06:56 م

التعليم الإلكتروني - أو ما يطلق عليه الأونلاين - أصبح وجوده أساسيًّا في كل المراحل التعليمية، ولا أحد منا ينكر مميزاته، خاصة بعد وباء كورونا الذي فرض وجوده على العالم  خلال العامين الماضيين، مما جعل العالم كله يغير من عاداته وأسلوب حياته.   

 تتملكني مظاهر الخوف والقلق من سرعة اتخاذ قرارات بتحويل كل الكتب الجامعية في كل التخصصات من مطبوعة إلى إلكترونية لتكون في هاتف الطالب. وليتحول المشهد في قاعات المحاضرات لطالب دون كتاب ورقي أو قلم، يغوص الطالب في بحر الهواتف غير مكترث بما يفعله أستاذه في القاعة، أو مبديًا التفاعل الذي نراه متوافرًا في الكتاب الورقي. ويأتي هذا القرار في إطار توفير المادة العلمية للطلاب إلكترونيًّا، عبر منصات الجامعات، بما يكفل الحفاظ على أطراف المنظومة التعليمية، بجانب توجه الجامعات لتحقيق التحول الرقمي على كافة المستويات والأصعدة. لكن هل ذلك معناه إلغاء الكتاب المطبوع لأنه لدى العامة مفهوم متداخل مفاده أن التعليم الإلكتروني معناه توفير كتاب إلكتروني. 

أساس التعليم الجامعي أنه ليس به كتاب أو مرجع معين، بل على الطالب البحث بنفسه عن المراجع والكتب التي تخدم مقرره بناء على فهمه وما توصل إليه، وتوصية أستاذه سواء كانت كتب مطبوعة أو إلكترونية، موجودة بمكتبة الكلية أو الجامعة.

 وإذا كان الهدف هو تحويل الكتاب المطبوع نفسه إلى إلكتروني فقط فهل سيضيف الكتاب الإلكتروني إذا كان هو نفسه الكتاب المطبوع دون تغيير في زيادة المعرفة لدى الطالب الجامعي وقدرته الاستيعابية وفهمه؟ حتى في حال توافر الوسائل الإلكترونية فلا بد من توافر الكتاب الورقي المطبوع فهو الوسيلة المتاحة في حال انعدام وجود وسائل التشغيل الإلكتروني بكل أنواعها.

فالكتاب الإلكتروني يحمل تعريفات كثيرة تجعله يختلف عن الكتاب المطبوع  كليًا أو جزئيًّا، حيث له معايير خاصة تربوية وفنية، والكتاب الإلكتروني قد يتفق مع الكتاب المطبوع من حيث وجوده في متناول الطالب على مدار اليـوم كاملا، وطيلـة أيـام العام، ولا يحول اسـتخدامه مكان أو زمـان إذ يسـتطيع في أي وقت يشاء أن يستخدمه الطالـب، ولا يتطلب استخدامه وجود قاعـات دراسـية، ويمكن للطالب استخدامه عدة مرات ولكـنه ينفـرد فـي عمليـة التفاعـل والتواصل بين الأستاذ والطالب. وللطالب دور موجه وفعـال فـي الكتـاب الإلكتروني حيث يشارك كـل طالـب فـي إعـداد المـادة العلمية للمقـرر ويبدي رأيـه فيهـا ويعلق علـى ما قدمه غيـره مـن الطلاب، ويتيح الكتاب الإلكتروني المعتمد على شبكة النت الفرصـة للطالب للحصول على كم مهول مــن المعلومات.

وأرى من وجهة نظري أنه على الجامعات عدم اعتماد أي كتاب إلا من خلال الطريق الأكاديمي المتعارف عليه، وذلك قبل عرضه على الطالب والذي من خلاله يمكن مشاهدة الكثير من الكفاءات الأكاديمية سواء العربية أو الأجنبية، وبالتالي إما أن يكون داعمًا أو غير داعم للجامعات المصرية، فالكتاب الإلكتروني له صفات تختلف عن الكتاب التقليدي المطبوع.

كما يجب استعادة رونق المكتبات في الكليات والجامعات وحث الطلاب على البحث والتقصي من خلال زيارة المكتبات، فضعف التوجيه من قبل أعضاء هيئة التدريس للطلاب  للبحث عن مصادر التعلم هو السبب الرئيس. 

وأرى إذا كانت تلك الخدمة مدفوعة الأجر من الطلاب كما كان معمولًا به في حال الكتاب المطبوع، فعلى الجامعات توفير الكتاب الإلكتروني بالمواصفات الحقيقية عبر منصات الجامعات بجانب المطبوع. 
كما أرى البحث عن آلية عادلة تحقق الحفاظ على حقوق جميع الأطراف كما تضمن تقليل عدد اللجان البينية بين الطالب وعضو هيئة التدريس لتقليل التكلفة على الطالب وضمان وصول حق التأليف لصاحبه.   

تابع مواقعنا