الأحد 12 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

كابوس بنجشير والأسود الخمسة.. قصة ولاية وحيدة فشلت طالبان في السيطرة عليها بأفغانستان

طالبان في أفغانستان
تقارير وتحقيقات
طالبان في أفغانستان
السبت 21/أغسطس/2021 - 12:35 ص

ولاية الأسود الخمسة أو ما يعرف باللغات الأفغانية الرسمية باسم بنجشير، إحدى ولايات أفغانستان الأربعة والثلاثين، إلا أنها الوحيدة بينها التي لم تتمكن طالبان من السيطرة عليها حتى تلك اللحظة، كونها تنتمي إلى عرقية الطاجيك المناهضة لعرقية البشتون التي تنتمي إليها طالبان، إلى جانب تميزها بموقع جغرافي يعزلها عن باقي أفغانستان، فلا يمكن الوصول إليها إلا عبر ممر مائي ضيق شقه نهر بنجشير، وسط الجبال.

رقصات عناصر طالبان على ظهور جيادهم، وممارستهم الألعاب الطفولية في ملاهي صغار السن وسط فرحة هستيرية بالعاصمة كابول، بجوار ولائم تضج بنشوة المنتصر، وإجراء بعض التمارين الرياضية في القصر الرئاسي بكابول، أظهر للعالم انتشاء طالبان بسيطرتها على الولايات الأفغانية، إلا أنه لا زال في حلق الحركة المتطرفة غصة تدعى بنجشير.

بنجشير والأسود الخمسة

فطالبان الحركة التي أفزعت غالبية دول العالم بسيطرتها على ما يقارب 98% من مساحة الأراضي الأفغانية خلال أيام من خروج القوات الأمريكية من أفغانستان، لم تستطع السيطرة على الولاية التي طالما مثّلت حجر عثرة في مسيرة طالبان منذ نهايات القرن الماضي وصولًا إلى سيطرتها الحالية على الولايات الأفغانية.

فمتحدث طالبان ووزير إعلامها ذبيح الله مجاهد، في حديثه إلى الوسائل الإعلامية، راح يطمئن مؤيديه وأعضاء حركته بحديثه عن انضمام مقاتلي ولاية الأسود الخمسة إليهم، إلا أنه سرعان ما خرج قائد ولاية بنجشير المعروفة باسم الأسود الخمسة أحمد مسعود، نجل أحمد شاه مسعود الذي أطلق عليه أسد بنجشير إبان الحرب السوفيتية على البلاد الأفغانية، معلنًا وجوده داخل الولاية وعزمه البدء في المقاومة أمام طالبان التي وجهت إليها بمرافقة زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن اتهامات باغتيال والده في عام 2001 إثر تفجير انتحاري في ولاية تاخار، بعدما وقف بوجهم للحيلولة دون السيطرة على الولاية.

بنجشير ولاية أفغانية صغيرة تقع في شمال كابول عاصمة أفغانستان، وينتمي غالبية سكانها الذين يصل عددهم إلى ما يقارب 150 ألف شخص إلى الطاجيك، إذ لا تزال ولاية الأسود الخمسة تحتفظ بأنفاقها وممراتها التي بناها محاربوها وسط الجبال المستخدمة خلال الحرب ضد السوفيت.

شوكة في حلق طالبان

خلال الأسابيع الماضية، حسب وكالات أنباء عالمية، شهدت الولاية تجمعًا للقوات الحكومية المتبقية والميليشيات المعادية لطالبان على حدود الولاية، الأمر الذي يشير إلى إمكانية تحولها إلى حصن المقاومة ضد طالبان، ومنعها من السيطرة على البلاد بأكملها، إذ توجد ما يقارب 20 قاعدة عسكرية داخل الولاية.

نواة المقاومة ضد طالبان التي تشكلت داخل الولاية، كانت سببًا في خروج أمر الله صالح نائب الرئيس الأفغاني أشرف غني، الذي فرّ من بلاده قبيل سيطرة الحركة المتطرفة على قصر رئاسته، معلنًا عدم خضوع لطالبان، متعهدًا بمقاومتها.

في ذات السياق، نوّه سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي، إلى وجود مقاومة لطالبان في بنجشير، مؤكدًا أنها -طالبان- لا تسيطر على كل الأراضي الأفغانية، حسب الوكالة الروسية سبوتنيك.

الحصول على أسلحة أمريكية

قائد ولاية بنجشير لم يكتفِ بالإعداد للمقاومة ضد طالبان بما لديه من أسلحة، بل توجه إلى الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، مطالبًا بالحصول على الأسلحة التي تمكنهم من الصمود في وجه الحركة التي تسيطر على أفغانستان، مشيرًا إلى أن واشنطن عقب مغادرتها للأراضي الأفغانية يمكنها أن تتحول إلى ترسانة كبيرة للديمقراطية بتقديم الأسلحة لهم، مؤكدًا أحمد مسعود، أن جنود الجيش الأفغاني والقوات الخاصة به استجابوا لدعوته وهم في طريقهم بالأسلحة والمعدات العسكرية إلى ولاية بنجشير، حسب صحيفة واشنطن بوست.

تابع مواقعنا