السبت 27 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

قاضي أحرار الشام لـ متهمة: يا فاطمة ادعاء مفهوم الجهاد بالإسلام على الحرب والقتال مخالف للحقيقة

أرشيفية
حوادث
أرشيفية
الثلاثاء 24/أغسطس/2021 - 03:13 م

علق المستشار محمد كامل عبد الستار، قبل النطق بالحكم على متهمين في القضية رقم 142 لسنة 2021 جنايات أمن دولة طوارئ العجوزة، والمعروفة إعلاميا بـ  خلية أحرار الشام.

القاضي قال إن المحكمة وقد اختصها الله فشرفها بائتمانها على حقوق البلاد والعباد، وانطلاقا من حمل المحكمة لعبء هذه الأمانة، ولما تفرضه قواعد العدالة والضمير الإنساني عامة، وضمير القاضي خاصة، وبعد أن سبرت المحكمة أغوار الدعوى المطروحة فأحاطت بها عن بصر وبصيرة، فعن لها وهي تضع الموازين القسط، أن تبعث بعدة رسائل للمتهمين ليحيا من حي عن بنية ويهلك من هلك عن بنية.

رئيس محكمة الجنايات تابع أن الشريعة الإسلامية السمحاء جاءت بمنهج شامل لكل نواحي الحياة، تحمل بداخلها التوافق مع فطرة الإنسان وطبيعته، وتمتلك الآليات التي تنظم العلاقة بين الإنسان وربه بطريقه وسطية لا إفراط فيها ولا تفريط، لا تحمل غلوا ولا جفاء يقودها إلى التطرف والإرهاب المقيت، والذي إن نشأ في أمة ووجد فيها التربة الخصبة أتى على الأخضر واليابس فيها.

أضاف رئيس محكمة الجنايات: رغم ما تحمله الشريعة الإسلامية من سماحة وخير للبشرية كافة فإنها لا تزال تتلقى الطعنة تلو الأخرى ليس من أعدائها وفقط، بل تصاعدت لتأتيها على أيدي أبنائها، الذين وجدوا فيهم ضالتهم للانقضاض على هذه الأمة وتشويهها، وإلصاق التطرف والإرهاب بها، وتلبيس الأمر على الناس، وتحويل العلاقة بين المتضادات إلي مرادفات، كما حدث بين المزاوجة بين الإرهاب والجهاد وتسويق الإرهاب على أنه أحد مرادفات الجهاد.

أكمل القاضي، أن الإسلام حينما شرع الجهاد الذي هو بمفهوم القتال، لم يشرعه إلا للدفاع عن الأمة الإسلامية وصد عدوان الطغاة عليها، ورفع الهوان عن المسلمين الذين عذبوا وهجروا من بيوتهم وسلبت منهم حقوقهم وعزلوا عن الدنيا كلها، فالمسلم مأمور شرعا الا يعتدي على أحد من الخلق، والله تعالى وصف نبيه صلي الله عليه وسلم بأنه رحمة لكل الخلق، في حين أن الإرهاب هو ذلك الرعب الدموي والعدوان المادي والمعنوي والمس بالإبرياء، والقيام بأعمال من شأنها التأثير سياسيا على قبول أفكارهم الشاذة وأرائهم المغلوطة ومواقفهم المتشددة.

القاضي أردف أن الجهاد أمر مشروع لهدف مشروع، بينما الإرهاب أمر غير مشروع سواء أكانت غايته مشروعة أو غير مشروعة، لأن مشروعيته تسقط حينما تتضمن وسيلته إزهاق الأرواح والاعتداء على الممتلكات والأعراض وزعزعة أمن المجتمع والإضرار به، موضحًا أن الجهاد كلمة لها ملدلولها الواسع في الإسلام، فهي مشتقة من الجهد ومعناها في اللغة بذل الطاقة والوسع، أي أنه يطلق على كل ما يستفرغ الإنسان فيه وسعه وطاقته وليس معناه قاصرا على الحرب والقتال كما قد يتبادر خطأ لأذهان البعض.

ذكر القاضي، أن حياة المسلم كلها جهاد في عبادته لله تعالى، وعمارته للأرض، وتزكيته للنفس، وحسن تربية الأبناء وتنشئتهم صالحين لأنفسهم وأوطانهم ورعايتهم يا فاطمة السيد "المتهمة الثامنة"، والادعاء بأن مفهوم الجهاد في الإسلام مقصور على الحرب والقتال فقط هو ادعاء مخالف للحقيقة، وهذا الادعاء هو المطية التى يمتطيها المرجفون والمتطرفون في سوء فهمهم للإسلام، وهم فئة ضالة مضللة، أتوا بأحاديث مغلوطة ليس لها من أساس من الصحة وأن منهج الإسلام بريء منهم ومن أفعالهم المنكرة.

القاضي أكد أن المحكمة قد هالها أن المتهمة الثامنة بأمر الإحالة "فاطمة السيد"، بعد رحيل والد أبنائها ومنهم المتهم الخامس بأمر الإحالة، صارت أم وأب وهذان في الدنيا هما الرحماء إلا أنها قد ضل سعيها وهوى بها تطرف فكرها فحمل على نفسها غوايتها بتقديم فلذة كبدها قربانا لمحرقة الإرهاب وهو طفل كان بالكاد قبل أن يبلغ السادسة عشر من عمره فساقته إلي سبيل المغضوب عليهم والضالين معلكا لنفسه ولغيره.

ختامًا قال القاضي: فيا كل أب ويا كل أم، ويا كل من تولى أمر طفل، أتقوا فيمن ولاكم الله أمرهم فكفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول.

وعاقبت المحكمة برئاسة المستشار محمد كامل عبدالستار رئيس محكمة الجنايات، وعضوية المستشارين محمود زيدان ومحمد نبيل، وبحضور أحمد عصمت عبدالمعبود عضو نيابة أمن الدولة العليا، وسكرتارية أحمد صبحي عباس، المتهم هشام أحمد عبدالرحمن أبو أسيا بالسجن المؤبد عما أسند اليه، كما عاقبت فاطمة السيد السيد والدة المتهم أحمد ربيع بالسجن المشدد 7 سنوات.

وقضت بالسجن 5 سنوات لكل من عبدالرحمن عبدالعليم ومحمد عبدالفتاح وسياف سلامة ورمضان السيد ورمضان صالح، كما قضت ببراءة المتهم أحمد ربيع رشاد.

وقررت المحكمة إلزام المحكوم عليهم بالإشتراك في دورات إعادة تأهيل لمدة سنتين، وإدراجهم على قائمتي الكيانات الإرهابية والإرهابيين، وحل تنظيم أحرار الشام الإرهابي وإغلاق مقاره وأمكنته في البلاد وخارجها.

تابع مواقعنا