الأحد 19 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

كبلت حالته يدا السير مجدي يعقوب.. حكاية قلب عُلق أملُ نبضه على جناح طائرة

جراحة _ أرشيفية
دين وفتوى
جراحة _ أرشيفية
الخميس 26/أغسطس/2021 - 12:15 ص

في إحدى ليالي الشتاء الباردة.. حين أسدل الظلام ستاره على نصف الكوكب، وحل سكون الليل ضيفًا على سكان قرية الزعاترة الذين اعتادوا التحصن باكرًا بفراشهم ضد صقيع الشتاء القاسي، شق هدوء الليل صوت نحيب سلمان الذي بدا متألمًا، ومزق ستار الظلام نور غرفته الذي سارع أبواه لإشعاله بعد الالتفات إلى أنين وليدهم؛ لتُسطّر صدمتهما في تلك الليلة ما يعجز الزمان عن محوه من الذاكرة.

بأعلى سرعة.. انطلقت السيارة الحاملة لجسد سلمان الشاكي، رفقة أبويه إلى أقرب مستشفى، وسط ارتباك الأب الذي جهل مصاب ابنه فلم يكن منه إلا النظر إليه بحيرة، ودعوات الأم بصوت مهتز زاحمته دموعها؛ علّ الله ينجد فلذة كبدها مما نزل به، حتى جاء رد الأطباء محولًا نظرات الحيرة في أعين الأبوين إلى صدمة تبعها حزن قاتل: «عضلة قلب ابنكم تعبانة جدًا.. ادعوله».


فرض الصمت سطوته على الموقف مجددًا، لكن هذه المرة بدافع الصدمة، فلم يكن أي من الأبوين يتوقع خسارة ولده ذو السبعة عشر ربيعًا، وبعينين سرعان ما غمرت مقلتيهما الدموع بعد اتساعهما من هول الصدمة، نظرت الأم في حسرة خِلسةً على غلامها، وراحت تفكر كيف لها أن تخبره بأن حياته أصبحت على المحك!.. فقد كان يستعد لخوض منافسة الشهادة الثانوية مع رفاقه هذا العام.

عناية الله حاوطت الأسرة ذات الـ 6 أفراد، فأنزل الرحمن سكينته على سلمان وأهله لتقبل ما أراد ابتلائهم به، ليبدأوا بعد ذلك في رحلة علاجٍ مجهولة النهاية والمصير، كانت مستشفى الأطفال الجامعي بالمنصورة نقطة انطلاقها.

4 أشهر قضاها سلمان فريد حسن عاطف يتردد على مستشفيات المنصورة باختلاف مناطقها، حامًلا معه ألمًا شديد السطوة يناظره أملًا في الشفاء مع كل مكان جديد تخطوه قدماه، إلا أنه لم يجد نصره في المنصورة، فعزم والده على الانطلاق إلى المحطة العلاجية التالية مستشفى عين شمس بحي الوايلي بالقاهرة، ليحجز بها مدة 3 أسابيع دون جدوى أو تحسن، فيما انهالت نصائح الأطباء هناك على مسامع الأب بضرورة نقله لمستشفى مجدي يعقوب للقلب؛ للنظر في حالته.
عدّ الأب عدته وانطلق بصغيره إلى مركز الدكتور مجدي يعقوب للقلب بأسوان، بعد محاولات مريرة للوصول إلى هناك، في رحلة معافرة للدخول استمرت أكثر من شهرين، حسب كلام الأب لـ القاهرة 24، وهناك تم إجراء الفحوصات اللازمة والقسطرة له دون حجز في المستشفى، حيث أخبر طاقم الأطباء الأب بأنه لن يحجز إلا في حال كان سيجري عملية جراحية، ما دفعهما إلى الإقامة بأحد الفنادق بمحافظة أسوان مدة 18 يومًا.

 

بعد ظهور التحاليل والفحوصات، واطلاع الدكتور مجدي يعقوب على نتائجها، جاء الرد بأن سلمان يحتاج إلى عملية زراعة قلب، وهي غير متوفرة في مصر، وذلك نظرًا لوجود مشاكل صحية في كلًا من البطينين الأيمن والأيسر، ما يجعل وضع جهاز دعامة للقلب بلا جدوى. 

صور من التقارير التي أصدرها مستشفى مجدي يعقوب للقلب وفق للأشعة والقسطرة التي أجراها لسلمان
صور من التقارير التي أصدرها مستشفى مجدي يعقوب للقلب وفق للأشعة والقسطرة التي أجراها لسلمان
صور من التقارير التي أصدرها مستشفى مجدي يعقوب للقلب وفق للأشعة والقسطرة التي أجراها لسلمان

 

أوصى السير مجدي يعقوب الأب بسرعة إجراء العملية خارج مصر، والتي بعد البحث تبين أنها تحتاج إلى ما يقارب 2 مليون جنيه مصري لإتمامها، فضلًا عن تأشيرات السفر وتكاليف الإقامة.

وقفت ظروف المعيشة حائطًا صادًا في وجه أسرة سلمان بعد معرفة تفاصيل العملية وتكاليفها، فليس للأب صاحب الأطفال الأربع ما يعينه على نجدة نجله من الهلاك، فيما تمثل الثانية دهرًا بعد دهرٍ ألمًا لصغيره، ولا حيلة لأسرته سوى الصلاة والدعاء، والتمني لو يتجمد الوقت حتى يستطيعوا تأمين ما يكفل لهم حياة ولدهم، لكن الواقع له رأي آخر، فهل يجد فريد من يعينه على إنقاذ ولده؟
 

تابع مواقعنا