من فتى عربي لشاعر عربي.. قصيدة لسيد عبد الرازق
خلُّوا كلامَ العارفينَ لغيرِكم
هذا زمانٌ ليسَ يعرفُ شعرَكم
هذا زمانٌ الأغنياتِ الهابطةْ.. والمولَعَةْ
ونشيدُ أجسادِ البناتِ على صنوفِ الأمتعةْ
أمَّا قصائدُ شِعركم...
فمليئةٌ بالأقنعةْ
هذِي القصائدُ
هل تعيدُ النورَ في عينِ الضَّرِيرْ؟
هل تعبرُ الطرقاتِ
نحوَ منافذِ الخبزِ الرخيصِ
وهلْ تجوعْ؟
هذي قصائدُكم مُراهِقَةً
يغازِلُها البيانُ
وقد يراودُها البديعُ
وربما حملتْ سِفَاحًا
فهْي حين يصيبُها شططُ الكتابةِ..
ليس يمكِنُها الرجوعْ
يا سادةَ البُرجِ المنيعْ
خلُّوا أحاديثَ المساءِ
لمن سيدفعُ في المدافئِ
كيْ يُحَصِّنَ نفسَه من بردِنا
خلُّوا مشاعِلَكم هناكَ
ولا تمرُّوا مِن هنا
ولترقُبُوا الـ (لا أينَ أينْ)
ولتعرِفُوا الـ (لا بينَ بينْ)
لكنْ بعيدًا عن سرادقِ جوعِنا
خلُّوا كلامَ الزاهدينَ لغيرنا
لا يعرفُ السعداءُ زهدًا
في زمانِ الأرصدةْ!
لا يعرفُ الفقراءُ شيئًا
غيرَ أحْلامٍ تموتُ
وأمنياتٍ مقْعَدَة
لا تُفسدوا حفلاتِكم بلقائِنا
لا تجرحُوا أصواتَكم في ذكرِنا
وتمتَّعُوا بحديثِكمْ عن عالمٍ ما ضمَّنَا
وكأنَّنا لسنا هنا
لكنْ أنا يا سادتي
سأظلُّ أرفعُ ذلكَ الطينَ المعلَّقَ بالجفونْ
حتى أراكم أو تَرَوْنِي في السطورْ
أو في قوائِمِ الانتظارِ
وربَّما قدَّمْتُ خُبزِي
ذلكَ الجسدَ الـ.. يسوعْ
وربَّما قدمتُ كاسِي..
لا
ستنزعجونَ
لو عكَسَتْ هنالِكَ وجهِيَ المرويَّ
بالدَّمِ والدُّمُوعِ
وحينَ أنظرُ كانعكاسٍ
ربَّما
قد أستطيعُ الكشفَ عن أعماقِكم
أو ربَّما لا أستطيعْ
يذكر أن الشاعر سيد عبد الرازق من مواليد محافظة أسيوط وهو طبيب بيطري، وله العديد من الأعمال الشعرية، منها يرسمها الدخان، أخيرا تصمت الزرقاء، نيرفانا، حدها في الغرفة، يقامر شعره،وحصل عبد الرازق مؤخرا على جائزة الفيصل في الشعر المسرحي.
