فردريك ميسترال| كيف كانت اللغة الأوكستيانية طريقه إلى نوبل؟
فردريك ميسترال، الشاعر والأديب الفرنسي الحائز على جائزة نوبل، والذي ولد في مثل هذا اليوم 8 سبتمبر من العام 1830، ويعد واحدًا من أعظم الشعراء الفرنسيين الذين تميزوا بكتابة الملاحم الشعرية الكبيرة.
ولد ميسترال لعائلة ثرية، من المزارعين الفرنسيين، لم يهتم بدراسته في البداية، فأرسله والداه إلى مدرسة داخلية في سان ميشيل، حصل بعد ذلك على درجة البكالوريوس في القانون، في أيكس إن بروفانس، وفي تلك الفترة انضم إلى المدافعين عن استقلال بروفانس، عمل على استعادة اللغة القديمة، وكان يؤمن بأن لغة بروفانس القديمة هي اللغة الأدبية الكاملة والراقية، وأن عرق الشخص يرتبط ارتباطًا وثيقًا بلغته.
قام ميسترال بتأسيس جمعية أدبية تدعى فيليبريج في مايو 1854، مشتركًا مع جوزيف رمانيل صديقه، وخمسة شعراء آخرين، بهدف الترويج إلى اللغة الأوكسيتانية، لغة بروفانس، ومن أهم اعمال تلك الجمعية، ان قاموا بوضع قاموس اللغة الأوكستيانية، وهو القاموس الأكثر دقة واتسعًا عن تلك اللغة.
قصيدة فردريك ميسترال الأهم وإنشاء متحف لتراث بلدته
من أهم أعمال ميسترال قصيدته الطويلة «Mirèio» كتبت باللغة الأوكسيتانية، عام 1859، تتكون من اثنتي عشر أغنية، تحكي عن قصة حب محبطة بين فنسنت وميرييو، وميرييو هي ابنة مزارع ثري، يرفض علاقتها مع فنسنت الفقير صانع السلّات، تضطر إلى الهرب من اجل حبها، وفي النهاية تموت وهي بين يدي فينسنت، بعدما ضحت من أجل حبها، وتعد القصيدة من أهم ما كتبه الشاعر، وكان مقصد القصيدة الرئيسي التعريف باللغة الأوكستيانية، وتمت ترجمتها إلى 15 لغة أوروبية.
في عام 1904 حاز ميسترال على جائزة نوبل بعدما رشحه اثنان من أساتذة جامعة أوبسالا السويدية، وذلك لجهوده الكبيرة التي بذلها من أجل اللغة الأوكستيانية، وعمله على استعادة رونقها الأدبي وإحياء معانيها وتدوينها في معجم كبير.
بعد حصول ميسترال على الجائزة، تبرع بنصف أموالها من اجل إنشاء متحف آرل، المعروف بـ أرلاتين، وهو متحف تراثي يحتوي داخله على مجموعات من الصناعات الشعبية البروفنسية، وبه بعض الأثاث والأزياء المتنوعة، وأدوات الزراعة، كما يحتوي على تمثال لميسترال، ووسام جوقة الشرف الخاص به.
