السبت 20 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

فاقد كبير في الفاكهة والخضروات.. دراسات علمية تضع حلولًا للحفاظ على المحاصيل

الفاكهة والخضروات
تقارير وتحقيقات
الفاكهة والخضروات
الأربعاء 15/سبتمبر/2021 - 10:59 ص

تختلف نسبة الفاقد بين المحاصيل الزراعية المختلفة، إلا أنها ترتفع في محاصيل الخضر والفاكهة مقارنة بالمحاصيل الأخرى، ويرجع ذلك إلى عِدة عوامل منها ارتفاع المحتوى الرطوبي للثمار، وكذلك حساسية معظم ثمار الخضر والفاكهة للتغيرات المناخية مثل ارتفاع أو انخفاض درجات الحرارة، وسقوط الأمطار، والرياح، وكثرة الإصابة بالآفات والحشرات والأمراض وغيرها. 

تختلف أيضًا نسب الفاقد بين محاصيل وسلع الخضر والفاكهة، فمنها ما هو سريع التلف مثل الطماطم، العنب، الفراولة، والتين، وهناك أخرى متوسطة التلف مثل الموالح، البطيخ، البسلة، والفاصوليا، وأخيرًا يوجد محاصيل وسلع بطيئة التلف مثل المحاصيل الدرنية، والثمار الجافة.

كشفت دراسة علمية بعنوان التقييم الاقتصادي للفاقد في الاستهلاك الأسري لبعض الخضر والفاكهة بمحافظة الشرقية، أعدها كل من الدكتورة أمينة سعيد محمد فؤاد أحمد، والدكتور أحمد إبراهيم محمد رجب الباحثان بمعهد بحوث الاقتصاد الزراعي بمركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة حول الفاقد والتالف من السلع الزراعية الغذائية، خلال مرحلة الاستهلاك الأسري ركزت على 4 سلع من الخضر والفاكهة، وهي الطماطم، البطاطس من الخضر، والعنب والبرتقال من الفاكهة عن أنه بمقارنة كمية الفاقد في سلعتي الطماطم والبطاطس، فقد تبين ارتفاع كمية ونسبة الفاقد في الطماطم مُقارنة بمثيلتها في البطاطس، ويرجع ذلك إلى حساسية الطماطم، وارتفاع نسبة الرطوبة بها وسرعة التلف وقلة تحملها للتخزين في الظروف العادية، وذلك مقارنة بالبطاطس.

أسباب الفاقد من الخضر والفاكهة

حول أسباب الفاقد في السلع، ذكرت الدراسة أنه يأتي في مُقدمتها ما اعتاد عليه المستهلك المصري من شراء وطهي خُضر بكميات كبيرة من الطعام يفوق احتياجاته الأسرية، يليها نقص الوعي في تخزين وتصنيع السلع منزليًا، ثم يليها القيام بشراء السلع في مرحلة تمام النضج.

ألمحت الدراسة بخصوص سلعتي الطماطم والبطاطس: تبين أن كمية ونسبة الفاقد خلال مرحلة الاستهلاك في الطماطم أعلى من مثيلتها في البطاطس، ويرجع ذلك لارتفاع نسبة الرطوبة في الطماطم، ونتيجة تعرض الطماطم للعطب سريعا مقارنة بالبطاطس، لذلك فإنها تحتاج إلى معاملة خاصة في طرق وأساليب التخزين والحفظ. 

البطاطس

أما بالنسبة لسلعتي العنب والبرتقال، فقد تبين أن نسبة الفاقد في العنب بمرحلة الاستهلاك الأسرى أكبر من مثيلتها في البرتقال، وذلك لارتفاع نسبة الرطوبة بها وسرعة التلف والفساد مقارنة بالبرتقال.

أشارت الدراسة إلى أن المستهلك المصري اعتاد شراء وطهي سلع الخضر بكميات من الطعام تفوق احتياجاته الأسرية، ما يؤدي إلى إلقاء تلك الزيادة في صناديق القمامة يليها نقص الوعي في تخزين وتصنيع السلع منزليًا لدى ربات البيوت في الطرق والأساليب السليمة، لتخزين وتصنيع السلع المذكورة، ما يؤدي إلى سرعة التلف والعطب وفقد كميات كبيرة أثناء الاستهلاك الأسري، ثم يليها القيام بشراء السلع في مرحلة تمام النضج، ما يعني سرعة التلف والفساد وعدم إمكانية التخزين لفترات طويلة، يُضاف لما سبق عدم سماح التاجر للمشتري، بالقيام باختيار السلع والثمار وقيام التاجر بالغش والتدليس، ووضع ثمار وسلع تالفة أو سريعة التلف ضمن مبيعاته، ما يؤدي إلى ارتفاع كمية الفاقد في تلك السلع، وتزداد الأمور تعقيدًا إذا ما تبين أن أسعار السلع في بداية الموسم تكون مُنخفضة لزيادة المعروض منها، كما أن الأسواق التي تُباع بها تلك السلع لا تُقام إلا بصفة أسبوعية، ما يدفع بالمشتري إلى شراء كميات كبيرة لتخزينها لحين الحاجة إليها فتزيد كمية الفاقد.  

ارتفاع نسبة الفاقد من الطماطم مقارنة بالبطاطس

توصلت الدراسة لعدة نتائج أهمها يتعلق بكمية الفاقد في سلعتي الطماطم والبطاطس، حيث تبين ارتفاع كمية ونسبة الفاقد في الطماطم مُقارنة بمثيلتها في البطاطس، ويرجع ذلك إلى حساسية الطماطم وارتفاع نسبة الرطوبة بها، وسرعة التلف وقلة تحملها للتخزين في الظروف العادية، وذلك مُقارنة بالبطاطس موضحة أن المتوسط السنوي لكمية الفاقد في البطاطس بلغ 481 ألف طن، بينما بلغ المتوسط السنوي لكمية الفاقد من الطماطم 586،1 مليون طن.

الطماطم

ارتفاع نسبة الفاقد في البرتقال مقارنة بالعنب 

أما بالنسبة لكمية الفاقد بالألف طن في سلعتي العنب والبرتقال، فقد تبين ارتفاع كمية ونسبة الفاقد في البرتقال مُقارنة بمثيله في العنب، ويرجع ذلك إلى كثرة الحشرات والأمراض التي تُصيب البرتقال، والتي تُساعد على سُرعة فساده وتلفه عند الإنتاج والتسويق، وبالتالي الاستهلاك الأسري، مُقارنة بالعنب، يُضاف لما سبق قيام معظم ربات البيوت بالاهتمام بتخزين العنب في الثلاجات مقارنة بالبرتقال، والذي يُخزن في الظروف العادية، مشيرة إلى أن المتوسط السنوي لكمية الفاقد في العنب بلغ 198 ألف طن، بينما بلغ المتوسط السنوي لكمية الفاقد في البرتقال حسب الدراسة بلغ 265 ألف طن.

العنب

الحل في التغليف والتخزين الجيد

أكدت الدراسة أن هناك عدد من الوسائل التي من شأنها يمكن الحد من الفاقد، ويأتي في مُقدمتها أهمية التغليف والتعبئة والتخزين الجيد للسلع يليها توفير منافذ بيع كثيرة مستمرة ومتعددة لبيع السلع، ما يُقلل عملية التخزين لفترات طويلة، مع عدم الإسراف أثناء الشراء أو الطهي للسلع.

شددت الدراسة على أهمية التخزين في الثلاجات بالنسبة للطماطم نظرًا لطبيعتها، وارتفاع نسبة الرطوبة بها والتخزين في الظروف العادية بالنسبة للبطاطس، أما بالنسبة للعنب يجب التخزين في ثلاجات نظرًا لغضاضة وسرعة تلف العنب، على عكس البرتقال الذي يمكن تخزينه في الظروف العادية، ما يُوضح ارتفاع نسبة الفاقد والتالف في الطماطم مقارنة بالبطاطس، وذلك أثناء مراحل التخزين المنزلي، وكذلك العنب مقارنة بالبرتقال.

الجدير بالذكر أن الدراسة اعتمدت على بيانات مُستقاة من دراسة ميدانية تم إجراؤها بوحدة بحوث الاقتصاد الزراعي بالشرقية لعام 2016/2017.  

طرق مبتكرة وعبوات ذكية لتقليل الفاقد من الخضروات والفواكه

من جانبها قالت الدكتورة زهرة صالح أحمد أستاذ الصناعات الغذائية بالمركز القومي للبحوث في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24 إنها قامت ببحث حول تقليل الفاقد من الخضروات والفواكه بطرق مبتكرة ويمكن تطبيقها في البيئة المصرية ويمكن من خلالها تقليل الكميات التي يتم فقدها مثل الطماطم في الخضروات أو العنب في الفواكه من خلال عبوات ذكية لتغليف هذه المنتجات الزراعية التي تحتوي على سينسور بداخل العبوة يوضح حالة نضج الطماطم داخل العبوة مع مرور الوقت.

أشارت صالح إلى أن الفاقد يحدث خلال سلسلة تداول الخضروات والفواكه في مراحل مختلفة وأكثر مرحلة يحدث بها هدر في الفواكه والخضروات هى مرحلة ما بعد الحصاد وحتى الوصول للمستهلك النهائي فعلى سبيل المثال الطماطم وفق الدراسة التي أجريت داخل المركز القومي للبحوث تضمن استخدام تكنولوجيا جديدة مكنت من تقليل الفاقد لأقل درجة ممكنة بدء من خروجها من بوابة المزرعة وحتى وصولها للمستهلك بالمنزل، حيث يتم إطالة حفظها لاستخدامها حتى أخر جزء بها، وللتعرف على مراحل النضج المختلفة، وهي طازجة وهي سليمة وناضجة جدا من خلال تغليف العبوة بمادة تحتوي على سنسور «حساس» يعطي لون معين مثلا اللون الأحمر يعبر عن أن الطماطم طازجة واللون الأخضر يعبر عن أنها ناضجة واللون الأصفر ناضجة جدا أو مستوية، حيث أصبحت العبوة المغلفة للطماطم تتواصل مع المستهلك أو المستخدم لها، بحيث يأخذ قراره بوعي بالاختيار الذي يناسبه وفق حالة الطماطم التي يريدها، وبالتالي عندما تعطيني العبوة إشارة بحالة المنتج وطبيعته تعطيني دائرة بلون معين فلو كانت مثلا بلون أحمر فهي تشير إلى درجة نضج معينة للطماطم، وهكذا وإذا تحولت للون الأصفر مثلا فهي ناضجة بدرجة كبيرة، مشيرة إلى أن الأمر يحتاج إلى مزيد من الاستثمار لتعميم التجربة، وتطبيقها تجاريا في البيئة المصري.

عملية نقل محصول الطماطم 

لفتت أستاذ الصناعات الغذائية، إلى أن أزمة فيروس كورونا ساهم في البطء في تطبيق هذه التجربة على نطاق واسع، لكنها ستطبق مع مرور الوقت، وهذه الطريقة يمكن تطبيقها أيضا على بعض أنواع الفاكهة لتقليل الفاقد، فعلى سبيل المثال العنب يتم تطبيق السينسور عليه داخل العبوة المغلفة بحيث يخبرنا بدرجة النضج أو درجة الحرارة، حيث إن الثمرة تتنفس مثل الإنسان، وهذا التنفس يعمل على تسويتها، وبالتالي فالعبوة يتم إعدادها بحيث تكون ذكية، إذ تقوم العبوة بإخراج النفس الذي قد يسوي الثمرة خارج العبوة، وتحتفظ بالهواء الذي يجعل العنب سليما ومحفوظا بحالة جيدة لفترة تصل إلى أسبوعين، وعند فتحها تظل طازجة، مما يقلل الفاقد من العنب، أما البرتقال مثلا يوضع في عبوة تغليف أساسية وعبوة ثانوية لتقليل الفاقد منها، بحيث يمكن للمستخدم الذي لا يريد استخدام كمية كبيرة من البرتقال أن يستخدم العبوة الثانوية التي قد تحتوي على ثمرتين مثلا من البرتقال بدلا من تعرض العبوة بالكامل للتلف، والتي قد تحتوي مثلا على 8 ثمرات، وبالتالي تظل محفوظة وتقلل الفاقد. 

في هذه الدراسة أَضيف للعبوة وظيفة جديدة لم تكن موجودة في السابق، وهي أن العبوة أصبحت ذكية والمستهلك قادر على التواصل معها بخلاف السابق كانت العبوة لا توجد بها هذه المزايا، وكانت فقط تحتوي على معلومات عن المنتج مع بعض عناصر الجذب للمستهلك. 

مهندس زراعي: أتبع 6 طرق لتقليل الفاقد من الخضروات والفاكهة بنسبة 40% 

من جانبه قال مهندس زراعي خالد أبو العينين في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24 إنه يستخدم بعض الطرق الزراعية التي تقلل من الفاقد من الخضروات والفاكهة بنسبة 40%، ما يساهم في زيادة الإنتاج، ومن هذه الطرق: الإدارة الجيدة للري الصحيح للمحصول، اختيار الأصناف المناسبة في أوقات زراعتها، الاعتماد على محاليل عضوية في التسميد، استخدام صخور العناصر في خدمة التربة مع المادة العضوية، مكافحة الآفات الزراعية واستخدام المضادات والزيوت العضوية لتقليل الإصابة بما يقلل الفاقد في الخضروات والفاكهة، وأخيرا الجمع الأمثل للمحصول.

 

تابع مواقعنا