الإثنين 29 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

ما تيسر من سورة الموت.. كيف رثى سميح القاسم الرئيس جمال عبدالناصر؟

جمال عبد الناصر
ثقافة
جمال عبد الناصر
الثلاثاء 28/سبتمبر/2021 - 01:27 م

تأثر العالم العالم العربي أجمع، برحيل الزعيم جمال عبد الناصر الذي يوافق مثل هذا اليوم من عام 1970، وقد ترجم الشعراء حزنهم على فقدان الزعيم إلى قصائد، رثوه فيها بكلمات مؤثرة، ومن بينهم الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم، في قصيدة بعنوان ما تيسر من سورة الموت، واحتوت على قسمين القسم الأول تهليلة لأجمل الجياد، والقسم الثاني بعنوان مصارع الرجال، وجاء نص القصيدة كالتالي:-

- تهليلة لأجمل الجياد

أرهقني الرقص.. وعرس الموت

يمتد أعوامًا على أعوام

خوفي، يمر الوقت

ولم أعانق سيدى الآتي من الاحلام

دمرتني يا موت

جددتني يا موت

أرهقتني.. أرهقتني يا موت

فما الذي تأمرني يا أجمل الجياد

وأجود الجياد

أنا الذي رددت دينك القديم كله رددت

أنا الذي مملكتي أغلقت الدموع

أبوابها.. وفتحت أبوابها الدموع 

مملكتي استراح موسى في حمى أسوارها

وزودت محمدًا بالماء

وقاسمت رغيفها يسوع

فما الذي تأمرني، يا أجمل الجياد

يا موت! يا ابن الشمس والأعياد!

 

 2- مصارع الرجال

وجهى إلى كل جهات الأرض

مجللًا بالنار

وجهي إلى الأعالي

وجهى إلى الأغوار

وفى جراحي تكبر الأزهار

وصية الميلاد ملء جبهتي

ملء فمي ورئتي

فالعفو، إن سال دمي.. سال على الأوتار

أبكيك لكن واقفًا

وصامدًا وزاحفًا

أبكي لعل نخلة البكاء!

أبكى من المحيط للخليج

أبكيك يا جمال

أبكيك في مصانع لم تفتتحها بعد

أبكيك في معاهد لم تفتتحها بعد

وفى صحارى فرشت رمالها يداك

سنابلًا وورد

أبكيك في الكلية الحربية

أبكيك في القنال

أبكيك في الثالث والعشرين من يوليو

وفى الأول من أيار والخامس من أيار

أبكيك في كل التواريخ التي حزت شراييني

وفى كل التواريخ التي تغمرني

ضوءا وموسيقى وجلنار

أبكيك في المنازل الشعبية

في السد في الغيطان في المدارس الريفية

في العلماء السمر، في الطلاب، في العمال

في الكتب، في الساحات، في الأطفال

أبكيك في الغلال، في الحدائق

أبكيك في الخنادق

أبكيك في الفؤوس والمطارق

في خوذة العامل والجندي،

في كوفية الفلاح والعقال

أبكيك في قلانس الأحبار، في عمائم الأئمة

أبكيك في الصليب في الهلال

أبكيك يا جمال

في دفتر النوتات، في العازف، في الناي وفي الموال

أبكيك في مدرب القراءة

أبكيك في معلم النضال

أبكيك يا جمال

في لهجة العراق

في لهجة السودان

أبكيك في الأردن، في ليبيا، وفى لبنان

أبكى مع الوحدة

أبكى بالانفصال

أبكيك في كل لغات الأرض

في مؤتمرات السلم، عملاقا

وفي مكائد القتال!

أبكيك يا جمال

في طفلة ناجية من مذبحة

دموعها تبلل الجريدة

وكفها ممدودة

لكفك النبية الملوِّحة

من صورة في أحد المواقف المجيدة

أبكيك يا جمال

في شهقة ابن التسع والسبعين

وهو يصيح من جحيم أمسه المفقود

ومن نعيم غده الموعود:

يتمتني يا ولدى

يتمتني يا بوى

أبكيك في فظاظة الشرطي إذ يكتشف الهوية

في السجن في المنفى وفى الإقامة الجبرية

أبكيك إذ يغبنني في منزلي الضيوف

ويخطفون من يدى صغيرتي

بقية الرغيف

ويشتمون والدى وأمتى.. والروس

وإذ يمزقون بالكلام والأظافر

ملامحي في الصحف اليومية

وصورة المدعو عبد الناصر!

أبكيك يا جمال!

فيما تبقى من تراب وطني

ومن دماء عزوتي

ومن بيوت بلدي

وهى تصيح من قرار جرحها وعارها:

ولو! لمن تتركني يا سندى

جمال يا جمال !

أبكيك.. لكن واقفًا

وصامدًا.. وزاحفًا

أبكى من المحيط للخليج

أبكيك.. لكنى تعلمت.. إلى الأبناء والأحفاد

كيف يكون الصبر والجهاد

وكيف تحمى شرف الرجال

مصارع الرجال!

تابع مواقعنا