الخميس 25 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أعلام الأدب.. ابن الرومي خطف الموت أهله فتفرغ لهجاء الناس

ابن الرومي - بورتريه
ثقافة
ابن الرومي - بورتريه
الثلاثاء 28/سبتمبر/2021 - 03:12 م

ابن الرومي هو أحد أكبر شعراء الدولة العباسية  في القرن الثالث الهجري، واسمه الحقيقي أبو الحسن علي بن العباس بن جريج.

ولد ابن الرومي في بغداد عام 283 وكان ابن الرومي مولى لعبد الله بن عيسى وكانت والدة ابن الرومي من أصل فارسي، وهي امرأة تقية صالحة كما جاء في رثائه لها، وعلى الرغم من أن ابن الرومي كتب في أغراض شعرية متنوعة مثل المدح والهجاء والفخر والرثاء، وكان من الشعراء المتميزين في عصره، إلا أنه غلب على شعره طابع الحزن شهدت لأن حياته حفلت بالكثير من المآسي وكانت لها أكبر الأثر على قصائده.

وتوزعت المآسي التي تعرض لها ابن الرومي بين فقد المال وفقد الأهل وعن فقد المال فقد ورث عن والده أملاكًا كثيرة لكنه أضاع جزءا كبيرا منها بإسرافه ولهوه، أما الجزء المتبقي فقد أن احترقت ضيعته، وغصبت داره، وأتى الجراد على زرعه.

وعن فقد الأهل فقد داهم الموت عائلته واحدًا تلو الآخر، حيث فقد بشكل متتابع والده، ثم والدته ثم أخوه الأكبر وخالته، وبعد أن تزوج توفيت زوجته وأولاده الثلاثة، مما جعل شعره يتسم بالحزن والتشاؤم.

وكل ذلك جعل من الرومي شخصية مضطربة، مغتربة وناقمة على الحياة والناس والمجتمع، وأصبح هو غريب الأطوار خاضع للوهم والخوف، يتوقع السوء دائمًا، واتجه لهجاء الناس ومهاجمتهم.

يصف طه حسين ابن الرومي بأنه كان سيئ الحظ في حياته، ولم يكن محببًا إلى الناس، وإنما كان مبغضًا إليهم، وأنه كان حاد المزاج، معتل الطبع، ضعيف الأعصاب، حاد الحس جدًا، يكاد يبلغ من ذلك الإسراف، فيما يصف العقاد ابن الرومي بأنه لم يكن يصلح سوى للشعر، وأن العصر الذي عاش فيه كان يصلح لابن الرومي كشاعر لأنه كان عصر حيًّا حافلًا بأشتات الحياة وألوان الإحساس مشغولًا بالشعر والعلم، وكل ما تشتغل به قريحةٌ أو سليقة.

شعر ابن الرومي في رثاء ابنه

لابن الرومي قصيدة مؤثرة جدا في رثاء أحد أبنائه، يطلب من عينيه أن تبكي على ولده الذي كان مثل عينيه، ويتحدث فيها عن محبته لولده وصفاته. 

بكاؤكُما يشْفي وإن كان لا يُجْدي         فجُودا فقد أوْدَى نَظيركُمُا عندي

بُنَيَّ الذي أهْـدَتْهُ كَفَّـأيَ للثَّرَى              فَيَا عِزَّةَ المُهْدَى ويا حَسْرة المُهدِي

ألا قاتَل اللَّه المنايا ورَمْيَـها           من القَوْمِ حَبَّات القُلوب على عَمْدِ

تَوَخَّى حِمَامُ المـوتِ أوْسَـطَ صبْيَتي            فلله كيفَ أخْتار وَاسطَةَ العِقْدِ

طَوَاهُ الـرَّدَى عنِّي فأضحَى مَزَارُهُ              بعيدًا على قُرْب قريبًا على بُعْدِ

لقد أنْجَزَتْ فيه المنايا وعيدَها             وأخْلَفَتِ الآمالُ ما كان من وعْدِ

لقَد قلَّ بين المهْد واللَّـحْد لُبْثُهُ       فلم ينْسَ عهْدَ المهْد إذ ضُمَّ في اللَّحْدِ

توفي ابن الرومي مسموما فقد خشي الوزير أبا الحسين القاسم بن عبيد الله بن سلمان بن وهب، وزير المعتضد، من هجوه وفلتات لسانه بالفحش، فدس عليه من وضع له السم في الحلوى.

تابع مواقعنا