الخميس 25 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الرئيس وضبط النفس

الجمعة 15/أكتوبر/2021 - 11:19 م

أثناء لقاء الرئيس السيسي رفقة وزير دفاع بالضباط الجدد، في بداية حياتهم أعطاهم درس حدث بحياته ليعلمهم من واقع تجاربه كيفية ضبط النفس وخاصة أنهم في بداية حياتهم المهنية التي تتطلب منهم التحلي بالصبر وضبط النفس.

فروى أنه عندما كان رئيسًا لعمليات الفرقة 33 مشاة ميكانيكي وكان أمامه ترابيزة العمليات عبارة عن أقلام رصاص وأقلام ألوان لإظهار الخرائط؛ وكان استخدامه للقلم الرصاص والاستيكة كثيرًا جدًا، بحكم طبيعة العمل، واستخدام دبابيس الإبرة ليثبت بها بعض الأشياء التي يتم وضعها على الخرائط.

فدخل عليه رئيسه بالعمل فوجده يعمل في المرسم الخاص بالعمليات ورسم الخرائط، ووجد الاستيكة التي يشتغل بها واضعًا فيها دبابيس إبر كثيرة حتى عندما يحتاج دبوس لا يبحث كثيرًا، وهذا المُتبع كعرف ما بين ضباط العمليات فسأله باستفزاز: مين النتن اللي حاطط الدبابيس في الاستيكة! فسكت برهة من الوقت وقال: أنا يا فندم! ثم ذكرها مرة أخرى فقال: أنا يا فندم ولو سمحت بلاش الألفاظ دي لأني قائد ومع مرؤسين؛ فرد عليه: إنت تسكت خالص فقاله: حاضر يا فندم ربنا يسامحك؛ وسكت ولم يرد عليه بأي رد فعل عنيف برغم أنه وجه له لفظا مؤذي نفسيًا وخاصة لشخص لديه كرامة وعزة نفس ورغم ذلك استخدم ضبط النفس، وكان رد فعله الصمت عن الإساءة كما أمرنا الله بالإعراض عن الجاهلين.
والغرض من سرد سيادة الرئيس تلك القصة بالرغم من تحمل سيادته ذِكر هذا اللفظ للضباط الجدد بالرغم من أنه لم يتلفظ مثل هذه الألفاظ في حياته فقط ليعطيهم درسا عن كيفية ضبط النفس، رغم أنه في عُرف مجتمعنا المتوجه له الإهانة هو من يستحي وليس العكس! وليعلمهم أيضًا ألا يسمحوا لأحد بأن يسحبهم للقاع ويسحبهم للخطأ ويعلمهم ضبط النفس في مثل تلك المواقف والصمت والانسحاب عندما يتعرض أحدهم لمثل ذلك.

وعند حديثي مع أحد القادة القريبين من الرئيس السيسي وتشرفوا بالعمل معه قالوا إن سيادته وقتها كان ظابطًا مميزًا وشاطر ومجتهد وكان يثير أحقاد الآخرين باجتهاده وتميزه فكان البعض يسعى ويحاول عرقلته عن طريق محاولة استفزازه، ليدفعه للخطأ عن طريق الرد عليه بالمثل ودفعه للخطأ ليصبح مثله ولكن الرئيس السيسي كان يعلم ذلك جيدًا، فكان يكتفي بالصمت وإخبار من أمامه أنه أخطأ، لأنه يعلم جيدًا أن الله يدافع عن الذين آمنوا ويعلم أيضًا أنه في حالة  الرد بالمثل وتصعيد الأمر لا يستفيد شيئًا! لأن هذا ما يريده الآخرين، والآن كيف ضبط النفس أوصل سيادة الرئيس لما عليه الآن فضبط النفس من شيم الأقوياء والقادة فقط من يتمتعوا بتلك الموهبة لذا لا يُحظى بها قليل الحيلة الذي لا يملك غير السب والإهانة! 
فعند دفع أحدهم لك للنزول للمستنقع بدفعك لتصبح مثله وترد الإساءة بالإساءة، اصمت وحسبك الله، وتذكر أن الله يدافع عن الذين آمنوا ولن تجد خير من يدافع عنك غير الله القوي العزيز الحكيم، فلا يعلم الكثير أن الصمت عن الإهانة من شيم الأقوياء أما التلفظ بالألفاظ المسيئة لا يوجد أسهل منها ولا يجيدها إلا قليلو الحيلة.
كما تعلمنا من القائد الرئيس السيسي، كل ما تشعر بالقلق تشتغل أكتر، وكل ما تشتغل أكتر كل ما تصبح أقوى أكتر، وكل ما تشتغل أكثر العداء حولك يزيد ولن ينتهي وعلاج القلق والأذى ومواجهة أعداء النجاح، الشغل والاجتهاد المُضاعف والاستمرار في النجاح.

تابع مواقعنا