السبت 20 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

عضو العالمية لخريجي الأزهر: الاحتفال بالمولد النبوي مستحب.. ومظاهره بدأتها الدولة الفاطمية| حوار

محمد صلى الله عليه
ثقافة
محمد صلى الله عليه وسلم
الثلاثاء 19/أكتوبر/2021 - 09:00 م

نمر في تلك الأيام بذكرى ميلاد أشرف الخلق، وسيد البشر، معلم الناس، وهادي العصاة، رسول الله إلى البشرية، محمد- صلى الله عليه وسلم- المولود في يوم الاثنين 12 من ربيع الأول، والذي يوافق 19 أكتوبر من عام 2021.

في كل عام تدور الكثير من الأقوال والخلافات بين الناس حول جواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، فقد بث الكثير من أهل التطرف بين الناس، فكرة أن الاحتفال بهذا اليوم العظيم، بدعة، ويجب منعها، دون أي مبرر أو سبب مقنع، وكأن الله خلقهم، ونزع منهم محبة البهجة والفرح، فصاروا يميلون إلى كل ما هو غليظ، ومن هذا المنطلق، وجدنا أن نسأل أحد شيوخ الأزهر الشريف؛ لنتبين منه حقيقة الأمر، وليبين لنا عظمة هذا اليوم، وفضائل النبي- صلى الله عليه وسلم- وسنطلعكم في السطور التالية، على ما أجابنا به الشيخ عبد العزيز عبد الحميد إمام، الداعية بالأزهر الشريف، وباحث مقارنة الأديان، وعضو المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف.

 

هل يعد المولد النبوي عيدًا رسميًا من الأعياد الإسلامية؟ أو يمكن أن نقول أنه مثل أعياد الفطر والأضحى؟

ذكرى المولد النبوي الشريف؛ هو يوم يتم الاحتفال به من قبل المسلمين في جميع الدول، ولكن ليس عيدًا من الأعياد الخاصة بالمسلمين، مثل عيد الأضحى المبارك، وعيد الفطر، ولكن كان الرسول- صلى الله عليه وسلم- يحتفل به من كل عام، بالصيام، واتبعه الكثير من الصحابة، واتبعه المسلمون، وأصبح الكثير منا يحتفل به بالصيام، والصلاة على الرسول، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، فهو يأخذ مكانة عالية في قلوبنا، وقال عنه الرسول: ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت أو أنزل عليّ.

 

هل هناك مظاهر معينة للاحتفال بذلك اليوم؟

‏توجد عدد من ظواهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف؛ مثل ذبح الذبائح وتوزيع لحومها على الفقراء والمساكين، ‏وهناك من يحتفل به بحلقات وجلسات الذكر، والتواشيح والغناء، والأناشيد التي تعبر عن مدح الرسول- صلى ‏الله عليه وسلم-، والدروس التي تسرد قصة حياته ويوم ولادته والهجرة والوحي الذي أنزل عليه؛ ‏لكي يتبع المسلمون سنة الرسول ونهجه وخطاه، وغيرها من المظاهر التي تأتي ضمن الإطار الحسن المستحب.

 

من أول من بدأ في الاحتفال بذلك اليوم المبارك؟

يرجع تاريخ الاحتفال بالمولد النبوي الشريف إلى الدولة الفاطمية، فهي أول دولة احتفلت بالمولد النبوي، من خلال توزيع الصدقات وشراء الحلوى وتوزيعها على الناس، وكان قائد الدولة يحتفل بموكب خاص مليء بالحلوى، والذهاب به إلى الأزهر الشريف، وفي عهد الدولة الأيوبية، كانت تقام احتفالات خاصة بذكرى المولد النبوي، بالعديد من الطرق المختلفة، فمنهم من كان يشترى الكثير من الخيرات؛ لتوزيعها على الفقراء.

 

حدثنا عن بعض فضائل النبي الكريم؟

من فضل الله على أمتنا أن بعث فيهم خيرَ رسله، وأفضل خَلْقه محمداـ صلى الله عليه وسلم- فهو الرسول المُصطفى، والنبي المُجْتَبَى، ختم الله به أنبياءه، واختصه دون غيره من الرسل بفضائل وخصائص كثيرة؛ تشريفا وتكريما له، مما يدل على جليل قدره، وعلو منزلته عند ربه، قال الله- تعالى-: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ}(البقرة- من الآية: 253).

وعن تلك الآية، قال الزمخشري:{وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ} أي: ومنهم من رفعه على سائر الأنبياء، فكان بعد تفاوتهم في الفضل، أفضل منهم بدرجات كثيرة، والظاهر أنه أراد محمدا- صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه هو المُفَّضَّل عليهم، حيث أوتِيَ ما لم يؤت أحدا من الآيات المتكاثرة المرتقية إلى ألف آية وأكثر، ولوْ لم يؤت إلا القرآن وحده؛ لكفى به فضلا منيفا على سائر ما أوتي الأنبياء، لأنه المعجزة الباقية على وجه الدهر دون سائر المعجزات، وفي هذا الإبهام من تفخيم فضله وإعلاء قدره ما لا يخفى، لما فيه من الشهادة على أنه العَلَم الذي لا يُشتبه، والمُتَميز الذي لا يلتبس.

من فضائله أن مدحه الله وكان خليل الرحمن

ويضيف الشيخ عبد العزيز إمام: ومن فضائله- صلى الله عليه وسلم‏-، مدْح الله- عز وجل- وثناؤه على حسن صفاته، وعظيم أخلاقه- صلى الله عليه وسلم- ومنها رحمته التي ‏تميز بها، وبُعِث لأجلها، فقال- سبحانه-: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}(القلم الآية: 4)، وقال- سبحانه-: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا ‏رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]، ولذا كان صلوات الله وسلامه عليه  يقول: (إِنَّمَا أنا رحمة مُهْدَاة) ‏رواه الحاكم. ‏

ـ ومنها: أنه صلى الله عليه وسلم  خليل الرحمن، وهذه الفضيلة لم تثبت لأحد غير نبينا وإبراهيم الخليل ‏عليهما الصلاة والسلام، فعن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه ‏وسلم-: (ألا إني أبرأ إلى كل خل من خله، ولو كنت متخذًا خليلًا؛ لاتخذت أبا بكر خليلا، إن صاحبكم خليل الله) ‏رواه مسلم.‏

 

ـ ومن هذه الفضائل التي أكرم الله- عز وجل- بها نبينا- صلى الله عليه وسلم- رعايته له، وعنايته به من قبل ‏بعثته بالنبوة، بل منذ ولادته، لقوله- تعالى-: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا ‏فَأَغْنَى}(الضحى.. الآية:6:8).‏

ـ ومنها أن الله- عز وجل- رفع له ذكره في الدنيا والآخرة، كما قال- تعالى-: {وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ}(الشرح.. الآية: ‏‏4)، قال ابن كثير: قال مجاهد: لا أُذكر إلا ذكِرْتَ معي، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله.‏

تابع مواقعنا