الأحد 28 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

شيء لله يا سيّد.. لماذا اعتزل السيد البدوي الناس وبم وصفه السيوطي؟

مقام السيد البدوي
ثقافة
مقام السيد البدوي
الأحد 24/أكتوبر/2021 - 11:00 م

نمُر في تلك الأيام بذكرى الاحتفالات السنوية، التي تقام، احتفاء بمولد السيد البدوي، وهو أحمد بن علي بن إبراهيم، يمتد نسبه إلى علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ولد في المغرب، في مدينة فاس، ومنها ذهب مع والده إلى موطنه الأصلي، مكة المكرمة، وفي الطريق، مكثت أسرته شهورا في مصر، ويقال بضع سنين، ثم قرر البدوي، أن يرحل إلى العراق، وما لبث أن عاد منها إلى مكة، قبل أن تأتيه إشارة، فيقرر الذهاب إلى إحدى قرى دلتا مصر، والتي كانت تسمى طنطدا في ذلك الوقت.

مقام السيد البدوي

 جعل في طنطدا بعد وصوله مقرأة تعلم القراءات، حيث كان عالمًا بالقراءات، ويوصَف السيد البدوي بأنه كان طويل القامة جميل الوجه، وكان من شدة جماله يلثم نفسه، فسمي الملثم، وكان يرتدي لباس البادية، فسمي البدوي، وكان نسبه يرجع إلى البيت النبوي، فسمي السيد، تبجيلًا للنسب الشريف.

يقول السيوطي عنه، سيدي أحمد البدوي، عرف بالبدوي لملازمته اللثام، ولبس لثامين لا يفارقهما، وعُرض على التزويج فأبى، لإقبالهِ على العبادة، ثم لازم الصمت، حتى كان لا يتكلم إلا بالإشارة، واعتزل الناس جملة، وظهر عليه الولَه، ولازم الصيام حتى أدمن عليه، حتى كان يطوي أربعين يومًا لا يتناول طعامًا أو شرابًا، ولا ينام، وفي أكثر حاله شاخص البصر إلى السماء، وعينيه كالجمرتين، وتُؤثَر عنه الكرامات والخوارق.

بعد قضاءه مُده يعلّم الناس القرآن والدين، أصابته حاله من الانقباض من جميع الناس، فانعزل وعاش على سطح البيت، ليتجنب لقاء الناس، لذا سُمي السطوحي، وكان يملك مسبحة، بها ألف حبة، من أراد أن يسلم عليه، يدني له البدوي المسبحة، فيسلم الطرف الآخر عليها بدلا منه، وظل فترة طويلة، تنتابه حالة القبض والعزلة، ثم يختلط بالناس بعد ذلك، ويرجع بعد فترة إلى حالة القبض تلك، وهكذا.

السيد البدوي يقاوم الحملة الفرنسية بفيض من الكرامات

شارك في مقاومة حملة الفرنسيين التي قادها لويس التاسع على مصر، وكان تلامذته يأخذون الأسرى من الفرنسيين، ويقاتلونهم أشد القتال، وشارك في معركة المنصورة، التي أُسر فيها لويس، ويُحكى عنه أنه من بين كراماته كان يأتي بالأسير المصري من بين أيدي الفرنسيين دون أن يبرح مكانه، وكانت الناس تهتف له «الله الله يا بدوي جاب الأسرى»، ويوجد في مقامه المشيّد بطنطا، ضمن آثاره، الأغلال الحديدية التي كان الفرنسيين يكبلون بها أيد الأسرى المصريين.

ويَروي الدكتور الشيخ علي جمعة، أنه ذات مرة دخلت على السيد أحمد البدوي امرأة تنتحب، تشتكي له بأن ولدها أخذ مع الأسرى، فقام البدوي، فدعا له، فلم يكد ينتهي من دعائه إلا ووجدوا الفتى يدخل عليهم المكان، وهو ما زال في قيده.

وعقّب فضيلة الإمام علي جمعة، بأن استجابة الدعاء بتلك السرعة، هو ما يسمى بالكرامة، كما أكد فضيلته على حقيقة تلك القصة، وعدم اختلاقها، وأردف جمعة، بأن المبالغة في الرواية التي تقول بأنه مد يده فأتى بجميع الأسرى الذي وقعوا لدى الصليبيين.

تابع مواقعنا