الخميس 09 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

شيخ الأزهر يرد على دعوات المزج بين الأديان تحت ديانة الإبراهيمية: مصادرة لحرية الاعتقاد

شيخ الأزهر
دين وفتوى
شيخ الأزهر
الإثنين 08/نوفمبر/2021 - 06:43 م

قطع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، الشكوك والظنون التي تثار للخلط بين تآخي الإسلام والمسيحية في الدفاع عن حق المواطن في أن يعيش في أمن وسلام واستقرار.

وأشار الإمام الطيب في كلمته باحتفالية بيت العائلة المصرية بمرور 10 سنوات على تأسيسه، إلى أن هناك فرقا بين الخلط بين هذا التآخي وامتزاج الدينين، وذوبان الفروق والقسمات الخاصة بكل منهما، وخاصة في ظل التوجهات التي تدعي أنه يمكن أن يكون هناك دين واحد يسمي بـ الإبراهيمية أو الدين الإبراهيمي وما تطمحُ إليه هذه الدعوات –فيما يبدو– من مزج اليهودية والمسيحية والإسلام في رسالة واحدة أو دين واحد يجتمع عليه الناس، ويخلصهم من بوائق النزاعات، والصراعات التي تُؤدي إلى إزهاق الأرواح وإراقة الدماء والحروب المسلحة بين الناس، بل بين أبناء الدين الواحد، والمؤمنين بعقيدة واحدة.

وأوضح شيخ الأزهر أن هذه الدعوى، مثلها مثل دعوى العولمة، ونهاية التاريخ، والأخلاق العالمية وغيرها، وإن كانت تبدو في ظاهر أمرها كأنها دعوى إلى الاجتماع الإنساني وتوحيده والقضاء على أسباب نزاعاته وصراعاته، إلا أنها هي نفسها، دعوة إلى مُصادرة أغلى ما يمتلكُه بنو الإنسان والذي يتمثل في حرية الاعتقاد، وحرية الإيمان، وحرية الاختيار، وكلُّ ذلك مِمَّا ضمنته الأديان، وأكَّدت عليه في نصوص صريحة واضحة، ثم هي دعوة فيها من أضغاث الأحلام أضعاف أضعاف ما فيها من الإدراك الصحيح لحقائق الأمور وطبائعها.

شيخ الأزهر

وأضاف الطيب: ومن منطلق إيماننا برسالاتنا السماوية– نؤمن بأن اجتماع الخلق على دين واحد أو رسالة سماوية واحدة أمر مستحيل في العادة التي فطر الله الناس عليها، وكيف لا، واختلافُ الناس، اختلافا جذريا، في ألوانهم وعقائدهم، وعقولهم ولغاتهم، بل في بصمات أصابعهم وأعينِهم، كل ذلك حقيقة تاريخية وعلمية، وقبل ذلك هي حقيقة قُرآنية أكدها القرآن الكريم ونص على أن الله خلق الناس ليكونوا مختلفين، وأنه لو شاء أن يخلقهم على مِلَّةٍ واحدة أو لون واحد أو لغة واحدة أو إدراك واحد لفعَل.
 

شيخ الأزهر

وأشار شيخ الأزهر إلى أن انفتاح الأزهر وعلماءه على كنائس مصر ورجالها وقادتها، وفي مقدمتها: الكنيسة الأرثوذكسية، وكذلك انفتاح الكنائس المصرية على الأزهر، ليس كما يصوره البعض محاولة لإذابة الفوارق بين العقائد والملل والأديان، وواضحٌ أن هذا البعض يَصعُب عليه فهمُ الفرق بين احترام عقيدة الآخَر وبين الإيمان بها.. وفي هذا الإطار يستقيمُ فهمنا لقوله تعالى: ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ [البقرة: 256]، وقوله: ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا﴾ [المائدة: 48]، وغيرها من آيات القرآن الكريم.
 
وتابع أن انفتاح الأزهر على المؤسسات الدِّينيةِ داخل مصر، وخارجها، هو انفتاح من أجل البحث عن المشتركات الإنسانية بين الأديان السماوية، والتعلُّق بها لانتشال الإنسانية من أزمتها المعاصرة، وتحريرها مما حاق بها من ظلم القادرين، وبغي الأقوياء وغطرسة المتسلطين على المستضعفين.

تابع مواقعنا