الخميس 25 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

ضحية لقمة العيش.. النيران تلتهم جسد شاب إثر حريق في بورسعيد

الشاب محمد عطية
محافظات
الشاب محمد عطية
الإثنين 29/نوفمبر/2021 - 04:33 م

والدي ووالدتي متوفيان، وأنا من عمر 6 سنوات شقيان على لقمة عيش بالحلال، بهذه الكلمات المؤلمة يروي محمد علي عطية، البالغ من العمر 24 عامًا؛ لـ القاهرة 24 تفاصيل الحادث الأليم الذي تعرض له، أثناء سعيه وراء لقمة العيش.

في هذا اليوم، خرج محمد عطية من مكان إقامته المؤقت بمحافظة بورسعيد، وتوجه إلى مقر عمله في إحدى جمعيات بيع الأسماك بنطاق حي الضواحي بمحافظة بورسعيد، ولم يكن الشاب يعلم ماذا تخبئ له الأقدار. 

بداية الأحداث، كانت في الثامنة من صباح يوم الجمعة الماضي، حينما طلب أحد العاملين بفرع الجمعية من الشاب أن يشعل نيران شواية الأسماك لشوي السمك لزبائن طلبوا تجهيز الأسماك مبكرًا لظروف السفر، ونظرًا لأن الشاب كان هو المسئول عن الفرع؛ حاول إشعال النيران ولم يكن يعلم أن مواسير الشواية يتجمع بها الغاز، ومع عدم تمكنه من تشغيل الفرن، فتح الباب لينظر سبب عدم اشتعال النيران، وعند محاولته إشعالها أمسكت به النيران. 

فوجئ الشاب المكافح بالنيران تُمسك في وجهه ويديه وملابسه، وكادت تلتهمه، لولا أن الموجودين بالمكان أطفؤوها بالرمال والمياه، إلا أنها كانت قد التهمت وجه الشاب، وأحدثت إصابات بذراعيه. 

على الفور، حمل الأهالي محمد عطية إلى مستشفى الزهور المركزي، التابع للتأمين الصحي الشامل، ومنه إلى مستشفى السلام الدولي التابع للرعاية الصحية، وحصل الشاب على علاجه المبدئي، لينتقل من المستشفى عائدًا إلى بلده، حيث أحدث الحريق ضررًا بالغا في وجهه.

ذهب محمد إلى مدينة المنصورة لاستكمال علاجه، بمساعدة شقيقته التي تعاني من ظروف مادية قاسية، وتقيم في وحدة سكنية بالإيجار، حتى إنه بات لا يتحمل مصاريف العلاج، وسانده في ذلك الأصدقاء والجيران.

 

رحلة ضحية لقمة العيش عند الطبيب النفسي 

النوم لم يصادف أعين الشاب محمد خليفة منذ يوم الحادث، حتى إنه ذهب إلى طبيب نفسي للبحث عن حل، وأعطى له الطبيب حقنة يحصل منها على 2 سنتيمترات ليتمكن من النوم، ويتغلب بها على الآلام الشديدة التي يعاني منها. 

ويروي محمد عطية بالدموع ما تعرض له من أصحاب العمل الذين ظل يعمل معهم لمدة 6 سنوات؛ تحمّل خلالها مسئولية المكان، وكان أمينًا مخلصًا في عمله، ولم يستجب لعروض البعض بتركهم، والعمل معه مقابل أجر أكثر.

يقول الشاب المكافح، إنه منذ تعرضه للحادث، لم يقم أحدهم بالاطمئنان عليه من خلال الزيارة أو الهاتف خلال فترة وجوده بالمستشفى، وقبل عودته للمطرية، مؤكدا أن أحدهم لم يعرض عليه المساعدة في رحلة العلاج، وأن الـ 6 سنوات لم تشفع له عند قلوب هؤلاء. 

محمد عطية قبل الإصابة 

وتابع: عشت دون والديّ، وتحملت الفقر طوال حياتي، ومع رحلتي التي استمرت 18 عامًا من الشقاء، أقدمت على خطبة فتاة من المطرية، وكنت أعمل ليل نهار من أجل سداد الأقساط لبناء منزل، إلا أن إصابته جعلته عاجزًا عن سداد ديونه.

بكلمات الرضا بقضاء الله، أكد الشاب أنه راضٍ بما حدث له، مطالبًا أن يتم مساعدته في علاجه من أي جهة رسمية، وذلك حتى يستطيع استكمال علاجه، والزواج من الفتاة التي أحبها، موضحا أنه وشقيقته الفقيرة لا يستطيعان تحمل هذه النفقات، ومساعدة والد خطيبته وأصدقائه كذلك لا تقوى على استكمال رحلة علاجه.

تابع مواقعنا