الخميس 18 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

فتيات يمارسن مهنة تحصيل الرسوم على بوابات السويس بعد احتكارها من الرجال

محرر القاهرة 24 مع
تقارير وتحقيقات
محرر القاهرة 24 مع إحدى العاملات بالشركة
السبت 04/ديسمبر/2021 - 07:12 م

إذا كنت من ساكني الرحاب أو مدينة الشروق، فحتمًا ستمر على بوابات طريق السويس، تلك البوابات التي أنشأتها الدولة حديثًا، في إطار توجه الدولة بإنشاء شبكة طرق على درجة عالية من الكفاءة، لخدمة المواطن وتيسير أمور حياته، علاوة على إعادة الحياة إلى الطريق، بدلًا من كونه «مقطوعًا» كما يردد الناس، فلم يكن هناك وجود للأمن أو نقطة شرطة أو حتى مركز لإسعاف المواطنين حال حدوث أي طارئ كان، مما يجعل المارة عرضة لمخاطر عديدة متكررة على جنبات ذلك الطريق، لتنهي القوات المسلحة الأمر بإنشاء بوابات تحصيل الرسوم وإنشاء نقطة المرور هناك، ولكن بعمالة نسائية على البوابات.

في البداية، تتحدث سلوى محمد، إحدى عاملات الشركة الوطنية لإنشاء وتنمية وإدارة الطرق على بوابات رسوم طريق السويس، والحاصلة على ماجستير في القانون بجامعة القاهرة، وتقول إن العمل في الشركة الوطنية لإنشاء وتنمية وإدارة الطرق، وتحت إدارة القوات المسلحة شرف عظيم يسعى إليه كل مصري، خاصة مع توجه الدولة بتمكين المرأة، خاصة أن العمل على بوابات تحصيل الرسوم أمر مهم وليس هينا كما يظن البعض.

9da46356-3366-443d-8066-7aa0c88e0ea1
9da46356-3366-443d-8066-7aa0c88e0ea1

وتابعت سلوى في حديثها لـ القاهرة 24: أنا حاصلة على ماجستير في القانون، وبحثت عن عمل في مجالي مرات عديدة، ولكنني لم أجد ما يناسبني، وعندما علمت بفتح باب التقديم للفتيات بالشركة، للعمل على بوابات تحصيل الرسوم شعرت أنها فرصة جيدة جدًّا للعمل تحت لواء القوات المسلحة، خاصة وأنها مؤسسة وطنية لا يشوبها أي نوع من القلق أو الخوف، وبالفعل تقدم بأوراقي وقبلت بالعمل بالشركة.

وأكملت سلوى: لم يعارض أهلي عملي في بوابات السويس رغم بعد المسافة، وأنا أيضًا لم أفكر في الأمر، فمن الواجب أن نسعى جميعًا للعمل، بلا أعذار أو أسباب لتكملة حياتنا بلا عمل، وللأسف ما يفعله كثير من الشباب حيال الأمر «يدعو للكسوف»، وهو ما لم أفعله واخترت النزول لسوق العمل.

وعلى بعد مترين تقريبا، تقبع أمينة محمد، العاملة في الشركة الوطنية لإنشاء وتنمية وإدارة الطرق توأم سلوى التي تقدمت بأوراقها للعمل بالشركة أيضًا، ولم تشاركها العمل فقط، بل شاركتها الدراسة أيضًا، فهي خريجة كلية الحقوق «لغة إنجليزية»، ولم ترض ببقائها في المنزل ابتغاء وظيفة بعينها، بل سعت رفقة شقيقتها ابتغاء الرزق تحت مظلة القوات المسلحة، فتقول: العمل بالقوات المسلحة للمرأة أمر جديد علينا، أو جديد على أهالينا على الأقل، خاصة وأن العمل على طريق السويس فنحن من سكان شبرا الخيمة، والمسافة ليست البسيطة في الانتقال يوميًّا من البيت إلى البوابات، ولكن سعي الفرد لكسب رزقه أهم من أي مجهود قد يبذل.

034b58f0-47db-40dc-b7a8-2ef954cf7c0e
034b58f0-47db-40dc-b7a8-2ef954cf7c0e

وتابعت سلوى: طريق السويس الآن مختلف عن السابق بمراحل كبيرة، فلم يعد طريقًا «مقطوعًا» كما يسميه المصريون، خاصة وأن القوات المسلحة بإنشائها لبوابات تحصيل الرسوم غطت تلك المنطقة بالكامل من الناحية الأمنية، فأصبح الطريق به كل وسائل التأمين للمواطن، ولم نعد نسمع عن حوادث السرقة التي كانت تتكرر يوميًا، وعلاوة على كل ذلك فأنا أعمل في مكان معلوم للجميع ويشرف أي شخص الانتماء إليه، كما أنني أكمل دراستي مع عملي.

وأكملت سلوى: في بداية تواجدنا هنا كان الأمر غريبًا بعض الشيء على المارة، فكل شخص يأتي ليدفع رسوم التحصيل للعبور عبر البوابات، فيفاجأ بكون الموجودة فتاة وليس رجلًا كما المعتاد، ولكن نجد منه كل ابتسامة ودعوات بطيب اليوم، خاصة وأن المارة على علم أننا هنا نكد ونعمل، وجئنا من بيوتنا لخدمتهم والعمل على راحتهم، ضمن منظومة القوات المسلحة.

وعلى جانب الطريق، تقبع رانيا حمدي، الحاصلة على مؤهل عالي من معهد الحاسب الآلي، والمتزوجة منذ قرابة 15 عامًا ورزقها الله من الأطفال أربعة، تحاول برفقة زوجها كسب لقمة العيش لتوفير حياة كريمة لأطفالها الأربعة، والعمل على راحتهم وتعليمهم قدر المستطاع، فتقول رانيا: أنا من سكان منشية ناصر، وآتي إلى هنا يوميًّا من أجل العمل، والحمد لله كل الأمور تسير على أكمل وجه، ونشعر دومًا أننا نقوم بعمل جليل لمصر وكل المصريين الذين يستخدمون الطريق والبوابات.

c02ac18f-6050-4e67-a8ca-491755bcb8ae
c02ac18f-6050-4e67-a8ca-491755bcb8ae

وتابعت الفتاة حديثها: أنا أحاول أن أحافظ على بيتي وعملي على حد سواء، فعمل الرجل وحده هذه الأيام أصبح من الصعب قيام المنزل على أساسه، والحمد لله لدي 4 أطفال أعمارهم بين 8 سنوات إلى 14 سنة، وهو ما يجعلني أضبط يومي بتنظيم شديد، فأخرج من بيتي في الخامسة صباحًا، والحمد لله أن الشركة توفر لنا أوتوبيسات تنقلنا من بيوتنا إلى البوابات، فأنا من سكان منشية ناصر، وأحضر إلى هنا يوميًا، وأنهي عملي وأتوجه سريعًا إلى المنزل، فلدي مهام أخرى تنتظرني في المنزل، وأحمد الله أنني أعمل ضمن منظومة القوات المسلحة، فهنا المواعيد منضبطة تمامًا وهو ما يسمح لي بأن أكون في المنزل بمواعيد منضبطة تمامًا أستطيع من خلالها عمل جدول محكم للبيت.

وهنا زينب صلاح، دبلوم سياحة وفنادق، والتي يعينها عملها بالشركة الوطنية لإنشاء وتنمية وإدارة الطرق على استكمال دراستها بالجامعة المفتوحة بكلية التجارة، حيث تقول: العمل هنا يبدو للبعض غريبًا ولكنه ممتاز ومناسب جدًا للفتيات، خاصة وأن المارة يشعرون ببهجة كبيرة عند رؤية فتاة مرتدية «يونيفورم» مميز ومبهج، لنبث البهجة في نفوس كل المارة.

تابع مواقعنا