الأربعاء 24 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أصوات شعرية.. حافظ إبراهيم أعجوبة الشعر المصري

الشاعر حافظ إبراهيم
ثقافة
الشاعر حافظ إبراهيم
الإثنين 13/ديسمبر/2021 - 04:56 م

حافظ إبراهيم، أعجوبة زمانه، الشاعر الذي طوع كلمات اللغة العربية في أشعاره، وأجزل ألفاظها في كتاباته، شاعر النيل الذي أثر في كل مصري، وشاعر الشعب الذي تمتع بجماهيرية شديدة في مصر والوطن العربي.

يعد حافظ إبراهيم من أبرز الشعراء المؤثرين في التراث الشعري الحديث، حيث تمتع بنباهة شديدة منذ صغره دعته إلى كتابة الشعر، ولد عام 1872 في محافظة أسيوط، توفي أبواه في طفولته وعاش مع خاله في مدينة طنطا، ولما أحس بثقله عليه تركه ورحل وترك له بيتين من الشعر يقول فيهما:

ثقلت عليك مؤونتي إني أراها واهية

فافرح فإني ذاهب متوجه في داهية

كيف كتب الشعر؟

كتب حافظ إبراهيم الشعر بكل إنسانية، فلم يترك قضية من القضايا تحدث إلا وقد خلق منها شعرًا يتعجب له الشعراء من حوله والجماهير، تميز بالأسلوب الحكيم السهل، وكتب عن اللغة العربية يرثيها، على الرغم من أنه لم يكتب في الخيال ولا استفاض فيه، ولكنه استعاض عن ذلك بحسن صياغة الجمل، ووزن تراكيبها، كما أنه كان فحلًا في العبارة متميزًا بالإلقاء وعذوبة المعنى وتوطين الكلمات.

مؤلفاته الشعرية والأدبية

ترك لنا حافظ إبراهيم عددًا كبيرًا من القصائد والمؤلفات، من أهمها ديوانه الديوان، وديوان ليالي سطيح في النقد الاجتماعي، وفي التربية الأولية، وترجم البؤساء عن فكتور هوجو.

قصيدته في رثاء اللغة العربية بعنوان اللغة العربية تنعى حظها:

رَجَعتُ لِنَفسي فَاِتَّهَمتُ حَصاتي

وَنادَيتُ قَومي فَاِحتَسَبتُ حَياتي

رَمَوني بِعُقمٍ في الشَبابِ وَلَيتَني

عَقِمتُ فَلَم أَجزَع لِقَولِ عُداتي

وَلَدتُ وَلَمّا لَم أَجِد لِعَرائِسي

رِجالًا وَأَكفاءً وَأَدتُ بَناتي

وَسِعتُ كِتابَ اللَهِ لَفظًا وَغايَةً

وَما ضِقتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظاتِ

فَكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ آلَةٍ

وَتَنسيقِ أَسماءٍ لِمُختَرَعاتِ

أَنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ

فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي

فَيا وَيحَكُم أَبلى وَتَبلى مَحاسِني

وَمِنكُم وَإِن عَزَّ الدَواءُ أَساتي

فَلا تَكِلوني لِلزَمانِ فَإِنَّني

أَخافُ عَلَيكُم أَن تَحينَ وَفاتي

أَرى لِرِجالِ الغَربِ عِزًّا وَمَنعَةً

وَكَم عَزَّ أَقوامٌ بِعِزِّ لُغاتِ

أَتَوا أَهلَهُم بِالمُعجِزاتِ تَفَنُّنًا

فَيا لَيتَكُم تَأتونَ بِالكَلِماتِ

أَيُطرِبُكُم مِن جانِبِ الغَربِ ناعِبٌ

يُنادي بِوَأدي في رَبيعِ حَياتي

وَلَو تَزجُرونَ الطَيرَ يَومًا عَلِمتُمُ

بِما تَحتَهُ مِن عَثرَةٍ وَشَتاتِ

سَقى اللَهُ في بَطنِ الجَزيرَةِ أَعظُمًا

يَعِزُّ عَلَيها أَن تَلينَ قَناتي

حَفِظنَ وِدادي في البِلى وَحَفِظتُهُ

لَهُنَّ بِقَلبٍ دائِمِ الحَسَراتِ

وَفاخَرتُ أَهلَ الغَربِ وَالشَرقُ مُطرِقٌ

حَياءً بِتِلكَ الأَعظُمِ النَخِراتِ

أَرى كُلَّ يَومٍ بِالجَرائِدِ مَزلَقًا

مِنَ القَبرِ يُدنيني بِغَيرِ أَناةِ

وَأَسمَعُ لِلكُتّابِ في مِصرَ ضَجَّةً

فَأَعلَمُ أَنَّ الصائِحينَ نُعاتي

أَيَهجُرُني قَومي عَفا اللَهُ عَنهُمُ

إِلى لُغَةٍ لَم تَتَّصِلِ بِرُواةِ

سَرَت لوثَةُ الإِفرِنجِ فيها كَما سَرى

لُعابُ الأَفاعي في مَسيلِ فُراتِ

فَجاءَت كَثَوبٍ ضَمَّ سَبعينَ رُقعَةً

مُشَكَّلَةَ الأَلوانِ مُختَلِفاتِ

إِلى مَعشَرِ الكُتّابِ وَالجَمعُ حافِلٌ

بَسَطتُ رَجائي بَعدَ بَسطِ شَكاتي

فَإِمّا حَياةٌ تَبعَثُ المَيتَ في البِلى

وَتُنبِتُ في تِلكَ الرُموسِ رُفاتي

وَإِمّا مَماتٌ لا قِيامَةَ بَعدَهُ

مَماتٌ لَعَمري لَم يُقَس بِمَماتِ

تابع مواقعنا