من أميرة إلى خادمة بيوت.. محطات في حياة الأميرة فتحية بذكرى ميلادها
امرأة قتلها الحب، وكانت من أجمل أميرات العائلة الملكية المصرية، حيث عانت من مأساة حياتية، وانتهت بإطلاق زوجها عليها 5 رصاصات، إنها الأميرة فتحية، شقيقة الملك فاروق، آخر ملوك مصر، وابنة الملك فؤاد الأول والملكة نازلي، والذي يتزامن اليوم، ذكرى ميلادها.
بدأت القصة عندما سافرت الملكة نازلي في الصيف إلى الخارج للعلاج في فرنسا، واصطحبت معها ابنتيها فايزة وفتحية، وأثناء رحلتهم، تعرفت على رياض غالي، حيث كان يعمل موظفا في القنصلية المصرية في مارسيليا، وكانت الأميرة فتحية وقتها زهرة مُتفتحة لا تتجاوز 16 من عمرها.
وتزوجا بعد وصولهم إلى فرنسا، وأثار هذا الفعل غضب الملك فاروق، لكن أخبرته الملكة نازلي، أنه أشهر إسلامه، ولم يكن صحيحًا، فهذا كان بغرض إتمام زواجهم دون عوائق، وفي عام 1956 حصل رياض غالي على توكيل عام من الملكة نازلي والأميرة فتحية للتصرف باسميهما في كل ما يتصل بشئونهما المالية، وكانت هي بداية المأساة؛ فقد سلمتاه كل شيء، واندفع غالي يُضارب في البورصات الأمريكية بأموال الملكة وابنتها، وخسر خسارة شديدة.
وبعد مرور 7 سنوات على التوكيل؛ تنبهتا الملكة والأميرة إلى ما يجري، حيث انقلب الشاب الوديع إلى رجل شرس، وطرد غالي؛ نازلي وفتحية وابنائه الثلاثة من بيتهم المرهون في بيفرلي هيلز، وأقام به وحده عاجزًا حتى عن استئجار خادم يعد له الطعام.
ووقتها لم تتردد فتحية في الالتحاق بأي عمل، حيث عملت في منازل أصدقائها، وعملت في تنظيف بعض المحلات التجارية في المساء، وبعد عام من العمل الشاق؛ استطاعت أن تستأجر شقة مُتواضعة في الحي الشعبي بمدينة لوس أنجلوس؛ انتقلت للإقامة بها مع أبنائها، في حين تخرّج نجلها رفيق من جامعة كاليفورنيا بعد دراسة الأدب الإنجليزي، وكان يعمل أثناء الدراسة في محل للبقالة.
ومن هنا قرروا العودة إلى مصر، لكن كان هناك عوائق لعودتهم؛ منها اعتناقهما للديانة المسيحية، بالإضافة لرياض غالي؛ الذي كان يعتبر من أهم العوائق لعودتهما، ففي يوم 10 ديسمبر 1976 استدرجها رياض غالي إلى شقته ليمنعها من العودة إلى مصر، وأطلق 4 رصاصات على رأسها مُباشرة، بينما أصابتها رصاصة أخرى في كتفها، فماتت في الحال.
ثم حاول الانتحار بعد قتل الأمير بـ 18 ساعة، لكنه لم يفلح، وأصيب وقتها بالشلل، وسجن وأصيب بالعمى في آخر أيامه، ومات بعد مقتل الأميرة فتحية بثلاث سنوات.
