الإثنين 29 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أسرى فلسطين.. أجساد تتألم في سجون إسرائيل

الأسرى الفلسطينيين
سياسة
الأسرى الفلسطينيين
السبت 08/يناير/2022 - 04:51 ص

لم تتوقف معاناة أسرى فلسطين منذ احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية قبل 73 عاما، فالسجان الإسرائيلي لم يترك أي بقعة داخل الأراضي المحتلة إلا أوجعها وقمع أهلها وأسر بعضهم، لتبدأ رحلة معاناة الأسير داخل زنازين الاحتلال المظلمة.

 

فلسطينيون كشفوا لـ القاهرة 24، حجم المعاناة التي يتعرض لها الأسرى خلف قضبان الاحتلال، مؤكدين أن الممارسات القمعية تجاه الأسرى وذويهم لم تتوقف طيلة السنوات الماضية.

 

الكاتب والصحفي الفلسطيني، ثائر نوفل أبو عطيوي، قال لـ القاهرة 24، إن الأراضي الفلسطينية المحتلة والحركة الأسيرة في سجون الاحتلال تشهد حالة من الغليان والاحتقان بسبب ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد أسرانا البواسل، والتي من أهم هذه الممارسات القمعية الوحشية التنكيل المستمر بالأسرى والمعتقلين وإهانة الأسيرات المناضلات وسلبهن أدنى حقوقهن الإنسانية التي كفلتها الأعراف الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان ولا سيما معاهدة جنيف الرابعة لحماية أسرى الحرب.

عدد الأسرى في تزايد

 

وتابع: بلغ عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال حتى نهاية شهر ديسمبر 2021 نحو (4600) أسير، منهم (34) أسيرة بينهم فتاة قاصر، بلغ عدد المعتقلين الأطفال والقاصرين في سجون الاحتلال نحو (160) طفلًا، وعدد المعتقلين الإداريين نحو (500) معتقل، ووصل عدد الأسرى المرضى إلى نحو (600) أسير، من بينهم (4) أسرى مصابون بالسرطان من بينهم الأسير البطل " ناصر أبو حميد"، و(14) أسيرا على الأقل مصابون بأورام بدرجات متفاوتة، من بينهم الأسير فؤاد الشوبكي (81 عاما)، وهو أكبر الأسرى سناَ، ووصل عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى (227) شهيداَ، ووصل عدد الأسرى المحكومين بالسجن المؤبد إلى (547) أسيرًا.

السجون الإسرائيلية 

وأضاف: يواجه الأسرى (المرضى ) المعتقلين واقع صعب ومرير من الإهمال المتعمد وعدم الرعاية الطبية السليمة وذات المناخ الصحي من قبل إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي، التي  تتعمد حرمان المرضى من  الأسرى والمعتقلين من تلقي العلاج والدواء المناسب  وخاصة المصابون بأمراض مزمنة ومستعصية وخطيرة منهم، وإعطائهم فرصة في أمل الشفاء، والنجاة من الموت، ويعتبر الأسير البطل " ناصر أبو حميد " المصاب بالسرطان والمحكوم بأكثر من مؤبد، مثالًا واقعًا وحيًا الذي يعاني من وضع صحي خطير، الذي يتطلب عاجلًا التدخل الفوري والسريع من الأشقاء العرب والبرلمانات العربية والعالمية والمؤسسات الحقوقية والإنسانية لإنقاذ حياته، التي باتت قاب قوسين وأدنى من الموت والنهاية، إذ لم يتم التحرك والتضامن والتفاعل مع قضيته بشكل فوري وعاجل، وهناك أيضا الكثير من الأسرى والمعتقلين يعانون من أمراض مزمنة وخطيرة ولا يتلقون أي علاج أو دواء ويقضون نحبهم شهداء ليلتحقوا في ركب شهداء الحركة الأسيرة الفلسطينية، الذين فاق عددهم المئات.

 

ونوه أبو عطيوي، أن معتقلات وسجون الاحتلال الإسرائيلي، تشهد منذ وقت طويل ممارسات تنكيل وتضييق متعمد ومقصود من قبل إدرأه سجون العدو، وذلك على مختلف الأصعدة والمستويات، وصولًا لأدق التفاصيل المتعلقة بحياة الأسرى اليومية وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية، والزج في  بعضهم عبر الزنازين المظلمة الانفرادية وتجريدهم من ملابسهم في ظل أجواء شتوية قارسة، وتعرضهم للضرب والشبح وحرمانهم من الدواء والعلاج ووجبات الطعام والخروج لباحات المعتقلات لساعات قليلة.

 

وتابع: تعتبر قضية الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي قضية مركزية لشعبنا الفلسطيني بكافة أطيافه وفصائله وفعالياته ومؤسساته، لأن الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين يمثلون شعلة الحرية وعمود الخيمة لنضالات وتضحيات شعبنا على طريق الحرية والاستقلال.

الأمعاء الخاوية

 

وأكمل الإعلامي الفلسطيني حديثه: الأمعاء الخاوية والإضراب عن الطعام تعتبر تعبيرا نضاليا من قبل الأسرى والمعتقلين الذين يخوضوا الإضراب عن الطعام لمئات الأيام عبر أمعائهم الخاوية وأجسادهم النحيفة والنحيلة الممتلئة إرادة وقوة وعزمًا وإيباء من أجل نيل حقوقهم المشروعة، والذي كان بآخرها وليس بآخر على طريق الانتصار للحرية وعدالة القضية، الذي جسده في انتصاره على السجان الأسير المعتقل "هشام أبو هواش " وإضرابه الأسطوري والإنساني، المفتوح عن الطعام لـ 141 يوماَ على التوالي وبشكل متواصل بسبب اعتقاله الإداري واستمرار سجنه دون تهمة أو محاكمة من الاحتلال.

الأسرى الفسلطينيين 

وتابع: تعتبر الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، الحركة الوطنية الرافعة على الدوام لعدالة القضية بنفس حرة مؤمنة مطمئنة، والعارفة أن للحرية أثمان لا بد أن يدفعها الإنسان ليحقق بإرادته وصموده ومواجهته ومقاومته الانتصار العظيم على المحتل وعلى عتمة السجن واستقواء السجان.

 

وأكد الكاتب الفلسطيني على ضرورة التفاعل الوطني والإنساني العام من كافة أبناء شعبنا ومؤسساته وفصائله وشخصياته، ومن كل أبناء العروبة وأحرار العالم المدافعين عن القضايا الإنسانية، التي تحقق للشعوب المضطهدة والمحتلة الانتصار على الاحتلال.

 

وطالب: لا بد أن تحظى قضية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين الاهتمام الأكبر من كافة الدول والبرلمانات والمؤسسات العربية والعالمية وذات العلاقة بالشأن الإنساني والحقوق الإنسانية وتسليط الضوء على الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والتفاعل مع عدالة قضيتهم على طريق حريتهم.

 

مناشدات دولية

 

الحقوقي الفلسطيني عهد أبو القاسم صالح، أشار لـ القاهرة 24، إلى حجم المعاناة التي يتعرض لها الأسرى كل يوم، فالتضييق من قبل الاحتلال داخل السجون لا يتوقف، حتى ذوي الأسرى يتم التنكيل بهم، ناهيك عن الأسرى المرضى فهم أكثر عرضة للموت داخل السجون الإسرائيلية.

 

وأوضح أن أعداد المعتقلين الإداريين ازدادت وبات الكابوس الذي يهدد كل الفلسطينيين، وعلى المجتمع الدولي أن يحمي من يقفون خلف قضبان الاحتلال، طبقا للقوانين والمعاهدات الدولية والتي تكفل حق الإنسان السجين.

 

وتابع: الأسرى يعانون داخل السجون الإسرائيلية أوضاعًا صحية استثنائية، فهم يتعرضون إلى أساليب تعذيب جسدية ونفسية، تؤذي وتضعف أجساد الكثيرين منهم، كما حدث مؤخرا مع الأسير أبو هواش، وغيره من الأسرى،  إلى جانب الحرمان من الرعاية الطبية والمماطلة المتعمدة في تقديم العلاج للمرضى منهم.

وبرصد آخر الحالات لبعض الأسرى، فقد تدهور الوضع الصحي للأسير الفلسطيني المصاب بالسرطان، ناصر أبو حميد، حيث إنه دخل في غيبوبة منذ أيام، حيث يعاني أبو حميد من التهاب خطير في الرئتين، وهو حاليًا تحت أجهزة التنفس الاصطناعي.

 

وكانت سلطات الاحتلال قد نقلت أبو حميد أمس، إلى مستشفى برزلاي الإسرائيلي بشكل مفاجئ.

 

وخضع الأسير أبو حميد لعملية إزالة ورم سرطاني خبيث في الرئتين خلال أكتوبر الماضي، وتم إزالة 10 سم من محيط الورم، ثم أعادته سلطات الاحتلال إلى معتقل عسقلان قبل تماثله للشفاء.

 

وتزايدت معاناة الأسرى بسبب زيادة الاعتقالات وارتفاع عدد المعتقلين الإداريين والإضرابات المفتوحة عن الطعام مما أدي إلى استشهاد بعضهم، بسبب الإهمال والاستهتار الطبي.

 

وكشفت مؤخرا تقارير فلسطينية لوكالة الأنباء والمعلومات "وفا"، أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس أساليب إضعاف الإرادة والجسد للأسرى على السواء، فمن خلال مراقبة الوضع الصحي للأسرى، اتضح أن مستوى العناية الصحية بالأسرى شديد السوء، فهو شكلي وشبه معدوم بدليل الشهادات التي يدلي بها الأسرى، وارتقاء الشهداء.

إهمال صحي

 

وأكدت التقارير أن الإهمال الصحي المتكرر والمماطلة في تقديم العلاج والامتناع عن إجراء العمليات الجراحية للأسرى المرضى، لا يتم إلا بعد قيام زملاء الأسير المريض بأشكال من الأساليب الاحتجاجية من أجل تلبية مطالبهم بذلك.

 

كذلك عدم تقديم العلاج المناسب للأسرى المرضى، كل حسب طبيعة مرضه، فالطبيب في السجون الإسرائيلية هو الطبيب الوحيد في العالم الذي يعالج جميع الأمراض بقرص الأكامول أو بكأس ماء، بسبب عدم وجود أطباء اختصاصيين داخل السجن، كأطباء العيون والأنف والأذن والحنجرة.

 

وكشف التقرير عن عدم توفر الأجهزة الطبية المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة، كالأطراف الصناعية لفاقدي الأطراف، والنظارات الطبية، وكذلك أجهزة التنفس والبخاخات لمرضى الربو، والتهابات القصبة الهوائية المزمنة.

 

أيضا، عدم تقديم وجبات غذائية صحية مناسبة للأسرى، تتماشى مع الأمراض المزمنة التي يعانون منها، كأمراض السكري، والضغط، والقلب، والكلى، وغيرها، وعدم وجود غرف أو عنابر عزل للمرضى المصابين بأمراض معدية، كالتهابات الأمعاء الفيروسية الحادة والمعدية، والجرب؛ ما يهدد بانتشار المرض بسرعة بين صفوف الأسرى، نظرًا للازدحام الشديد داخل المعتقلات، وكذلك عدم وجود غرف خاصة للأسرى ذوي الأمراض النفسية الحادة، ما يشكل تهديدًا لحياة زملائهم.

 

وأضاف التقرير، أن عمليات نقل الأسرى المرضى إلى المستشفيات غير آدمية، فيتم نقلهم وهم مكبلو الأيدي والأرجل، في سيارات شحن عديمة التهوية، بدلًا من نقلهم في سيارات إسعاف، وحرمان الأسرى ذوي الأمراض المزمنة من أدويتهم، كنوع من أنواع العقاب داخل السجن، بالإضافة لفحص الأسرى المرضى بالمعاينة بالنظر، وعدم لمسهم والحديث معهم ومداواتهم من خلف شبك الأبواب.

 

كذلك استخدام الإجراءات العقابية بحق الأسرى تزيد من تدهور أحوالهم النفسية، والتي تتمثل في: المماطلة في تقديم العلاج، والنقل إلى المستشفيات الخارجية، والحرمان من الزيارات، والتفتيش الليلي المفاجئ، وزج الأسرى في زنازين العزل الانفرادي، وإجبار الأسرى على خلع ملابسهم بطريقة مهينة.

 

ووفقًا للأسرى ومؤسسات حقوق الإنسان، فقد اعتقلت إسرائيل حوالي 8000 فلسطيني العام الماضي، من بينهم 1300 طفل و184 امرأة وفتاة، أقل بقليل من 1600 رهن الاحتجاز الإداري.

 

في ذات السياق، أكدت مؤسسات فلسطينية مختصة بشؤون الأسرى في بيان لها، أن عدد الأسرى المرضى في سجون الاحتلال الآن نحو 550، وعدد الذين قضوا جرّاء سياسة الإهمال الطبي مؤخرا نحو 71 أسيرًا، من بين 226 قضوا في سجون الاحتلال منذ عام 1967، وفق مؤسسات مختصة بشؤون الأسرى.

تابع مواقعنا