السبت 27 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

بعد أسبوع من المشاورات.. لماذا تتعثر مصالحة الفصائل الفلسطينية بالجزائر؟ | تقرير

الفصائل الفلسطينية
تقارير وتحقيقات
الفصائل الفلسطينية - صورة أرشيفية
الخميس 27/يناير/2022 - 08:23 م

بعد مرور نحو أسبوع على وصول قادة الفصائل الفلسطينية إلى الجزائر لإجراء مباحثات مع مسؤولين جزائريين نحو مصالحة فلسطينية، يترقب الشارع الفلسطيني ما ستؤول إليه تلك المباحثات من نتائج، أملا في رأب الصدع وتوحيد الصف والقرار الفلسطيني.

 

ووفق مراقبين فلسطينيين، فقد تثير الخلافات التي بقيت على حالها خلال مباحثات الأيام الأخيرة، شكوكًا حول إمكانية أن تنجح الجزائر في دفع اتفاق المصالحة الفلسطينية نحو الأمام، وهو ما دفع فلسطينيين للمطالبة من القيادة المصرية بالتدخل لحل الأزمة الفلسطينية.

 

القيادي والمفكر والمؤرخ الفلسطيني اللواء الدكتور محمد أبو سمره، رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني، اعتبر خلال تصريحاته لـ القاهرة 24، أنَّ مبادرة الجزائر الشقيقة بالدخول على خط حوارات المصالحة الفلسطينية، ودعوتها واستضافتها لست فصائل فلسطينية والبدء في حوارات ثنائية معها لصياغة تصور حول كيفية وإمكانية تحقيق تقدم في ملف المصالحة الفلسطينية، يأتي في السياق الطبيعي للعلاقات الفلسطينية ــــ الجزائرية على المستوى الرسمي والشعبي والتاريخي، وهي علاقات أخوية قديمة ممتدة وعميقة ومترسخة منذ زمن بعيد، إضافةً إلى أنَّ الجزائر رئاسةً وحكومةً وشعبًا تَعتبر دعم القضية الفلسطينية من الثوابت الجزائرية.

 

وأضاف الدكتور محمد أبو سمرة، رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني، أن هذا الحِراك والتحرك الجزائري في ملف المصالحة الفلسطينية، يأتي استكمالًا للجهود المصرية الجبارة التي قامت ومازالت تقوم بها الشقيقة الكبرى مصر، وكذلك بالتنسيق والتشاور والتعاون مع مصر في هذا الملف على مستوى الرئاسة والحكومة والقيادات والأجهزة المعنية المختصة في كلا البلدين، وكان ملف القضية الفلسطينية عمومًا، والمصالحة الفلسطينية خصوصًا من الملفات المهمة والعديدة على المستوى العربي والإقليمي التي تباحث فيها الرئيسان الشقيقان المصري عبد الفتاح السيسي والجزائري عبد المجيد تبون، خاصةً أنَّ مصر والجزائر تَعتبران القضية الفلسطينية قضيتهما المركزية والأولى، ويضعانها على رأس أولياتهما واهتماماتها، ولها مكانتها المميزة على كافة المستويات الرسمية والشعبية رئاسةً وحكومةً وشعبًا.

 

تنسيق مصري جزائري 

وأوضح أبو سمرة: لم تبدأ الجزائر في ملف المصالحة من الصفر، إنَّما بدأت من النقطة التي وصلت إليها الجهود والمساعي المصرية الكبيرة والجبارة والمشكورة في هذا السياق، ومبادرة وجهود الجزائر الشقيقة، تأتي استكمالًا لجهود ودور وإنجازات مصر الكبيرة في هذا الملف العام والحساس، ونأمل أن تنجح الجهود الجزائرية بالتنسيق مع الشقيقة الكبرى مصر في تحقيق اختراق في مسألة المصالحة على طريق إنهاء الانقسام الفلسطيني اللعين؛ هذا الانقسام الذي أصاب الفلسطينيين والقضية الفلسطينية بأكبر أذى وضرر منذ وقوعه صيف العام 2007، وهو مصيبة وكارثة كبرى، واستمراره وبقاؤه يحقق للعدو الصهيوني رغبته ومصالحه الكبرى.

 

وأضاف رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني أن الانقسام اللعين في فلسطين هو نتيجة مخططات ومؤامرات صهيونية شريرة، ويبذل العدو الصهيوني أقصى جهوده من أجل استمرار الانقسام بين الفصائل الفلسطينية وتحويله إلى انفصال دائم ومتواصل بين قطاع غزة والضفة الغربية من جانب، وبين القطاع والقدس المحتلة والمناطق الفلسطينية المحتلة عام 1948 من الجانب الآخر، وكذلك بين القيادة الفلسطينية الشرعية والتاريخية ومنظمة التحرير الفلسطينية والنظام السياسي الشرعي المعترف به عربيًّا وإقليميًّا ودوليًّا الممثل في السلطة الوطنية الفلسطينية من ناحية، وحركة حماس ومن يدور في فلكها ويؤيد مواقفها وتوجهاتها من الناحية الأخرى.

وأكمل الدكتور محمد أبو سمرة كلامه، أن القيادة الجزائرية راهنت على نجاح مبادرتها في احتضان حوارات جديدة للمصالحة الفلسطينية، على المكانة الاعتبارية المتميزة للجزائر لدى الشعب الفلسطيني وقيادته وجميع الفصائل الفلسطينية، وكذلك على العلاقة التاريخية التي تربط بين الثورتين الفلسطينية والجزائرية، والشعبين الفلسطيني والجزائري، وتمتد علاقة الجزائريين مع فلسطين وشعبها منذ صدر الإسلام، ولهذا فهناك رهان جزائري على جميع المستويات بنجاح مبادرتهم، أو على الأقل عدم فشلها، ولتوقيت المبادرة الجزائرية أهمية كبيرة، حيث تتزامن مع قرب استضافة الجزائر للقمة العربية المقبلة، وفي سياق التعاون الاستراتيجي المصري ــ الجزائري في جميع الملفات العربية الهامة والحساسة وعلى رأسها القضية الفلسطينية وقضية ليبيا وغيرها من القضايا العربية والإقليمية المهمة.

 

 وتابع محمد أبو سمرة: ترغب الجزائر أن يكون ملف المصالحة أحد الملفات الهامة التي تتدارسها القمة، وتأمل أن تتمكن من لجم حالة العدوان الصهيوني المتصاعدة ضد الفلسطينيين وأرضهم وأملاكهم وبيوتهم، وضد القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك وجميع المقدسات الإسلامية المسيحية، وبالتالي وحتى اللحظة فإنَّ كل ما رَشَح من أخبار ومعطيات حول الحوارات الثنائية التي أطلقتها الجزائر مع الفصائل الست التي استضافتها، تكشف صعوبات كبيرة تعترض حدوث أي تقدم يُذكر في هذا الملف، وإصرار الجميع على نفس المطالب والشروط التي أدت إلى توقف حوارات المصالحة في القاهرة، بل وعدم رغبة بعض الفصائل عن التراجع أو التنازل عن أية شروط ومطالب، مما يعني أن الأمور تقف في ذات المربع.

 

وأوضح أبو سمرة أن المصالحة الفلسطينية ما زالت تحتاج إلى جهود وضغوط كبيرة جدًّا، رغم أنَّ الشارع الفلسطيني يقف في غاية الغضب من استمرار الانقسام، وعدم النجاح في تحقق المصالحة الوطنية، واستمرار انفصال قطاع غزة عن النظام السياسي الفلسطيني الشرعي في الضفة الغربية، وكذلك استمرار معاناة شعبنا تحديدًا في قطاع غزة بسبب ما أنتجه استمرار الانقسام من مصائب وكوارث.

 

وطالب رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني جميع الفصائل بتغليب المصلحة الوطنية العليا لشعبنا الفلسطيني المظلوم ولقضيته العادلة، على كافة المصالح الحزبية والخاصة.

 

مصر هي القادرة على إنجاز المصالحة الفلسطينية

الدكتور أيمن الرقب السياسي الفلسطيني والقيادي بحركة فتح قال لـ القاهرة 24، إن ما يدور في الجزائر حتى الآن هو قراءة للمشهد، حيث قدم كل فصيل رؤيته حول تحقيق المصالحة، وحتى هذه اللحظة لا يوجد نية لعقد جلسة لجميع الفصائل، حيث إن الفصائل التي تم دعوتها للجزائر للاستماع لوجهة نظرها هي حركة فتح وحركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية، في حين لم يتم دعوة باقي الفصائل، وذلك رغبة من الجزائر بالاستماع للفصائل الأكبر داخل الساحة الفلسطينية حسب تصورهم.

 

وأوضح القيادي بحركة فتح: لا يزال كل طرف من الفصائل الفلسطينية يرى أنه على صواب، فتح تريد تشكيل حكومة تعترف بشروط الرباعية الدولية وترتب الحالة الفلسطينية وتشرف على الانتخابات، وحركة حماس تريد حكومة تكنوقراط لا دخل لها بالسياسة وتشرف على انتخابات متتالية تبدأ بالتشريعي ومرورًا بالرئاسة وانتهاء بانتخاب مجلس وطني فلسطيني، مضيفًا أن القاسم المشترك لدى الجميع هو الاحتكام للشعب المصادرة حقوقه منذ ستة عشر عاما وهي آخر انتخابات تم إجرائها.

 

وتابع السياسي الفلسطيني: كمتابع لا أتوقع أن تخترق الجزائر هذا الملف والجهة الوحيدة الذي تستطيع إنجازه هي مصر، ومن أجل ذلك يجب أن تنفك الفصائل الفلسطينية من ارتباطاتها الإقليمية وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الفصائلية، قائلا: الانتخابات المخرج الوحيد حيث يُترك للشعب الفلسطيني ليختار قيادته بدلا من القيادات المتكلسة والتي تغتصب حقوق الشعب الفلسطيني.

 

جمود في مباحثات الفصائل بالجزائر

وقبل ساعات ترددت أنباء فلسطينية عن جمود في المباحثات التي ترعاها الجزائر مع الفصائل الفلسطينية منذ أيام، لا سيما وأن حركتا فتح وحماس متمسكتان بمواقفهما السابقة وأن الخلافات تركزت على ملف الانتخابات والحكومة لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني.

 

وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أعلن مطلع ديسمبر الماضي بعد استقباله نظيره الفلسطيني محمود عباس في الجزائر العاصمة، اعتزام بلاده استضافة مؤتمر جامع للفصائل الفلسطينية من أجل لم شمل وتوحيد الفلسطينيين وإنهاء الانقسام الذي يضرب فلسطين منذ سنوات.

 

على صعيد آخر، لم تتوقف الجهود المصرية بشأن القضية الفلسطينية وتوحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام، لا سيما وأن القاهرة احتضنت جولات عديدة لكل الفلسطينيين، لما للقضية الفلسطينية من مكانة كبيرة لدى القيادة المصرية والشارع المصري.

تابع مواقعنا