الجمعة 19 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

شاب يتيم يتهم رئيسة حزب ودار أيتام بطرده وتشريده ويروي رحلة معاناته من الأحداث حتى الجامعة | فيديو

إيهاب يتحدث للقاهرة
تقارير وتحقيقات
إيهاب يتحدث للقاهرة 24
الإثنين 14/فبراير/2022 - 09:16 م

"رئيسة حزب طردتني من دار أيتام بنت مصر، وأنا عمري 14 سنة، لأني اعترضت على التعذيب والإهانة اللي كنا بنتعرضلها أنا وأخواتي في الدار، كمان كانت بتِصرف أموال التبرعات اللي كانت بتيجي للأيتام على نفسها ومكناش بنستفيد بيها خالص، شردتني ورمتني في الشارع وكان ممكن أضيع لولا ربنا سترها معايا، وعرفت أحافظ على نفسي ودراستي وأدخل الجامعة.. بتلك الكلمات حكى إيهاب رياض القاضي، أحد الأيتام الذين نشأوا في دار أيتام بنت مصر رحلة معاناته ومرارة أيامه الأخيرة، بعدما طردته إدارة الدار بعلم رئيستها، وأصبح طريدا في الشارع لا مأوى له، كما روى رحلة نجاحه من جنبات الشارع إلى مدرجات الجامعة، طالبا للعلم والمعرفة. 

دار أيتام بنت مصر تتبع جمعية بنت مصر الخيرية للتنمية والخدمات الاجتماعية، وتترأس مجلس إدارتها محامية، ورئيس أحد الأحزاب، مشهرة لدى وزارة التضامن الاجتماعي برقم 4043 عام 1993، وفقا لمعلومات الجمعية عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وإيهاب رياض كان أحد الأيتام بدار الليث في حي الزيتون، وهو واحد من 5 أفرع لدار الأيتام كانت تديرها الجمعية سابقا، وجدت في أحياء: الدقي، مدينة نصر، الزيتون، وسراي القبة.

 

 

دار بنت مصر تطرد الأيتام 

يقول إيهاب لـ القاهرة 24، إنه دخل دار أيتام بنت مصر عندما كان طفلا رضيعا، وظل بها حتى نهائية عام 2013، وطردته إدارة الدار بعلم مديرتها وهي دكتورة ومحامية، عندما بلغ 14 عاما، وذلك عندما طلبت من أخصائية اجتماعية أن تحرر محضرا ضد الطفل إيهاب رياض بقسم شرطة الزيتون، وبعد تحرير المحضر تحول الطفل إيهاب رياض من أسرة وطفولة إلى دفاع اجتماعي المعروفة باسم الأحداث، أي أنها اتهمتني بأنني مجرم حتى تتخلص من وجودي داخل الدار، وهو أمر مخالف قانونيا.

17 طفلا آخر لقي نفس مصير إيهاب، وطردتهم إدارة الدار في الشارع، ويؤكد إيهاب أن بعض ممن طردوا من الدار أصبحوا تجار مخدرات ومجرمين، لأنهم لم يجدوا من ينقذهم من أنياب الشارع، والفارق الوحيد بينه وبين زملائه ممن طردوا من الدار وأصبحوا مجرمين، أنه كان يريد أن يصبح شخصا جيدا ومواطنا صالحا يفيد نفسه والمجتمع. 

حصلنا على خطاب صادر عن الجمعية المصرية العامة لدفاع الاجتماعي، التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، موجه إلى رئيس وحدة رعاية أحداث القاهرة، يفيد بإرسال الجمعية الطفل إيهاب رياض الصادر بشأنه تدبير الإيداع في القضية رقم 2439 لسنة 2015 دون ذكر تهمة، ومعه الأوراق الخاصة به. وتم ترحيله إلى مؤسسة الأحداث في عين شمس.

البطاقة الشخصية لـ إيهاب

 

البطاقة الشخصية لـ إيهاب
قرار ترحيل الطالب

 

تعذيب وتبرعات في مهب الريح

وعن الأسباب التي دفعت إدارة الدار لهذا التصرف، يقول إيهاب إنه كان دائم الاعتراض على التعذيب والإهانة والعقاب الذي يتعرض له الأطفال دار الدار، موضحا أن الدار كان بها غرفة تسمى غرفة العزل، اللي بيغلط بيدخل أوضة العزل والمشرفين بيضربوه ومش بيطلع مع أخواته وما بيشوفهمش ويقعد لوحده لمدة أسبوع، الدكتورة كانت بتديهم تعلميات بكده، اللي يغلط أو يعمل أي حاجة بيضرب.

وتابع إيهاب: أنا كلمت الدكتورة وطالبتها إني أرجع علشان أقعد مع إخواتي، لأني معرفش غيرهم، قالتلي أنت لازم تترمي في الشارع، أنت مش ابني ولا أعرفك، أنا جايباك من الشارع وخليك في الشارع، والقسم هيوديك الأحداث.

يؤكد إيهاب أن رئيسة مجلس إدارة الجمعية التي تدير الدار طردته لأنه كان دائم المطالبة بحقوقه وحقوق إخوته، موضحا أن فلوس التبرعات التي كانت تجمعها الدار لا تدخل في دفاتر التوفير الخاصة بالأطفال الأيتام الموجودين بالدار كما ينبغي لها، متهما إدارة الدار بسرقة أموال التبرعات، “فالتبرعات العينية مثل الأكل والشرب، وكذلك التبرعات المادية لا يعلم الأطفال مصيرها” حسب قوله. 

يظهر خطاب موجه من مباحث قسم الزيتون إلى مدير مؤسسة الشباب في عين شمس، يفيد بضرورة تسلم الطفل إيهاب رياض القاضي، المتهم في القضية 22 ح ملحق 2439 لسنة 2015 إداري، ومرفق معه قرار النيابة العامة بتاريخ 22 سبتمبر 2015، والتي قررت فيها إيداع الطفل إيهاب رياض إحدى دور الرعاية الاجتماعية المتخصصة لرعاية الأيتام وتوفير الرعاية الصحية له. 

 

منع الأيتام من التواصل مع الكفلاء والزوار

تمنع دار الأيتام الأطفال من حمل تليفونات أو التواصل مع كفلائهم، وهم مواطنون كانوا يتبرعون للأطفال ماديا وعينيا وكان بعضهم يكفل أطفالا بعينهم، مثل إيهاب الذي كان يكفله عدة أشخاص، كان بعضهم يدفع له 2000 جنيه، وآخر 5000 جنيه شهريا، مؤكدا أن إدارة الدار كانت تمنعهم من التواصل مع كفلائهم حتى لا يخبروهم بما يجري معهم داخل الدار، أو بعدم وصول تبرعاتهم إليهم. 

القاهرة 24 تواصل مع أحد كفلاء إيهاب ويدعى أحمد حمدي وأخبرنا أنه كان يتبرع لإيهاب بما يعادل 3000 آلاف جنيه شهريا، وكان يُحضر له كثيرا من الهدايا والمأكولات ولا تصل إليه، وأكد أنه أحضر له شنطة مليئة بمختلف أنواع المكسرات مثل الكاجو واللوز والفستق، وسلمها لإدارة الدار، وفوجئ بالطفل إيهاب يمسك في يده فولا سودانيا، رغم أن الشنطة التي أحضرها له لم تحتوِ على فول سوداني، وسأله عما إذا كان تناول مكسرات أخرى بخلاف السوداني، وكانت الإجابة لا. 

يقول إيهاب، إنه كان يلف على المتبرعين بدراجة هوائية يجمع منهم التبرعات بنفسه بالمخالفة للقانون، وكان يجمع كثيرا من الأموال ورغم ذلك لم تظهر آثار هذه التبرعات عليهم، ولم يتنعموا بها، ولم تدخل أي من هذه الأموال إلى دفاتر التوفير الخاصة بهم. 

حصلنا على خطاب موجه من مؤسسة الشباب في عين شمس وعنوانها 55 شارع أحمد عصمت، موجه إلى مدير السجل المدني في العباسية، بتاريخ 9 فبراير 2022، يفيد بأن إيهاب كان مودعا في المؤسسة وتمكن من الهروب بتاريخ 19 يناير 2016، وعاد من تلقاء نفسه بتاريخ 27 يناير 2016 وتمكن من الهرب مجددا بتاريخ 2 فبراير 2016 حتى تاريخه. 

 

خطاب من إدارة عين شمس

 

رحلة إيهاب من الأحداث إلى الجامعة

وعن رحلته بعد طرده من دار أيتام بنت مصر وصولا إلى دخوله كلية الآداب للدراسة والعمل، يقول إيهاب: أنا قعدت 6 شهور جوة الأحداث وكنت متضايق من وجودي فيها، لأني مستحقش أقعد جوة، لا ده مكاني ولا يناسبني، كان في امتحانات 2 إعدادي، وخرجت من المؤسسة علشان أمتحن وبعد ما خلصت مرجعتش تاني، أنا مستحقش أقعد في الأحداث، ونقلي من دار أيتام إلى الأحداث غير قانوني بالمرة، لذلك هربت واشتغلت في قهوة وفي كذا حاجة تانية، وكافحت وكملت دراستي لحد ما دخلت ثانوية عامة، وجبت 90% ودخلت كلية الآداب، وأنا حاليا بالفرقة الثالثة قسم تاريخ.

حصل القاهرة 24 على خطاب موجه من مديرية التضامن الاجتماعي إلى مدير بنك الإسكان والتعمير، يفيد بأن الطفل إيهاب رياض أحد أبناء جمعية بنت مصر، ومتوافر له دفتر توفير في بنك الإسكان والتعمير فرع مصر الجديدة رقمه 163516 وبلغ السن القانونية ويحق له تسلم مستحقاته المالية. 

خطاب موجه من مديرية التضامن الاجتماعي إلى مدير بنك الإسكان والتعمير

 

قضية مرفوعة ضد رئيس الدار 

 وتابع إيهاب: أنا هرفع قضية على رئيس جمعية بنت مصر، لأنها رمتني في الشارع وأخدت فلوسي، أنا فوجئت إن دفتر التوفير بتاعي فيه 14 ألف جنيه بس، رغم إنه كان عندي 2 كفلاء منهم واحدة بتدفعلي 5 آلاف جنيه شهريا، مفروض الفلوس دي بتدخل حسابي في دفتر التوفير، لكني فوجئت إن دفتر التوفير بتاعي مدخلتي فيه أي حاجة من الفلوس دي.  

وقال إيهاب إنه عانى من أجل الحصول على دفتر التوفير الخاص به من مديرية التضامن الاجتماعي، وشكا من سوء المعاملة التي تعرض لها على يد وكيل الوزارة عندما طلب منه بطلب الحصول على الشقة التي طالب الرئيس عبدالفتاح السيسي بتخصيصها للأطفال الأيتام، فرد عليه وكيل الوزارة: خلي السيسي يجيبهالك. 

خطاب مديرية التضامن
تابع مواقعنا