وزير الأوقاف: حسن التوكل والفرج بعد الشدة وطلاقة القدرة الإلهية أهم دروس الإسراء والمعراج

ألقى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، اليوم الجمعة 18- 2- 2022، خطبة الجمعة في مسجد العباسي، بمحافظة بورسعيد بعنوان: الإسراء والمعراج وآيات الله الكبرى، بحضور اللواء عادل الغضبان محافظ الإقليم، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، والمهندس عمرو عثمان نائب محافظ بورسعيد، والدكتور أسامة العبد وكيل لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب.

وفي خطبته، أكد وزير الأوقاف أننا أمام ذكرى عظيمة وهي ذكرى الإسراء والمعراج، موضحا أن من أهم دروسها حسن التوكل على الله، والفرج بعد الشدة، وطلاقة القدرة الإلهية، مشيرا إلى المواقف الصعبة التي اختبرها الرسول- صلى الله عليه وسلم-، ومنها عام الحزن، الذي توفيت فيه زوجته السيدة خديجة- رضي الله عنها-، وعمه أبو طالب، ولقي النبي- صلى الله عليه وسلم- ما لقي من أذى المشركين، وخروجه إلى الطائف، حيث لقي أذى أشد منه، فرفع يديه إلى السماء متضرعًا: «اللَّهُمّ إنْي أَشْكُو إِلَيْكَ ضِعْف قُوَّتي وَقِلَّة حِيلَتي وَهَوَانِي عَلَى النَّاس يَا أَرَحِم الرَّاحِمِينَ أَنْتَ رُبَّ الْمُسْتَضْعِفِينَ وَأَنْتَ رَبِّيٌّ إِلَى مَنْ تَكِلنِي إِلَى بِعِيد يَتَجَهَّمنِي أَمْ إِلَى عَدُوّ مَلِكَته أَمَرّي إِنْ لَمْ يَكُن بِكَ غَضَب عَلِيّ فَلَا أُبَالِي وَلَكِنَّ عَافِيَتكَ هِي أوْسَع لِي»؛ فأتاه الجواب من الله- جل وعلا-: إذا ضاقت بك أسباب الأرض؛ فهناك أسباب واسعة وهي أسباب السماء.

وزير الأوقاف: الإسراء والمعراج أعظم رحلة في تاريخ البشرية

وأوضح الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن رحلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى إلى المعراج إلى السماوات العُلى أعظم رحلة في تاريخ البشرية، مرجعا ذلك إلى ما رأه النبي- صلى الله عليه وسلم- من آيات ربه الكبرى، مبينا أن من هذه الآيات التي طمأن بها الله- سبحانه وتعالى- قلب نبيه- صلى الله عليه وسلم- وزاده إيمانًا على إيمانه ويقينًا على يقينه، أن طوى له الأرض طيًّا؛ فخرج- صلى الله عليه وسلم- من البيت الحرام في مكة المكرمة إلى بيت المقدس، ومنه إلى السموات العلى، ثم من السموات العلى إلى بيت المقدس، ومنه إلى البيت الحرام، في جزء يسير من الليل وأهل مكة حينئذٍ يضربون أكباد الإبل شهرًا ذهابًا وشهرًا إيابًا.

مختار جمعة: من تكريم الله للنبي أن أحيا له الأنبياء ليؤمهم في بيت المقدس

وتابع مختار جمعة، أن من هذه الآيات الكبرى أيضا، أن أحيا الله- سبحانه وتعالى- له، الأنبياء- عليهم الصلاة والسلام- في بيت المقدس؛ فصلى بهم جميعا.

وفي هذه المناسبة، أشار وزير الأوقاف، إلى قول الله- تعالى-: «لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى»، حيث رأى النبي- صلى الله عليه وسلم- في ملكوت السماوات، وفي رحلة الإسراء، ما رأى من مطلق القدرة الإلهية، ومنها القدرة الإلهية في الإحياء والبعث.

وزير الأوقاف يؤدي خطبة الجمعة من المسجد العباسي ببورسعيد | صور وفيديو 

وزير الأوقاف يشارك في ملتقى التميز الدعوي الأول بالأزهر الشريف

وأكمل وزير الأ وقاف: كما ضرب لنا االله الأمثلة الواقعية من حياتنا، فقال- سبحانه-: "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ"، ويقول- سبحانه-: «أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ». ويقول- جل وعلا-: "أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ".