الإثنين 29 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

علي جمعة يوضح أسباب شق صدر النبي مُحمّدٍ ﷺ

الدكتور علي جمعة
دين وفتوى
الدكتور علي جمعة - مفتي الجمهورية السابق
السبت 26/فبراير/2022 - 02:08 ص

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء، إنه قد شُق الصدر الشريف لسيد الخلق ﷺ مرتين، مرة وهو في بني سعد عند مرضعته حليمة، ومرة قبل الإسراء، وقيل أن شق الصدر وقع ثلاث مرات؛ المرة الثالثة عند المبعث عن ميسرة أنه قال له متى وجبت لك النبوة يا رسول الله ؟ فقال: وآدم مجندل في طينته.

وأضاف جمعة من خلال منشور عبر حسابه على فيسبوك: وشق الصدر يتكلم عنه علماء المسلمين بأنه تهيئة لهذا الطفل الوليد ليتحمل الجهد البليغ الذي عليه، فقد كان قيام الليل فرضًا عليه وليس نافلة كما هو في حقنا، وفي الصيام الذي كان يصومه حتى إنه كان يصل بين يومين ويقول: «إنما أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني»، ورحلة الإسراء والمعراج مجهدة للغاية، لأن طبقات الجو فيها ضغط، وهذا الضغط المفروض إن الجسم البشري لا يتحمله، فكيف يتحمل هذا؟ ثم في الوحي كان إذا نزل عليه الوحي وهو على دابة -جمل قوي-، الجمل ينخ من ما يحدث في جسده من تلقّي الوحي، إذًا هذه عملية مجهدة للغاية، ولذلك كان شق الصدر.

علي جمعة: في بعض الروايات شق الصدر كان هدفه نزع نصيب الشيطان

وأوضح جمعة: في بعض الروايات أن شق الصدر كان هدفه نزع نصيب الشيطان من قلبه، والناس تفهم هذه العبارة على ظاهرها كأن قلب رسول الله فيه جزء مثل ما هو موجود عندنا يعني تسمع للشيطان وكذا إلى آخره، لكن أهل الله قالوا: لا ليس معناها هكذا لأن قلبه كله رحمة، وهذا هو الجزء من الرحمة الذي كان يخص الشيطان، يعني لو لم يتم نزع هذا الجزء كان الرسول سيرحم الشيطان، فأخرج الله من قلبه الرحمة لمن لم يرحمه الله سبحانه وتعالى، لأن الله الحكيم لم يرحم إبليس بعد كل طغيانه هذا، وفي التراث الإسلامي أشياء تُفهم هذا المعنى، هل يمكن لأحد أن يرحم إبليس؟ 

واصل مفتي الجمهورية السابق: روي أن موسى عليه السلام لقيه إبليس فقال له: يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالته وكلمك تكليما،وأنا خلق من خلق الله أذنبت وأريد أن أتوب،فاشفع لي إلى ربي أن يتوب علي. فقال موسى: نعم. فلما صعد موسى الجبل وكلم ربه عز وجل وأراد النزول قال له ربه: أد الأمانة. فقال موسى: يا رب عبدك إبليس يريد أن تتوب عليه.فأوحى الله تعالى إلى موسى: يا موسى قد قضيت حاجتك، مره أن يسجد لقبر آدم حتى يتاب عليه. فلقي موسى إبليس فقال له: قد قضيت حاجتك، أمرت أن تسجد لقبر آدم حتى يتاب عليك. فغضب واستكبر وقال: لم أسجد له حيا أسجد له ميتا. [إحياء علوم الدين]

واصل: لا فائدة {إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [البقرة:34]  إذًا سيدنا النبي ﷺ بقلبه الرحيم كان ممكن يحصل معه هكذا فنزعوا له نصيب رحمته لإبليس، فبقى كل قلبه رحمة باستثناء ما يخص إبليس فكان كاملًا مكمّلًا، فشق الصدر له فوائد كثيرة، منها طهارته ﷺ ظاهرًا وباطنا، فكان طاهرًا بكله عرقه طاهر، ودمعه طاهر، ودمه طاهر، كله طاهر، وهكذا كان شأن الأنبياء.

وأشار علي جمعة: فحدث حادث آخر لشق الصدر، فجاءت الملائكة، وشقت صدره الشريف، مثل ما حدث له وهو صغير؛ تهيئةً لتنزل الوحي وللنبوة، والناس الماديين يقولون لا أحد يستطيع أن يرقى في مراقي ومعارج السماء بهذا الجسم، يجب أن يلبس أشياء تقيه الضغط، وهناك مرض اسمه "مرض الصندوق"؛مرض الصندوق أن تعرق دمًا، وهذا يأتي عندما تصعد في السماء دون تهيؤ، وبدون لبس مخصوص، فيحصل مرض الصندوق، فكان ولا بد أن يتهيأ هذا الجسم الشريف الْمُنِيف لهذه الرحلة العجيبة التي تحتاج إلى مزيد استعداد.

واستطرد جمعة: ثم حدث أن أسري برسول الله ﷺ، وذلك أن جبريل جاء النبي ﷺ وهو نائم في فراشه، فأخذه وذهب به إلى الكعبة، وكان البراق وهو دابة، يكون حيث ما يكون نهاية بصره؛ نهاية البصر المعتاد 30 كيلو، فأنت عندما تقف تري قبة السماء نازلة على الأرض، هذه حوالي 30، 40 كيلو، ولكن كلما ارتفعت زادت مساحة الرؤية، يمكن أن يرى لـ 60 كيلو لأنه مرتفع، فيأتي فورًا، يعني أقل من ثانية يكون حيث ما يكون نهاية بصره.

واختتم جمعة: ومعنى هذا هو في المدينة، هينتقل بسيدنا إلى بيت المقدس، هذه المسافة لا تزيد عن 1800 كيلو إلى 2000 كيلو، من مكة لبيت المقدس 2000،2300 كيلو، عندما تقسمهم على 60، يبقى فيها 40 ثانية، معنى ذلك إنه عمل 120 كيلو في الثانية، يعني أقل من سرعة الضوء، ووصل سيدنا رسول الله ﷺ، وربط البراق، «اعقلها وتوكل»، ربط البراق في حلقة في الجدار، وهو ما يسمى الأن بـ "حائط البراق" في المسجد الأقصى.

تابع مواقعنا