الخميس 25 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

إبراهيم عيسى.. وصناعة الإرهاب!

الثلاثاء 01/مارس/2022 - 05:05 م

مما لا شك فيه أنه عندما فشل المستعمر الخارجي في مخططه بالسيطرة على مصر والوطن العربي، عن طريق ما عُرف بالفوضى الخلاقة التي تولت كِبرها أمريكا عن طريق وزيرة خارجيتها كونداليزا، في أثناء غزو أمريكا للعراق، وهو مصطلح من أدبيات الماسونية العالمية، حيث ورد ذكره في أكثر من مرجع، أدى ذلك بأمريكا إلى تغيير استراتيجياتها ورؤيتها، فعهدت إلى بعض من يدور في فُلكها في الوطن العربي، وهم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، بمهمة النَّيْل من ثوابت الدين والمعتقد، دين الأغلبية في مصر والوطن العربي، وجعلت من ذلك وقودا لصناعة التطرف الديني الذي تتغذى عليه جماعات العنف والإرهاب، عن طريق استغلال جماعات الإرهاب مثل هذا الهجوم على ثوابت الدين، في تبرير ما يفعلونه من قتل وتدمير بزعم الدفاع عن الدين. 

وما يثيره إبراهيم عيسى عن صناعة الإرهاب من جانب آخر، لأنه ليس بالضرورة أن تكون صناعة الإرهاب محصورة في منهج قادة التطرف الديني الذين يزعمون أنهم أوصياء على الشريعة، أو قضاة يصدرون أحكاما ضد من يرونهم أنهم بعيدون عن الدين، أو بصورة عامة في متشددين في الدين فحسب، بل من الممكن أن تكون صناعة الإرهاب، من أناس مفرّطين في الدين، ولا يتوقفون عند الإفراط بل يتعدى الأمر بهم إلى النيل من ثوابت الدين، وذلك من خلال خطة ممنهجة، وهو ما يسمى بمصطلح الغزو الفكري الثقافي، فالغزو الفكري هو من أخطر الأسلحة في عصرنا التي تستخدمها القوى الخارجية ضد شعوبنا العربية والإسلامية، وخطورته تفوق الأسلحة الفتاكة العسكرية.

فإذا كان إبراهيم عيسى وأمثاله يزعمون بأنهم قادة للفكر وحرية التعبير، فأقول له ولأمثاله إن حرية التعبير لها محظورات في معظم الدساتير والقوانين العالمية، منها الدعوات التي تدعو للحرب أو التمييز العنصري الديني أو الدعوة للكراهية التي تمثلها الإساءة إلى الأديان، فكل هذا محظور في دساتير الدول الديمقراطية.

وأهمس في أذن الأستاذ إبراهيم عيسى: إذا كنت صادقا فيما تزعم بأنك تريد نشر حرية التعبير في مصر والدول العربية، فلماذا كل أحاديثك ونقدك في اتجاه واحد وهو نقد كل ما يمت للإسلام بصلة؟ 
وهناك صور عدة ومواقف متكررة منك في القدح في شعائر الإسلام والإساءة إلى رموز الإسلام مثل أبو بكر الصديق والبخاري وغيرهما كثير، فلا ننسى لك أنك أنكرت على المسلم الصيدلي الذي يقرأ القرآن في صيدليته وقت فراغه، في حين لم تنكر على  الذي يمارس أي هواية أخرى أثناء عمله، فعداوتك واضحة وظاهرة لكل ما هو إسلامي، وأنا لم  أتجنَّ عليك في ذلك، فلديّ قرائن على هجومك اللاذع والمتكرر الذي شاهده الملايين صوتًا وصورة.  

فعندما يطل علينا إبراهيم عيسى في فضائية يشاهدها الملايين من المسلمين وغير المسلمين، ويتناول قضايا عقائدية يؤمن بها أكثر من مليار ونصف مسلم بالإنكار والهدم بزعم حرية الرأي والتفكير، وآخرها إنكار رحلة الإسراء والمعراج المعجزة الربانية بزعم إعمال العقل في الموروث الإسلامي، وبزعم حرية الفكر والتعبير؛ ندرك أن مصطلح إعمال العقل في الموروث الإسلامي عنده هو الحق الذي يراد به الباطل، وخاصة عندما يأتي من أناس غير متخصصين في العلم الشرعي، فحرية الرأي وحرية التفكير تكون دون فرضها على الآخرين.

والخلاصة التي أخلص إليها أن المقال مبني على فكرة، والفكرة التي أريد أن أرسي قواعدها هنا، هي أن صناعة الإرهاب كما أنها تأتي من قِبل المتشددين، تأتي أيضا صناعة الإرهاب من المفرِّطين في الدين ومهاجمي ثوابته أمام الملايين من المسلمين.  

وأختتم مقالي بسؤال وبلاغ، أما السؤال فهو: هل تراجع ‎إبراهيم عيسى عن إنكار المعراج تراجعا حقا، أم هي إعادة ترتيب أوراق؟! فقد أعلن عبر برنامجه أنه لم ينكر واقعة المعراج وادعى المظلومية! وأنه تعرض لأكبر محاكمة تفتيش في التاريخ، وأن هناك ملايين من البشر تدخلوا في أفكاره وتحكموا فيه، وأما البلاغ فهو للنائب العام بصفته المختص بالقانون الذي يحفظ الأمن القومي للوطن بأن أحاديث إبراهيم عيسى خطر على الأمن القومي وتؤدي إلى زعزعة استقرار الوطن.

تابع مواقعنا