الخميس 18 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

كلاب للبيع وقلوب للحب

الجمعة 11/مارس/2022 - 06:19 م

• في التسعينيات الكاتب "دان كلارك" كتب عن قصة حقيقية انتشرت في أكتر من كتاب وصحيفة.. القصة حصلت في محل بيع كلاب مكتوب على اليافطة بتاعته جملة (كلاب للبيع).. دخل ولد صغير سنه مش أكتر من 7 سنين للمحل وسأل صاحب المحل عن سعر الكلاب الصغيرة.. الراجل قاله إن أسعارهم بتتراوح من 30 لـ 50 دولار.. الولد طلع الفلوس اللي في جيبه وكانوا 2 دولار و37 سنت بس!.. الولد لما لقى الفلوس اللي في جيبه قليلة طلب من صاحب المحل إنه حتى يبص بصة عليهم بس.. صاحب المحل قاله مافيش مشكلة.. نده على المساعدة بتاعته.. خرجت من جوه ووراها 5 كلاب صغيرين بيجروا حواليها.. الولد لاحظ إن فيه كلب منهم بالذات كان بيحاول يجري زي باقي الكلاب بس مش عارف وبينط وبيعرج!.. الكلب الأعرج الصغير ده قرب قرب قرب من الولد لحد ما بقى تحت رجليه وقعد يتنطط حواليه ويلحس فيه كأنه عارفه ومبسوط بوجوده!.. الولد سأل صاحب المكان: ماذا أصاب هذا الكلب الصغير؟.. قاله: الطبيب البيطري قال إنه مولود بعيب خلقي في مفصل الورك وسيظل هكذا طوال عمره.. الولد إنشكح وقاله: إن هذا الكلب الصغير هو ما أردت شراءه.. صاحب المحل رد: لا طبعًا لن أبيعه لك لأنه معيوب؛ لكن إن أردت أن تأخذه فخذه مجانًا.. الولد ثار وقال بعصبية وليه ببلاش! وهو الكلب ده ناقصه إيه ما هو زيه زي باقي الكلاب ويستحق اللي هما يستحقوه وأنا هدفعلك تمنه كامل هديك دلوقتي الـ 2 دولار والـ 37 سنت وكل شهر هديك 50 سنت.. الراجل قاله وهو مستغرب: هذا الجرو لن يستطيع أن يجري ويقفز ويلعب معك مثل باقي الكلاب الأخرى!.. الولد الصغير لما سمع كدة وطّى شال الكلب وباسه وبعد كدة رفع جزء من بنطلونه وبان تحتها الساق الصناعية بتاعته وقال لصاحب المحل: (ليست مشكلة فأنا أيضًا لا أستطيع أن أجري؛ وهذا الكلب سوف يحتاج إلى شخص يتفهّم هذا).

• الفتاة الأمريكية "مارشا أرونز".. وحيدة أبوها وأمها.. والدها اتوفى وهي عندها 8 سنين؛ بس هي عمرها ما هتقدر تنسى يوم وفاته!.. في نفس اليوم اللي مات فيه خد مراته وبنته وراح عشان يشتري للبنت لبس جديد.. البنت شافت في الفاترينة فستان أبيض قصير ومنفوش من تحت وعليه رسومات ورد كتيرة كان عاجبها.. قالت عايزاه.. دخلوا المحل وقاست الفستان في البروفة لقيته واسع عليها قوي عشان جسمها لسه صغير.. ساعتها كانت زعلانة لأن مافيش فساتين تانية عجبتها.. أبوها حب يصالحها فجابلها آيس كريم ووداها هي وأمها السيرك وقضوا يوم لطيف.. روحوا البيت.. الأب جاله أزمة قلبية فمات..! عمرها ما قدرت تنسى حنية أبوها معاها اليوم ده؛ اللي بقى أحلى ذكرى تفتكره بيها.. عاشت هي وأمها وكانت الأم بتحاول تبقى أم وأب في وقت واحد.. لما البنت وصل سنها لـ 12 سنة بقت كل يوم الساعة 8 صباحُا تُفاجىء بوردة بيضا جاية باسمها لحد باب البيت جايبها مندوب من محل الورود اللي على أول الشارع!.. فشلت كل محاولات "مارشا" عشان تعرف شخصية اللي بيبعت الوردة اليومية دي وحتى لما سألت في المحل ماعرفتش مين اللي بيبعتها لأن ثمنها كان بيتدفع عن طريق حوالة!.. بدأت دماغها وبسبب الفضول الأنثوي اللذيذ تشتغل وتفكر..  مين اللي بيبعت الوردة؟.. بطبعها "مارشا" كانت شخصية لطيفة جدًا وبتحب غيرها ودايمًا حنينة عليهم؛ عشان كدة لما جت تحصر قايمة الناس اللي هي شاكة فيهم عشان تخمن هو مين منهم تاهت كتير جدًا.. ممكن يكون زميلها الشاب الوسيم اللي معاها في المدرسة بيحبها بس مكسوف يعبر لها عن حبه؛ خصوصًا إنها الوحيدة اللي كانت بتشجعه وهو بيلعب سلة في ماتشات مدرستهم!..  ممكن تكون جارتها اللي دايمًا لما بترجع من السوق وعربيتها مليانة بالطلبات اللي اشترتها؛ كانت "مارشا" لما تشوفها من البلكونة تنزل جري عشان تساعدها في نقل أكياس الطلبات من العربية للبيت!.. ممكن يكون الراجل العجوز اللي ساكن على أول الشارع واللي كانت متعودة في الشتا تروح تطلع له الجوابات اللي موجودة في صندوق البريد الخارجي في مدخل بيته لحد شقته فوق عشان تخلّيه مايخرجش في عز البرد!.. ممكن كمان يكون صاحب الكلب اللي هي أنقذته لما شافته واقع على الأرض في نصف الشارع رجله مكسورة وشالته وراحت بيه على العيادة البيطرية ولما صاحبه رجع من الشغل كانت نظرات العرفان بالجميل ليها مالية عيونه!.. ممكن يطلع أي حد من ضمن ناس كتير جدًا شملتهم القايمة كانت هي في غاية الحنيّة معاهم.. لما طلبت من أمها تفكر معاها؛ أمها قالتلها: (وبعد أن تعرفيه! استمتعي بهديته فقط ولا تشغلي بالك؛ بالتأكيد هو شخص يرد لك الجميل لأنك كنتِ في غاية الحنيّة معه يومًا ما).. البنت مشيت بنصيحة أمها وبدأت تنسى تدريجيًا موضوع البحث عن صاحب الوردة واكتفت بالانبساط اليومي اللي بتحس بيه لما تستلمها.. الحقيقة إن زي ما "مارشا" كانت حنينة على الناس؛ أم (مارشا) كانت هي كمان من أسباب ورث البنت للطبع الحلو ده.. في يوم كانت مروحة من المدرسة زعلانة عشان صديقها فكس لها ونامت معيطة؛ صحيت من النوم لقت أمها كاتبالها بالروج الأحمر على مراية التسريحة بتاعت الأوضة: (لا تحزني، هو أحمق لأنه خسرك)؛ مش ده الغريب لكن الغريب إنها ماكنتش حاكية لأمها بس أمها حست بيها!.. في مرة برضو وصباح يوم عيد ميلادها صحيت لقت أمها حاطالها بالمناسبة دي على كنبة الأوضة بتاعتها الفستان الأبيض القصير المنفوش إياه اللي كانت شافته ونفسها فيها زمان خصوصًا إن دلوقتي جسمها بقى أكبر والفستان يليق عليه!.. أمها ما نسيتش موضوع الفستان!.. والدة "مارشا   توفيت في بداية يناير 2010؛ وهو نفس التاريخ اللي توقف فيه إرسال الوردة البيضا اليومية!.. بس "مارشا" ما بطلتش توزع حنيّة على الناس. 

• بسأل أمي ساعة عصاري وإحنا بنشرب الشاي زمان: خدمة لإبنك وياريت تردي بكلمة ورَد غطاها؛ إمتى أعرف إني حنين؟.. ردت بسرعة: لما ما يهونش عليك.. أعرف مديرة لواحد من فروع بنك كبير في القاهرة اتجوزت بعد فشكلة 3 خطوبات زمان ولما اتقدم لها العريس الرابع وافقت عليه بعد أول قعدة رغم إنها شكاكة وبتفصص في العرسان!.. ليه؟.. عشان حست بالفكاكة كدة إن (الحنيّة) هتبقى هي رب الأسرة بتاعتها معاه لو الجوازة تمت؛ وقد كان.. من كُتر حنيّته معاها بيصمم لحد دلوقتي ورغم منصبها وعمرها يديها ساندوتشات وهي رايحة الشغل!

• كل كائن حي بيدور على الحنان بطريقته الخاصة.. بمجرد ما بيلاقيه في شخص أو مكان بيبقى مؤشر إن ده مكاني لفترة طويلة وغالبًا للأبد.. الحنية هي الإطار اللي بيحاوط أى علاقة من زعابيب الدنيا وتقلباتها، وهي اللي بتدوّب الخلافات، وهي اللي مش هتآمن على نفسك إلا مع واحد شايلها في قلبه وواخدها نهج.. الشخص الحنين بتختفي معاه أساليب القسوة والعنجهية اللي بيضيعوا جنبهم أى مميزات تانية.. د."أحمد خالد توفيق" الله يرحمه قال: (الأرجح أن الشخص الحنون لا يفرق بين إعطاء الحنان وتلقيه).. مكسب مهم في الدنيا إن قلبك يكون حنين، والأهم منه إنك تكمل كده دون ما طباع الناس اللي حواليك تخليك تتغير.

تابع مواقعنا