الخميس 25 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

في ذكرى ميلاده.. مقتطفات من شعر محمود درويش

الشاعر محمود درويش
ثقافة
الشاعر محمود درويش
الأحد 13/مارس/2022 - 03:46 م

محمود درويش، شاعر فلسطين والعرب، قاهر العدو الإسرائيلي بشعره، والثائر على النظام، المولود في مثل هذا اليوم 13 مارس عام 1941م.

يُعد الشاعر محمود درويش، من أهم الشعراء الذين كتبوا الشعر بسلاسة وبراعة، كذلك فإنه من المساهمين في إدخال الرمزية إلى الشعر، ودمج بين شعر المقاومة والثورة والتغزل في الأنثى، ومن البارزين في الشعر العربي الحديث، وهذه مقتطفات من قصائد له.

 

قصيدة أثر الفراشة لا يزول

أَثر الفراشة لا يُرَى

أَثر الفراشة لا يزولُ

هو جاذبيّةُ غامضٍ

يستدرج المعنى، ويرحلُ

حين يتَّضحُ السبيلُ

هو خفَّةُ الأبديِّ في اليوميّ

أشواقٌ إلى أَعلى

وإشراقٌ جميلُ

هو شامَةٌ في الضوء تومئ

حين يرشدنا إلى الكلماتِ

باطننا الدليلُ

هو مثل أُغنية تحاولُ

أن تقول، وتكتفي

بالاقتباس من الظلالِ

ولا تقولُ

أَثرُ الفراشة لا يُرَى

أُثرُ الفراشة لا يزولُ!

 

قصيدة ولم توقظني خشية الأقدار من نسيان الغد

محدقًا إلى السقف، واضعًا يدي على خدِّي، 

كمن يتلصَّص على فكرة بيضاء، أو يتربص بإشراقة وحي.

 أَنْتَبِهُ بعد ساعات إلى أنني لم أكن هناك في السَقف

 ولا هنا على المقعد، ولم أفكر بشيء.

 كنت مستغرقًا في اللا شيء..

 في الفراغ الكلي الكامل، منفصلًا عن وجودي،

 جارًا لعَدَمٍ غيرِ متطفِّل، وخاليًا من الألم.

لم أحزن ولم أفرح، فلا شأن للّا شيء بالعاطفة،

 ولا شأن له بالزمن،

 لم توقظني يَدُ ذكرى واحدة من غيبوبة الحواس. 

ولم توقظني خشيةُ الأقدار من نسيان الغد.

 إذ كنت، لسبب ما، متأكدًا من أنني سأحيا إلى الغد.

 لم أسمع صوت المطر يكسِّر رائحةَ الهواء في الخارج، ولا الناياتِ تحمل الداخل وترحل. 

كنت لا شيء في حضرة اللا شيء.

 وكنت هادئًا، آمنًا، مطمئنًا.

 فما أجمل أن يكون المرء لا شيء، مرة واحدة، مرة واحدة.. لا أكثر!

 

قصيدة ماذا؟ لماذا كل هذا؟

يُسَلِّي نفسه، وهو يمشي وحيدًا 

بحديث قصير مع نفسه.

 كلمات لا تعني شيئًا،

ولا تريد أن تعني شيئًا: ماذا ؟ لماذا

كل هذا ؟ لم يقصد أن يتذمر أو يسأل أو يحكَّ اللفظة باللفظة لتقدح

إيقاعًا يساعده على المشي بخفَّةِ شاب.

لكن ذلك ما حدث. كلما كرَّر: ماذا...

لماذا كل هذا ؟ أحسَّ بأنه في صحبة

صديق يعاونه على حمل الطريق.

نظر إليه المارة بلا مبالاة. 

لم يظن أحد أنه مجنون.

ظنّوه شاعرًا حالمًا هائمًا يتلقّى

وحيًا مفاجئًا من شيطان. 

أما هو، فلم يَتَّهم نفسه بما يسيء إليها. 

ولا يدري لماذا فكَّر بجنكيزخان. 
ربما لأنه رأى حصانًا بلا سرج يسبح في الهواء،

 فوق بناية مُهَدَّمة في بطن الوادي. 

واصل المشي على إيقاع واحد: ماذا.. لماذا

كل هذا ؟ وقبل أن يصل إلى نهاية

الطريق الذي يسير عليه كل مساء،

رأى عجوزًا ينتحي شجرة أوكالبتوس، 

يسند على جذعها عصاه، يفك أزرار سرواله

بيد مرتجفة، ويبوّل وهو يقول: ماذا.. لماذا كل هذا ؟. 

لم تكتف الفتيات الطالعات من الوادي بالضحك على العجوز، بل رمينه بحبَّات فستق أخضر!

تابع مواقعنا