الجمعة 26 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أصوات شعرية | أحمد عبد المعطي حجازي.. شاعر العواصم العربية

الشاعر أحمد عبد المعطي
ثقافة
الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي
الثلاثاء 15/مارس/2022 - 07:52 ص

أحمد عبد المعطي حجازي، الشاعر الذي كتب عن إفريقيا، واعتز بالعربية فأقام العديد من المؤتمرات الأدبية في معظم الدول العربية ليكون شاعرًا لهذه العواصم، وترجمت قصائده إلى أكثر من لغة، ليقرأها الروس والإسبان والفرنسيين والألمان. 

يعد الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي من أهم الشعراء البارزين والمؤثرين في تاريخ مصر المعاصر، ودرّس الشعر العربي في فرنسا، كما أنه عمل بالصحافة فأصبح مديرًا لتحرير مجلة صباح الخير، ورئاسة تحرير مجلة إبداع الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.

حاز أحمد عبد المعطي حجازي على جائزة الدولة التقديرية للآداب، كذلك فإنه حصل على جائزة الشعر الإفريقي، وجائزة كفافيس اليونانية المصرية، وغيرها من الجوائز وله عدة دواوين منها: مرثية العمر الجميل، مدينة بلا قلب، أشجار الأسمنت، لم يبق إلا الاعتراف. 

 ماذا تبقي مني.. قصيدة للشاعر أحمد عبد المعطي حجازي 

على المرآة بعض غبار

وفوق المخدع البالي، روائح نوم

و مصباح.. صغير النار

و كلّ ملامح الغرفة

كما كانت، مساء القبلة الأولى

وحتّى الثوب، حتّى الثوب

وكنت بحافّة المخدع

تردّين انبثاقة نهدك المترع

وراء الثوب

و كنت ترين في عيني حديثا.. كان مجهولا

وتبتسمين في طيبة

وكان وداع،

جمعت اللّيل في سمتي،

ولفّقت الوجوم الرحب في صمتي،

وفي صوتي،

وقلت.. وداع 

وأقسم، لم أكن صادق

وكان خداع !

ولكنّي قرأت رواية عن شاعر عاشق

أذلّته عشيقته، فقال.. وداع 

ولكن أنت صدقت 

وجاء مساء

وكنت على الطريق الملتوي أمشي

وقريتنا.. بحضن المغرب الشفقي،

رؤى أفق

مخادع التلوين والنقش

تنام على مشارفها ظلال نخيل

ومئذنة.. تلوّي ظلّها في صفحة الترعة

رؤى مسحورة تمشي

وكنت أرى عناق الزهر للزهر

وأسمع غمغمات الطير للطير

وأصوات البهائم تختفي في مدخل القرية

و في روائح خصب،

عبير عناق،

ورغبة كائنين اثنين أن يلدا

ونازعني إليك حنين

وناداني إلى عشّك،

إلى عشّي،

طريق ضمّ أقدامي ثلاث سنين

ومصباح ينوّر بابك المغلق

وصفصافه

على شبّاكك الحرّان هفهافه

ولكنّي ذكرت حكاية الأمس،

سمعت الريح يجهشّ في ذرى الصفصاف،

يقول.. وداع 

ملاكي، طيري الغائب !

حزمت متاعي الخاوي إلى اللّقمة

وفت سنيني العشرين في دربك

و حنّ عليّ ملّاح، وقال.. أركب !

فألقيت المتاع، ونمت في المركب

و سبعة أبحر بيني وبين الدار

أواجه ليلي القاسي بلا حبّ،

و أحسد من لهم أحباب،

و أمضي.. في فراغ، بارد، مهجور

غريب في بلاد تأكل الغرباء

و ذات مساء،

و عمر وداعنا عامان،

طرقت نوادي الأصحاب، لم أعثر على صاحب !

و عدت.. تدعني الأبواب، والبوّاب، والحاجب !

يدحرجني امتداد طريق

طريق مقفر شاحب،

لآخر مقفر شاحب،

تقوم على يديه قصور

و كان الحائط العملاق يسحقني،

و يخنقني

و في عيني.. سؤال طاف يستجدي

خيال صديق،

تراب صديق

و يصرخ.. إنّني وحدي

ويا مصباح، مثلك ساهر وحدي

وبعت صديقتي.. بوداع 

ملاكي طيري الغائب 

تعالي.. قد نجوع هنا،

و لكنّا هنا اثنان!

ونعرى في الشتاء هنا،

و لكنّا هنا اثنان

تعالي يا طعام العمر 

ودفء العمر 

تعالي لي 

تابع مواقعنا