الخميس 09 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

5 محطات أتوماتيكية للأرصاد الجوية الزراعية.. هل يساعد الإنذار المبكر على استقرار أسعار المحاصيل بالأسواق؟

تأثير التغيرات المناخية
تقارير وتحقيقات
تأثير التغيرات المناخية على الأراضي الزراعية
الإثنين 14/مارس/2022 - 09:29 م

ارتفعت أسعار الفاكهة والخضراوات في السوق المصرية خلال الفترة الأخيرة، لأسباب عدة بينها تأثير الحرب الروسية – الأوكرانية، وانخفاض إنتاجية الأراضي الزراعية بسبب التغيرات المناخية وتطرف الطقس، ما سبّب ضررا لكثير من المحاصيل؛ لوقوعها تحت تأثير درجات حرارة غير المناسبة للتزهير والإنبات.

استدعى ذلك اتخاذ الدولة إجراءات استباقية للحد من ارتفاع أسعار المحاصيل الزراعية في الأسواق، وشنت عدة حملات على التجار، وفي المقابل اتخذت عدة إجراءات لحماية المحاصيل من تأثير التغيرات المناخية، واستنبطت بذورًا ومحاصيل قادرة على التوافق مع التقلبات المناخية، وهو ما أعلنته وزيرة البيئة أمام لجنة الطاقة والبيئة والقوى العاملة في مجلس النواب.

وأنشأت وزارة الزراعة مشروعًا للتنبؤ المبكر بالطقس لمواجهة تداعيات التقلبات الجوية، يُمكِّن المزارعين من اتخاذ إجراءات سريعة لمواجهة موجات البرد والحرارة قبل قدومها، لتفادي تلف المحاصيل والحفاظ على الإنتاجية المتوقعة من الأرض، وبالتالي إتاحة الفرصة لعرض كميات أكبر من المحاصيل الزراعية.

ونوضح فيما يلي كيف يمكن لمركز الإنذار المبكر أن يساعد في استقرار الأسعار في الأسواق.. 

 

مشروع الإنذار المبكر في صعيد مصر

نفّذت وزارة الزراعة من خلال الجهاز التنفيذي لمشروعات التنمية الشاملة، وبتمويل من صندوق أقلمة المناخ، مشروع بناء نظم الأمن الغذائي بصعيد مصر، ويهدف المشروع لنشر ثقافة التغيرات المناخية وأضرارها على الأمن الغذائي.

يقدم المشروع مجموعة من الآليات والحلول التي تساعد المزارعين على مواجهة حدة التقلبات المناخية من خلال نظام للتنبؤ بالطقس قبلها بأيام.

توجه خدمات المشروع لـ 40 قرية في 5 محافظات في الصعيد هي: سوهاج وأسيوط وقنا والأقصر وأسوان، وعن طريق 5 محطات أتوماتيكية للأرصاد الجوية الزراعية، وقاعدة بيانات عن القطاع الزراعي، داخل المحافظات محل المشروع، يتم إرسال توصيات لحماية المحاصيل، وفقًا لبيانات الطقس المتوقعة لمدة ثلاثة أيام.

يعمل المشروع على دمج الزراع داخل كيانات اجتماعية رسمية وتدريبهم على الوصول لنماذج عملية وعلمية للحد من اثار التغيرات المناخية على إنتاج المحاصيل الزراعية، ويهدف المشروع لاستمرارية عملية مواجهة التقلبات المناخية من قبل المُزارعين من خلال الشراكة مع منظمات وجمعيات تنموية في القرى المستهدفة، للتأكد من استمرار عملية التدريب والدعم الفني.

يوفر المشروع موقعا إلكترونيا يُمكِّن المُزارع من إدخال بيانات محصوله، والحصول على نصائح لمواجهة طقس الأسبوع، بجانب وجود خريطة مناخية تفاعلية تتنبأ بإنتاجية المحصول تحت تأثير التغيرات المناخية الواقعة.

 

ما نظام الإنذار المبكر؟

تُعرِّف الأمم المتحدة الإنذار المبكر بأنه إجراء تكيفي لتغير المناخ عن طريق أنظمة اتصال متكاملة لمساعدة المجتمعات على الاستعداد للتبعات الخطر المرتبطة بالمناخ، ويساعد نظام الإنذار المبكر على الحفاظ على الأرواح والوظائف والأراضي والبنية التحتية ويدعم الاستدامة، من خلال توفير الأموال والحفاظ على الاقتصاد.

 

خبير زراعة: الخرائط المناخية تُعرِّف المزارع بالوقت الجيد للزراعة

قال الدكتور محمد محمود، رئيس معهد بحوث البساتين السابق، إن القطاع الزراعي بحاجة لوجود خريطة مناخية تتنبأ بالطقس لسنوات مقبلة، تساعد المزارعين على معرفة التوقيتات المناسبة لزراعة المحاصيل، متوقعًا أن يشهد القطاع الزراعي تغيرًا في مواعيد زراعة الخضراوات والفواكه نتيجة للتغيرات المناخية المتطرفة.

وأوضح محمود، في تصريح خاص لـ القاهرة 24، أن وزارة الزراعة تصدر تعليمات للمزارعين قبل كل موجة برودة أو حرارة للحد من أضرار التغير المناخي المتوقعة على المحاصيل، إضافة لاستخدام المزارعين مجموعة من الحيل لمواجهة الطقس البارد مثل رش بعض المواد المقاومة للإجهاد منها: الأحماض الأمينية، وسيليكات البوتاسيوم.

وأضاف: بعض المزارعين يحرقون كاوتش السيارات لاستخدام حرارة الدخان في تدفئة المحاصيل، وآخرون يتجهون للزراعة داخل الصوب واستخدام خطوط الري النقالي لعمل ضباب يشتت موجة الصقيع، مع تسميد الأرض لتوفير طاقة للنبات برش البوتاسيوم فوسفيت.

 

المحاصيل المتضررة من التغيرات المناخية 

أعلنت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، أن قطاع الزراعة هو الأكثر القطاعات المتأثرة بالتغيرات المناخية، فأغلب الأراضي الزراعية واقعة داخل الدلتا أكثر المناطق المتأثرة بالتغير المناخي، لارتفاع مستوى سطح البحر؛ مسببًا ملوحة وتصحرًا للأرض الزراعية.

القمح

شهد محصول القمح تراجعًا بنسبة 20%، خلال الخمس سنوات الماضية، وفق تصريح وزيرة البيئة، وأكدت دراسة صادرة عن معهد البحوث الزراعية بالبساتين أن إنتاجية محصول القمح شهدت تراجعًا في الإنتاج، عام 2020، نحو 2.73 طن عن عام 2019.

 

البرتقال

 واجه محصول البرتقال ارتفاعًا في الأسعار خلال موسم 2021-2022 بنسبة 50% مدفوعة بنقص المعروض منه نتيجة للتغيرات المناخية التي أثرت على عملية الإنبات والتزهير، فتراجع إنتاج البرتقال "أبو سرة" من 40: 60%.

 

المانجو

تراجعت إنتاجية محصول المانجو بنسبة 30%، الموسم الماضي، لارتفاع درجات الحرارة المفاجئ حتى 46 درجة خلال شهر مارس 2021، التي تسببت في جفاف حبوب اللقاح وعدم قدرة المحصول على إكمال عملية التزهير.

وصف، رئيس معهد بحوث البساتين السابق، المزارع التي تضرر بها محصول المانجو بأنها تتعرض للإهمال، موضحًا أن الضرر الذي أصاب المحصول وقع في مزارع معينة لم تتأخذ الإجراءات اللازمة لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة من الري الجيد للمحصول وتسميده بالسماد المناسب.

العنب

توقع تقرير مكتب الشئون الزراعية الأمريكية ارتفاع إنتاجية العنب بنسبة 22%، خلال الموسم المقبل، ليرتفع إنتاج العنب إلى 1.4 مليون طن، بعد انخفاضه بنسبة 17%، في موسم 2021، لارتفاع درجة الحرارة.

وأكد الدكتور محمد محمود على ارتفاع إنتاجية العنب والخوخ والتفاح والبرقوق نتيجة لانخفاض حرارة الجو خلال فترة الزراعة وهو الجو الملائم للتزهير والإنبات لتلك المحاصيل.

تابع مواقعنا