السبت 27 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

صديقة طالبان وعدوة الهند وجارة الصين.. لماذا دخلت باكستان على خط أزمة الصراع الروسي الأمريكي؟

بوتين وبايدن
سياسة
بوتين وبايدن
الأحد 03/أبريل/2022 - 08:48 م

دخلت باكستان على خط الصراع الروسي الأمريكي في الآونة الأخيرة، إذ يسعى قطبا العالم للسيطرة على الدولة صاحبة الموقع الجغرافي القريب من التنين الصيني، والمالكة للقوة النووية التي تمكنها من فرض سيطرتها في القارة الآسيوية، إثر الأزمة الدائرة ما بين عمران خان رئيس الوزراء الباكستاني الذي يحظى بدعم غير محدود من فلاديمير بوتين الرئيس الروسي، وبرلمان البلاد المتضمن لمعارضة حزبية تحظى بدعم أمريكي متزايد.

باكستان الموجودة على حدود الهند حليفة أمريكا الاقتصادية، وإيران العدو الأمني لأمريكا ورفيقتها إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط، وأفغانستان الخاضعة لسيطرة طالبان، والصين منافسة واشنطن للسيطرة الاقتصادية على العالم وحليفة الكرملين الروسي في حربه على أوكرانيا، شهدت مؤخرًا أزمة سياسية بين البرلمان الباكستاني ورئيس الوزراء، ليتم حل البرلمان إثر رفض نائب رئيس البرلمان التصويت على ثقة الحكومة التي يترأسها عمران خان حليف روسيا، ليوجه الأخير اتهامات للمعارضة بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية لإزاحته من رأس حكومة إسلام آباد، بسبب قربه من دول معادية لواشنطن، عقب زيارته للعاصمة الروسية موسكو ولقائه بـ فلاديمير بوتين الرئيس الروسي، بعيد أيام قليلة من اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا، وبالتزامن أيضًا مع توطيد العلاقات بين موسكو وإسلام آباد وبكين خلال الآونة الأخيرة، فيما تشهد علاقات باكستان وأمريكا فتورًا متباينًا ما تسبب في وجود دوافع أمريكية للسعي في تغيير السلطة الباكستانية.

موقع باكستان على الخريطة

باكستان صاحبة نفوذ في أفغانستان

فبالنظر إلى الخريطة الجغرافية، يتبين أن باكستان تتشاطر حدودها مع أفغانستان، التي تسببت مؤخرًا في ضعف العلاقات ما بين واشنطن وإسلام آباد، بعدما سعت أمريكا إلى إلقاء مسؤولية سقوط أفغانستان في أيدي طالبان على إسلام أباد، فيما رفضت الحكومة الباكستانية فكرة تحميلها أي مسؤولية إزاء استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان، مشددة في العديد من بياناتها أنه لا يجب أن يتم تحويلها إلى كبش فداء لفشل الآخرين في أفغانستان، وهو ما عززه تعليق بيل إيموت، رئيس التحرير السابق لمجلة الإيكونيميست البريطانية، بمسؤولية الفشل الذريع في أفغانستان وعودة حركة طالبان إلى الحكم بشكل كبير إلى عجز باكستان والولايات المتحدة في التوصل لتفاهم في أفغانستان.

وفيما يتعلق بأفغانستان، تعد باكستان من أقوى داعمي حركة طالبان المعزولة تاريخيًا، إذ كانت إسلام آباد من بين دول معدودة اعترفت بحكم طالبان في أفغانستان بين عامي 1996 و2001 قبل الغزو الأمريكي،  فيما يرى بعض قادة السياسة الأمريكية مؤخرًا أن الدعم الباكستاني المستمر لطالبان مكن الأخيرة من النجاح في السيطرة على أفغانستان، إلى جانب  وجود استياء لدى الإدارة الأمريكية الحالية من دور حكومة عمران خان في أفغانستان في الوقت الحالي وهو الأمر الذي لا يصب في صالح العلاقات الأمريكية الباكستانية.

باكستان والهند حليفة أمريكا 

وعلى الجهة الأخرى تقع باكستان في شمال غرب الهند، وهي واحدة من الدول التي تعد منفذًا لروسيا ورئيسها فلاديمير بوتين في مواجهة العقوبات الأمريكية الأوروبية، بعدما رفضت التصويت ضد روسيا في العديد من القرارات الأممية، إلى جانب رفضها الانحياز إلى المعسكر الغربي في الحرب الروسية الأوكرانية، فالمتتبع للتاريخ يرى أن الهند كانت مدعومة تاريخيا من قبل الاتحاد السوفيتي وروسيا، ومؤخرًا بدأت بالانتقال إلى المعسكر الغربي بشكل أكثر صراحة، ردًا على التهديدات المتزايدة من المتطرفين المدعومين من جانب باكستان، إلى جانب أزمة كشمير المتواصلة بين نيودلهي وإسلام آباد.

عمران خان رئيس وزراء باكستان 

باكستان سلاح أمريكا للسيطرة على الصين

كما تتشارك باكستان في حدودها مع خصم أمريكا الاقتصادي الأول المتمثل في التنين الصيني، لذلك تسعى أمريكا إلى بسط نفوذها في الدول المقاربة لحدود الصين لكبح جماحها اقتصاديا تارة، ولإرغامها على الوقوف في صفوفها فيما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية المفروضة على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ودولته، إثر الحرب الروسية على أوكرانيا، وذلك من خلال تغيير الحكومة الباكستانية وإخضاع إسلام آباد لسيطرة واشنطن ووضعها كقوة نووية مترقبة على حدود الصين من جهة، وإيران من جهة أخرى.

الصين وأمريكا 

باكستان حليفة نووية لروسيا

ومؤخرًا بات جليًا تطور العلاقات الروسية الباكستانية في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية، وحلف شمال الأطلسي الناتو، إذ سارع رئيس وزراء باكستان عمران خان للتوجه إلى العاصمة الروسية موسكو، عقب أيام قليلة من اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، ومناقشة أسباب وتداعيات الحرب مع سيد الكرملين فلاديمير بوتين، مؤكدًا على وقوفه وتحالفه في الجانب الشرقي للكرة الأرضية برفقة كل من روسيا والصين في مواجهة واشنطن وحلفاؤها.

وفي مقابلة أجرتها معه قناة أي أر واي نيوز، تحدث عمران خان عن وجود مؤامرة لها صلات خارجية للإطاحة به من منصبه، وذلك من خلال طرح التصويت على الثقة به داخل البرلمان الباكستاني، بإيعاز من البيت الأبيض.، إلا أنه تقدم رسميا باحتجاج إلى السفارة الأميركية في إسلام آباد، ضد ما وصفه بمؤامرة مزعومة لإطاحة حكومته التي تمر بعامها الرابع في السلطة. 

عمران خان رئيس وزراء باكستان 

وتابع رئيس وزراء باكستان، أن حكومته تحصلت على برقية دبلوماسية تظهر دليلا على تآمر دولة أجنبية بمساعدة مجموعات المعارضة لإسقاط حكومته، بسبب سعيها لانتهاج سياسية خارجية مستقلة.

وتمتلك باكستان ترسانة نووية لا يستهان بها، تتراوح ما بين 110 إلى 130 قنبلة نووية، إلى جانب كونها تقع على حدود قوتين نوويتين عالميتين هما الصين منافسة أمريكا في صدارة اقتصاد العالم وحليفة روسيا الأولى، والهند الحليف الكامن للولايات المتحدة الأمريكية بالقرب من الصين روسيا وإيران، لذا تعد باكستان مطمعًا مهمًا للولايات المتحدة الأمريكية لضمها إلى صفوف حلفائها في مواجهة ترسانة بوتين والصين العسكرية، خاصة لقرب موقعها الجغرافي لموسكو وبكين، الأمر الذي يجعلها حال سيطرة واشنطن عليها سياسيًا قاعدة عسكرية ونووية أساسية في شرق المعمورة.

تابع مواقعنا