السبت 27 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

ثلاثية الأبعاد 4.. هدف واحد ورهان على كأس العالم يتسببان في مقتل نجم كولومبيا

سلسلة ثلاثية الأبعاد
رياضة
سلسلة ثلاثية الأبعاد
الثلاثاء 05/أبريل/2022 - 06:07 م

كرة القدم هي الشيء الأكثر إثارة في عالمنا على مر العصور، دائمًا لها عناصرها التي تميزها عن كل شيء من حولها، لذلك يمكن أن نقول إن لها أبعادا مختلفة وكثيرة، أو نقول إنها ثلاثية الأبعاد.

سنقول إن كرة القدم ثلاثية الأبعاد، لأنها يمكن أن تجد فيها الفرح ويمكن أن تجد الحزن، ويمكن أن تجد الطرائف أو العجائب، وبالرغم من ذلك فإن حب الجماهير لها حول العالم لا يتغير بل يزداد كل يوم عن سابقه.

سلسلة ثلاثية الأبعاد

ولهذا سنتحدث في سلسلة ثلاثية الأبعاد في شهر رمضان المبارك، عن أبرز القصص حول أبعاد كرة القدم التي سبق ذكرها، وستكون حلقة اليوم محزنة بشكل كبير، لأن موضوعها مقتل أحد نجوم كرة القدم بسبب المراهنات فقط.

أندريس إسكوبار ورحلة المونديال

بطل قصة اليوم هو أندريس إسكوبار مدافع نادي أتلتيكو ناسيونال ومنتحب كولومبيا، والذي ولد عام 1967 في مدينة ميديلن الكولومبية والتي اشتهرت بكثرة جرائم القتل وتجارة المخدرات فيها.

كان إسكوبار أحد المدافعين المميزين بشكل كبير في كولومبيا والذي اشتهر بمستواه الدفاعي العالي، بالإضافة إلى قدرته على تسجيل الأهداف بالرأس، فقد كان أحد المساهمين في فوز فريقه أتلتيكو ناسيونال ببطولة كوبا ليبرتادوريس عام 1989.

وبعد سلسلة من التألق، حاول إسكوبار كتابة اسمه في التاريخ مع منتخب كولومبيا، وذلك في بطولة كأس العالم 1994 والتي أقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن النجم الكولومبي لم يكن يعرف أنه سيكتب اسمه في التاريخ ولكن سيكلفه الأمر حياته.

كانت البداية من تصفيات كأس العالم 1994، فقد كان منتخب كولومبيا موجودًا في مجموعة قوية رفقة كل من الأرجنتين وبيرو وباراجواي، وكان الأمر يبدو صعبا للغاية على المنتخب الكولومبي للتأهل إلى المونديال هذا العام، وسط سخرية كبيرة من البعض، بل وعلى رأسهم دييجو أرماندو مارادونا أسطورة الأرجنتين من قدرته على تحقيق هذا الأمر.

ولكن كانت المفاجأة هي تأهل منتخب كولومبيا إلى مونديال 1994، وذلك بعد تحقيقهم نتائج إيجابية في التصفيات وأبرزها الفوز على الأرجنتين نفسها، لتسيطر الفرحة والاحتفالات على شوارع كولومبيا، وبدأت المراهنات بمبالغ مالية ضخمة على المنتخب في الحانات وصالات المراهنات على وصول المنتخب لمراحل متقدمة في البطولة بل وإمكانية الفوز بها.

وكان منتخب كولومبيا في المجموعة الأولى من مجموعات كأس العالم رفقة كل من أمريكا ورومانيا وسويسرا، لتتعرض إلى خسارة غير متوقعة من رومانيا في المباراة الأولى بثلاثية مقابل هدف، وجاء موعد مواجهة الولايات المتحدة، المنتظرة لتحافظ على فرص المنتخب في الوجود داخل البطولة، ولكن كان للحظ رأي آخر.

هدف ورهان كلفا إسكوبار حياته

وجاءت الصدمة الكبرى في مباراة أمريكا، والتي قام خلالها إسكوبار بخطأ كلفه حياته، فبدلا من أن يخرج كرة عرضية لـ جون هاركيس لاعب وسط الولايات المتحدة؛ وضعها في مرمى فريقه، ليسقط نجم قصتنا على أرضية الملعب في دهشة وعدم إدراك ما وضع نفسه فيه، لتنتهي المباراة فيما بعد بفوز الولايات المتحدة بثنائية مقابل هدف وتوديع كولومبيا للبطولة.

وسيطرت حالة من الغضب على شوارع كولومبيا، بسبب توديع المونديال من دور المجموعات، وبسبب خطأ إسكوبار الذي تسبب في خسارتهم أموالا طائلة راهنوا بها قبل البطولة، ليتحول حبهم للاعب إلى كره شديد.

وبعد خمسة أيام من توديع منتخب كولومبيا لبطولة كأس العالم، اتصل إسكوبار بأصدقائه وطلب منهم النزول في نزهة، وبالرغم من نصيحة أحد أصدقائه له بأنه من الأفضل البقاء في المنزل، أصر أندريس على الأمر ونزل بالفعل قضى ليلة رفقة زملائه في إحدى الحانات، وفي نهاية الليلة بعدما أصبح لاعب المنتخب وحيدا، ظهر عليه ثلاثة أشخاص أطلقوا النيران تجاهه ومع كل طلقة يقولون كلمة "جول".

وسقط إسكوبار في الأرض بعدما تم إطلاق 6 طلقات نحوه، ليتوفى في وقتها، وتثبت التحقيقات فيما بعد أن هناك ثلاثة أشخاص حاولوا قتله، ولكن ظهر شخص واحد بعد أن حصل على رشوة بالملايين ليعترف أنه هو من قتله بمفرده وكان يدعى هامبرتو كاسترو مونيوز وحكم عليه بالسجن 43 عاما، ولكن تم الإفراج عنه بعد 11 عاما فقط بسبب حسن السير والسلوك.

سيطرت حالة كبيرة من الحزن على شعب كولومبيا، بعد قتل إسكوبار، وشارك في تشييع جثمانه 120 ألف شخص، وحضر جنازته الرئيس الكولومبي سيزار جافاريا، ليكتب نجم المنتخب الكولومبي اسمه في التاريخ ولكن بنهاية حزينة ومأسوية.

ووضع إسكوبار قصة حزينة جديدة في كرة القدم، رغم أنه كان يرى أن هذه اللعبة هي التي ستكون السبب في تقويم سلوك الشعوب وإبعادهم عن الجريمة، بل إنه في أحد الأفلام التي تناولت قصة حياته، برزت شقيقته وهي تجيب نجلها الذي سألها عما إذا كانوا سيقتلون أندريس بسبب هذا الخطأ قائلة: لا يا صغيري، الناس لا يُقتلون بسبب الأخطاء، الجميع في كولومبيا يُحب أندريس!"، ولكنها لم تكن تعرف ما يخبئه القدر.

تابع مواقعنا