الإثنين 29 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

لا ماء لا غاز لا كهرباء.. قصص من الحياة اليومية لسكان ماريبول بأوكرانيا

حرب أوكرانيا
سياسة
حرب أوكرانيا
الأربعاء 13/أبريل/2022 - 02:38 م

أصبحت الحياة اليومية في مدينة ماريبول الأوكرانية، مأساوية على خلفية الحرب الدائرة، بتعرض المستشفيات والمدارس والمساكن إلى القصف اليومي.

ماريبول، ومنذ مطلع مارس الماضي، وهي تعيش دون كهرباء أومياه أوتدفئة أو وسائل اتصالات، حيث تحاصرها القوات الروسية  منذ أول الشهر باعتبارها أكبر مدينة في أوكرانيا على شواطئ بحر آزوف، الأمر الذي دفع معظم السكان إلى الانتقال من منازلهم إلى العيش بالأقباء والملاجئ.

كشفت وسائل إعلام أوكرانية، بعض من مناحي الحياة اليومية، التي أصبح سكان ماريبول يعيشونها بشكل مأسوي منذ اندلاع الحرب.

مطبخ ميداني وسط المدينة

بعد أن أصبحت المدينة بلا كهرباء وغاز ومياه، أقام سكان المدينة مطابخ ميدانية مشعلين النار من الساعة 6 صباحًا بالقرب من قبو أو مأوى آخر لطهي الطعام، وتسخين الماء طوال اليوم.

تقول إينا قاطنة إحدى سكان ماريبول: جلب الجيران في الملجأ منقلين وأشعلوا النار، كنا نقوم جميعنا بإعداد الطعام باستخدامهما، في ذلك الوقت كان هناك حوالي 90-100 شخص في الملجأ.

الطهي بالأخشاب

ولكن سرعان ما بدأت مخزونات الطعام تنفد، ولم يكن هناك مكان لشرائه، حيث تمكنوا من الذهاب إلى السوق مرة واحدة حيث كان التجار يبيعون ما تبقى لديهم من الخضار والفواكه، لكن تلك السوق تعرضت للقصف في اليوم التالي، في البداية يأكل الأطفال والنساء والمتقاعدون، وبعد ذلك يأكل الرجال ما بقي من الطعام، وذلك وفقًا لوصف إينا.

فيما قالت سيدة أخرى تدعى إيلينا: في البداية أحضرنا بقايا الطعام من منازلنا، ولم نأكل كثيرًا حتى الشبع، ليكون الطعام لفترة أطول، ولكن عندما نفد الطعام بدأت أعمال النهب والسرقة، في الوقت نفسه، كان لدينا ماء لأنه يوجد منبع بجوار دار الثقافة حيث لجأنا.

كان سكان المدينة الآخرون أقل حظًا، مثلًا قالت إيلينا إن أصدقاءها كان يقومون بسحب الماء من نظام التدفئة المركزي لاستخدامه في طهي الطعام، وبعد ما سقطت الثلوج كان الناس يجمعونها في أحواض لتحويلها إلى الماء.

كان السكان الذين لم تتضرر منازلهم، يبقون فيها في البداية، ولكن عندما أصبح الجو باردًا نزل معظم السكان إلى الأقبية لتدفئة أنفسهم هناك.

انخفضت درجة الحرارة في المنازل إلى 3-6 درجات بعد 9 مارس، أما الملاجئ فكان الجو هناك أكثر دفئًا حوالي 10-12 درجة، حيث تقول إيلينا: كنا ننام تحت بطانيتين ونحن مرتديين ملابسنا الدافئة الكثيرة مثلًا ثلاث سترات، كان من الصعب شرب الشاي طوال الوقت للتدفئة، حيث كان قدر صغير من الماء يغلي فوق النار لمدة 40 دقيقة.

الطهي بالأخشاب

كان الطهي على النار يزداد خطورة يومًا بعد يوم بسبب الضربات الجوية المستمرة، قالت إلينا إنه بمجرد سماع صوت طائرة تقترب، يراكضون إلى الملجأ، ويستمرون في الطهي عندما يهدأ كل شيء.

أحد الملاجئ

قصف المباني السكنية

حسب الأهالي، لم يتوقف قصف المدينة ولو لساعة واحدة، جاءت الضربة الأولى على المدرسة التي كانت تختبىء بها إيلينا يوم 26 فبراير، وألحقت القذيفة أضرارًا جزئية بالمبنى، وعليه استمر الناس في الاختباء في القبو ولكن قُصفت المدرسة مرة أخرى بقذائف الهاون في 9 مارس، مما أدى إلى اندلاع حريق هناك في ذلك اليوم بقي زوج إيلينا وابنتها في المنزل وهي كانت في الملجأ.

تقول إيلينا: شاهد زوجي قصف المدرسة بقذائف الهاون عبر ملعب كرة القدم الآخر الذي وقعت المدرسة على طرفه النقيض، جثا على ركبتيه باكٍ وبكت ابنتي معه، نظرا إلى المبنى المحترق ولم يستطيعا مساعدتي خرجتُ من القبو ومعي الكلب وحقيبة نوم بين يديّ بعد القصف مدركة أن حياتي لا قيمة لها، مضيفة أنه بعد 20 دقيقة تكرر قصف المدرسة.

دمار المنازل

 رجال الإنقاذ لا يستطيعون الوصول إلى المكان المطلوب بسبب البنية التحتية المدمرة والأعمال القتالية المستمرة، لذلك يضطر سكان ماريوبول لمكافحة الحرائق بأنفسهم. 

روى أنطون كواليس سقوط القذيفة على منزله حينما كان هو وعائلته في ملجأ بدار الثقافة قائلًا: أتانا جيراننا ركضًا وقالوا إن الحريق يلتهم شقتنا. بالطبع، كانت أغراضنا الكثيرة وكذلك بقيت القطة فيها، لذلك سارعت في إطفائها. بللنا أنا ومراهقون من المنازل المجاورة تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عامًا ملابسنا في مياه الصرف الصحي ثم ارتديناها لكي نستطيع دخول الشقة ورش الماء من ملابسنا المعصورة. في وقت لاحق أعطونا الأقنعة الواقية من الغاز، وبعد ذلك سارت الأمور على ما يرام.

حسب قول الشاب، دُمرت شقتهم بالكامل، لكن لو لم يطفئوها لانتشر الحريق إلى المبنى بأكمله حيث كان الناس الآخرون يسكنون هناك.

دمار المنازل

لم تشكل الغارات الجوية والقصف بالمدفعية تهديدًا وحيدًا للمدينة، إذ يتعرض السكان المحليون لخطر القتل أو الاغتصاب، يمكن للجيش الروسي مهاجمة أي شخص في طريقه إلى متجر أو صيدلية واقتحام الشقق.

قالت إيلينا: ذهبت حمو إحدى صديقاتي إلى الصيدلية ولم تعد. وخرج زوجها في اليوم التالي بحثًا عنها ليجدها متوفاة بالقرب من الصيدلية، كان عمي يساعد في دفن ثلاثة أشخاص آخرين في الفناء وقال إن الجثث ظلت بين البيوت لأكثر من يوم لأنهم لم يتمكنوا من حفر حفرة بسبب الصقيع.

وقالت: كان الأمر مخيفًا للغاية أن أكذب عليهم وأنا واقفة تحت تهديد السلاح. قيل لجاري ألا ينظر بينما كان الجنود يغتصبون زوجته وابنته لكنه رفض. وبعد ذلك ألقيت عليهم قنبلة يدوية. احترقت 10 شقق في غضون 15 دقيقة إثر ذلك.

تابع مواقعنا