الخميس 18 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

ليلة القبض على قمر

الثلاثاء 17/مايو/2022 - 11:40 ص

فاجأتنا المواقع والصفحات الإخبارية أمس بخبر القبض على الفتاة المعروفة إعلاميا بقمر الوكالة، التي تبيع مستحضرات ومساحيق التجميل بوكالة البلح، والتي نالت شهرة واسعة خلال الأسابيع الماضية، بسبب أسلوبها الشعبي وقدرتها على جذب فئة وشريحة كبيرة من المجتمع تشتري معظم احتياجاتها من الوكالة، ساعدها في ذلك مواقع وصحف تلهث خلف ما يسمى بالتريند.

واثقة في نفسي 1%.. وداعا للبشرة.. دلعي جوزك.. عبارات -رغم سذاجتها- استطاعت قمر من خلالها جذب جمهور كبير، وأيضا جذب صحفيين وصحفيات من هواة الهيافة والصحافة الصفراء المسماة حديثا بصحافة التريند، وللأسف الشديد حصدت ملايين المشاهدات التي تحولت إلى نقمة عليها ومصدر إزعاج يهددها في لقمة عيشها.

منتجات فتاة الوكالة قليلة التكلفة والمشكوك في جودتها وفي المصانع التي تنتجها، ليست أكثر خطورة من منتجات أحمد أبو النصر طبيب الكركمين التي تعرض عبر عشرات الفضائيات، رغم التحذير من خطورتها وتضرر مرضى كثيرين منها، وإدانة صاحبها وحبسه بحكم قضائي بسببها، على الأقل لم نسمع عن فتاة أو سيدة واحدة اشتكت من بشرتها بسبب منتجات قمر.

الاهتمام الإعلامي المبالغ فيه في واقعة قمر، ورجع الصدى المترتب عليه من كوميكس وميمز وتفاعل جمهور السوشيال ميديا، فاق تناول خبر وفاة الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة التي استشهدت برصاص الاحتلال الصهيوني، ونفس هذه الصفحات والمواقع نشرت خبر القبض على الفتاة التي كانوا جزءًا من معاناتها، في حين أنك لو نظرت بعين الإنصاف تجد أن فتاة الوكالة ضحية ظروف اجتماعية صعبة من جهل وفقر وندرة في فرص العمل وأزمات اقتصادية طاحنة.

النيابة العامة أفرجت عن قمر بكفالة 20 ألف جنيه على ذمة القضية، لكن معاناة الفتاة لم تنته، فمن يضمن لها العودة لعملها أو حصولها على فرصة عمل تضمن لها معيشة كريمة مثل باقي الفتيات اللاتي في عمرها، ومن يسكت ألسنة الناس وتنمرهم عليها بسبب أسلوبها وسذاجتها في بيع منتجاتها.

المجتمع به آلاف الفتيات والسيدات يعانين مثل قمر فتاة الوكالة، فهناك قمر تبيع مناديل وتنام على الرصيف، وقمر تحمل أنابيب البوتاجاز وتبيعها لتنفق على أسرتها، وقمر تعمل في جمع القمامة، وقمر أخرى تعمل أكثر من 12 ساعة في مصنع، قمر بيننا في كل شارع.. ابحثوا عنها وإن لم تستطيعوا مساعدتها فلا تكونوا أنتم والزمن وصحافة التريند والترافيك عليها.

تابع مواقعنا