السبت 20 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

إبراهيم عيسى في حوار جريء عن مسلسل فاتن أمل حربي وخلاف الأزهر وأزمات المعراج وتجديد الفكر (1-2)

إبراهيم عيسى ومحمود
سياسة
إبراهيم عيسى ومحمود المملوك
الجمعة 03/يونيو/2022 - 09:32 م

- اتهامي بالكفر والسخرية من آيات القرآن الكريم كلام أحمق

- سعد الدين الهلالي علّامة وأستاذ أزهري عظيم ومتنور واحنا في معركة واحدة

- أزمة تصريحات الإسراء والمعراج هي الأعنف ولم أهتزّ للجدل الذي أثير حولها

- رجال الدين يقدمون جزءًا من الحقيقة وليست كلها وهذا سبب الأزمة

- فاتن حمامة وأمل دنقل السر وراء اختيار اسم فاتن أمل حربي

- الإمام الطيب قال إن النبي معندوش معجزة غير معجزة القرآن

- محتاجين تفاسير للقرآن.. وابن تيمية له أفكار تستحق التأمل والتوافق معها

- مسلسل الاختيار عمل سياسي بديع

 

على عتبات منزله، ينفض الكاتب الصحفي الكبير إبراهيم عيسى، آثار الأزمات والجدل الذي لا يغيب عنه في كتاباته أو في طلاته عبر وسائل الإعلام، في 3 برامج مختلفة، ليدخل بعدها محراب الفكر في مكتبة تضم آلاف الكتب، قرأ منها ما يزيد على 70%، ليظل في محله المختار بعيدًا عن أي صخب، عاكفًا على إنهاء مشروعاته الفكرية أو كتاباته السينمائية التي من الواضح أنها سرقت إبراهيم عيسى من الإنتاج الأدبي إليها.

على هذا النحو وتلك الأجواء، تحدث إبراهيم عيسى، في حوار مطول مع الكاتب الصحفي محمود المملوك، رئيس تحرير القاهرة 24، عن أزمات ألقى بها هو للمجتمع دون أن يلقي لها بالًا، فمن أزمة الأسراء والمعراج إلى 30 حلقة من فاتن أمل حربي، أقامت عليه الدنيا ولم يقعدها سوى تصريحات من رأس الدولة في مصر حول قانون الأحوال الشخصية، التي أطلق المسلسل عليه طلقات لتصيب نقاط العوار فيه.

إبراهيم عيسى مع الكاتب الصحفي محمود المملوك

إبراهيم عيسى، كشف العديد من التفاصيل حول مسلسل فاتن أمل حربي، والمراجعات التي حدثت لنص المسلسل من الجانب الديني، والتي استعان فيها بالدكتور سعد الدين الهلالي، وأزمة الإسراء والمعراج التي قدم لها تفسيرًا مغايرًا عن الرواية التي تم الترويج على أساسها للأزمة، والتي أدت لاتهام البعض له بالكفر والاستهزاء من آيات كتاب الله الحكيم.

أحاديث الماضي، لم تكن أيضًا بعيدة عن الحوار، حيث كشف عن محاولة اغتياله عام 1992 على أيدي الجماعات الإسلامية المتطرفة، التي سعت في تلك الفترة إلى إرباك الحالة الثقافية في مصر من خلال الاغتيال أو المحاولة على الأقل لرموز الفكر والثقافة والأدب، لكن الله كتب له النجاة منها بعد ما كان موضوعًا على قوائم الاغتيالات.

مسلسل فاتن أمل حربي.. كيف ترى الأزمات التي أحدثها وردة الفعل التي قوبل بها؟

 

-أنت كرئيس تحرير بموقع من أفضل المواقع الصحفية في مصر، ويملك الكثير من القراء والمتابعين، عندما قررت تكليف الزملاء بتغطية المسلسل، كانت إيه العناوين الرئيسية التي أثارت اهتمامك، فما يثيره الكارهون والغاضبون لا يتعلق بفنيات العمل وتقنياته.

إبراهيم عيسى مع الكاتب الصحفي محمود المملوك

المملوك: فاتن أمل حربي مسلسل ضخم يحمل كل التفاصيل في التريند والجدل والإثارة الدينية والانتقادات ورد الفعل والفنيات ومثل وجبة دسمة جدًا وقليل من الأعمال الدرامية كانت على هذا النوع وكذا مسلسل الاختيار حتى إن متابعة ما يطرحه المسلسل لم تقتصر على قسم الفن وحده، ولكن امتد إلى قسم الدين والفتوى في الموقع، وهناك مسلسلات يتم تكليف أقسام أخرى بمتابعتها مثل مسلسل الاختيار الذي كان مهمة قسم الشؤون السياسية في الموقع.

إبراهيم عيسى: كان عمل سياسي بديع.

هل تمت المراجعة من خلال مؤسسة دينية وما دور الدكتور سعد الدين الهلالي؟

 

لا يوجد أي نص قانوني يوجب عرض أي عمل فني أو أدبي على أي جهة دينية، وهناك جهات كانت تتطوع للقيام بهذا الأمر، فمثلًا التليفزيون المصري سينتج مسلسل عمرو بن العاص، أو هارون الرشيد، هذه أعمال تاريخية وليست دينية، ومع ذلك يرجع للأزهر، من أجل مراجعة النصوص تحسبًا لوجود اللغط، لا سيما أنه تليفزيون الدولة، ومع ذلك لو رفض الأزهر مشهدا أو شيئا من الممكن أن يتم بسهولة لأنه غير ملزم، ولو فيه إلزام بعرض أي عمل فني على الأزهر والكنيسة تبقى مصيبة سودة، إنت خرجت من الدولة المدنية إلى الدولة الدينية كدا، حتى نص الدستور الخاص بقانون الأحوال يقول إنه يعرض على الأزهر كاستشارة، فلا يوجد إلزام إطلاقًا، ولو الأزهر قال حاجة من الممكن بسهولة كل ما قدمه يُشكر ويُحترم ويُركن.

ولماذا سعد الدين الهلالي على وجه التحديد؟

لأنه الأكثر استنارة، وهذا اختيارنا، وهو علامة وأستاذ أزهري عظيم ومتنور، واحنا في نفس معركة التنوير الواحدة، وهو عالم كبير في الفقه المقارن، ويسع علمه مساحة هائلة من العلوم الدينية، ولديه ذوق القارئ والمثقف، وبدأنا بمراجعة الـ15 حلقة الأولى للعمل، ثم توالت الملاحظات منه على الإيميل، وبدأنا نتحدث تليفونيًا، كان نفسي نسجل الجلسات دي مناظرات دينية عظيمة.

إبراهيم عيسى في مكتبة

وهل تحفّظ على شيء؟

ولا أي شيء، صحّح أشياء وضبط أشياء ولم يرفض أي شيء على الإطلاق، فلم أكتب من فراغ، ولكن بعد اطلاع وقراءة في هذا الملف لفترة طويلة، حتى المستشارون الذين راجعوا الموضوع قانونًا سواء المستشار محمد الغبراوي، أو المحامية نهاد أبو القمصان، كنا نضيف لبعضنا وكانت مناظرة قانونية كبيرة بتنور لنا الكثير، وضبط الإجراءات القضائية، وإن كنت أنا رجل رد محاكم قديم، وأنا رحت محكمة الأحوال الشخصية من أيام ما كان اسمها زنانيري، لأن أنا صحفي، وميزة مهمة جدًا للكاتب إنه يكون صحفي، هذا الأمر يجعله يدرك العديد من النواحي والمناطق في الحياة، يعني أنا اشتغلت تحقيقات صحفية، وحوادث، وفن وأدب، كل دا بيمنح الشخص تجارب مع الحياة وخبرات، فالخبرات الشخصية والقراءة والثقافة، كل هذه الأمور تشكل الخبرة التي تخرج فيما بعد في منتج فني.

ولما سألتك عن اهتمام القاهرة 24 بفاتن أمل حربي، لأن الاهتمام الكبير حدث بسبب وجود تيار سلفي متربص، وإخواني منتظر أي حاجة للانتقاد، الفن بيعمل حاجة عظيمة جدًا إذ يذيب مشاعر الكره والحالة السلبية لصالح أشياء أوسع، ولذا كان الصراع اللي حصل ما بين المشاهد العادية والطبيعية، وانت بتحكم بناء على اللي بتشوفه، وفيه ناس بيشدهم البعض إلى معارك جانبية ويخليهم يشوفوا حاجة غير موجودة، ويسمعوا شيء متقالش، يعني مثلًا ربنا قال كدا بنفسه، الجملة دي تزعج حد ليه، دا أنت في وسط الشارع تلاقي واحد يقول الكلام دا يرضي ربنا، واحد تاني يقول ربنا مقلش كدا، إيه الخطأ إنه يتقال على لسان بطلة ظروفها في المسلسل صعبة وتقوم تقول دا في حالة وجع لشيخ إيه المشكلة؟ وهذا ما حدث.

إبراهيم عيسى مع محمود المملوك وفتحي سليمان مدير تحرير الموقع

المشكلة ليست في الجملة أو أنها تخاطب ربنا ولكن المشكلة في القياس.. فبهذا القياس الصلاة 5 فروض وليست موجودة في القرآن؟

ربنا قال أقيموا الصلاة هو مقالش بنفسه شكل الصلاة، ولكن نقدر نرجع للسنة، سنة عملية فعلية شافها آلاف المسلمين ومارسها الآلاف، إنما السنة القولية دي قصة تانية خالص، فالسنة الفعلية دي لا نقاش فيها خالص، أما السنة القولية ممكن نحكي فيها.

وما أكثر انتقاد أزعجك حول المسلسل سواء من المؤسسات الدينية أو غيرها؟

لما يطلع بيان يتهمك بالكفر والسخرية من آيات القرآن، دا كلام أحمق، واللي صاغ هذا البيان والصادر عن مركز الفتوى في الأزهر، هل هو جهة أو إدارة داخل الأزهر، أم يأخذ توجيهات من جهة ما، وهل كان بعلم الإمام، فالبيان مليء بالغضب والعنف والكراهية والتدليس والتشويه، والبعض يتباهى بأنه مشفش العمل، أمّال بتنتقد على إيه، والبيان يترد على كل جملة فيه، ولا أعلم هما كتبوا هذا الكلام جهلًا ولّا تجاهلًا، وهل هذا الكلام تحريض ولا نقاش، هذا الكلام خرف بكل المقاييس مهما كان اللي كتبه،  لأنه عاوز يحاكم كل من حاول طرح أسئلة.

إبراهيم عيسى 

إذًا هل تعتبرها محاولة لغلق باب الاجتهاد؟

هو أغلقه، يعني لما تيجي تقرأ في الدين وتتعمق فيه والسيرة والتاريخ وتفسير القرآن، تجد أننا نحتاج لتفاسير للقرآن، يعني هل يصح إن التفسير يعطل قرابة 900 سنة، وميبقاش عندنا تفسير من معاصرين، هل القرآن أغلق على تفسير القدماء، كما أن كل المذاهب الفقهية مات أصحابها قبل صدور أي كتاب في الصحاح الـ6، يعني الفقه تكوّن قبل كتب الحديث، الإمام مالك أو أبو حنيفة مكنوش قاعدين وجنبهم البخاري، فالفقه استقر كليًا قبل كتب الحديث، فالمفروض الترتيب يكون العكس، والفقه تم استنباطه من القرآن، وبعض الأحاديث القليلة للغاية استدل بها الإمام مالك، أما الإمام أبو حنيفة، فاعتمد مدرسة الرأي، يعني لما نقعد نتأمل الترتيب الزمني نسأل إيه اللي بيتقال دا، أنا بقول إن كل الأمور تحتاج لنقاش لصالح عصرنة الفهم وليس القرآن.

محمود المملوك مع إبراهيم عيسى في مكتبته

لماذا أغلق الأزهر الحديث من خلال البيان الذي أصدره ولم يحدث حوار أو نقاش حول فاتن أمل حربي؟

 

لم يغلق النقاش، ولكن كان فيه كمية مقالات كبيرة في مجلة الأزهر، ولم يفكر أحد في طرح وجهة النظر البديلة ومراعاة قواعد احترام الرأي والرأي الآخر، المهم إن الجدل اللي في المجتمع المفروض إنه يثمر، ورغبة البعض أنه يقرأ ويتابع ويشوف لأني عاوز الصحافة والمواقع وعلى مواقع التواصل والجمهور العام لا يتصور أن إبراهيم عيسى هيقول رأي شفاهة أو هيكتبه أو يعرضه بدون ما يكون مذاكره، أنا عارف قدر التربص والترصد، لا يمكن أن يتحامق المرء ويقول حاجات مش مذاكرها ولا متيقن منها أو مراجعها، أنا مش عايش في بلجيكا، وليست مدينة فاضلة، أنا عايش في مجتمع الكثير منه متربص وفيه تيار سلفي نجح من خلال جمهور واسع أن يفرض سياسة عدم قبول الشخص، لو قالك الشمس تطلع من الشرق متصدقوش، هو عاوز يوصل هذه الصورة زي ما بيعمل في الفن ومع أي شيء، نفس اللي حصل مع طه حسين، حتى الآن المرة الوحيدة اللي تدخلت أثناء خطبة جمعة بسبب طه حسين لما قال عليه هذا الأعمى الكليل أنا يدوب سمعت كدا وأنا خرجت عن التقاليد ورديت عليه رد خشن وعنيف وهو على المنبر، وهو حاول أن يتراجع وطبعًا الناس عاوزة تصلي وتمشي والنقاشات الاجتماعية مش متعودة على الكلام دا رغم إن أنا في قريتي وأنا طفل شفت الناس بعيني الناس رفعت على بعض النعال عشان اختلاف بين أهل القرية ومجموعة من المتشددين، على أساس سنة الظهر قبلية ولا بعدية، فكرة إننا نتناقش ونتحاور ليست فكرة النص ولكن تتعلق بالشخص قبل النص، لأنه مش بالضرورة إن فكرة قالها ابن تيمية فأقول تغور أفكار ابن تيمية، مش حقيقي فله أفكار تستحق القراءة والتأمل والتوافق.

إبراهيم عيسى مع محمود المملوك

لماذا اخترت اسم فاتن وهل توقعت أن يُحدث تغييرًا في منظومة الشكاوى وقوانين الأسرة؟

فاتن، لأن فاتن حمامة، نجمتي وسيدتي، وكمان هي صاحبة أريد حلًا، ومن الأسماء التي كنت أقترحها للمسلسل هي فاتن لا زالت تريد حلًا، وأمل حربي للمزج بين الأمل والقتال من أجله، وكنت أستوحي هذا من اسم الشاعر أمل دنقل، لأن اسمه أمل دنقل محارب، احنا شغلتنا محاولة التنوير وليس التغيير، بعض الناس فاهمة إنه مجرد معاك قلم فانت المفروض تغير في الحياة، فيه ناس واحنا في تجربة الدستور الأولى من كتر ما احنا بنهاجم مبارك وسياسته، ولم يحدث شيء ومبارك لم يرحل؛ زهقوا منا، وكأن مهمتنا إننا نغير.

وبالنسبة للعمل الفني والروائي والدرامي، في المسلسل مهمتي التنوير وليس التغيير، حصل التغيير يبقى شيء رائع، وتدخل رئيس الجمهورية والتوجيه شديد الكرم والرقة بإعداد قانون جديد للأحوال الشخصية هو شيء عظيم يحلم به أي مبدع يصل عمله لتنوير الرأي العام، وهو بالقطع مش الخطوة الأولى فهناك مناضلات للمجلس القومي للمرأة، والمنظمات الحقوقية، والأسماء النسائية، قطعت شوطًا كبيرًا مثل نوال السعداوي، يعني أنا دائما أقول نوال السعداوي المفكرة العظيمة والأديبة العظيمة، واللي هما بيقاتلوا لتشويه سمعتها حتى الآن، ومعظم جيل الصحافة الشاب بيتعامل معاها على إنها الست المجنونة أم شعر أبيض، الست العظيمة دي أول من تحدثت عن ختان الإناث من 60 سنة، النهاردة القوانين التي كانت تطالب بها نوال السعداوي تتحقق، حتى لو محصلش دلوقتي هيحصل بعد 20 سنة، مين طلع في الآخر صح.

إبراهيم عيسى مع محمود المملوك وفتحي سليمان

هل الفكرة هي التنوير أم إثارة الجدل.. وهل إبراهيم عيسى مهتم دائمًا أن يكون عكس التيار  مثل أزمة المعراج فيحدث الجدل والمعارك الفكرية والمشانق التي علقت له؟

عكس التيار لو التيار راكد امشي عكسه زي مانت عايز، هو اللي غلط انت اللي ماشي في تيار صح ومهتم تغير مسار التيار، دائمًا يقال هناك شخص يمشي في الطريق الصحيح ولكنه ليس المناسب، ولازم نغير المسار ودورك تعمل دا، الجدل تعبير مش وحش خالص وجادلهم بالتي هي أحسن، احنا عاوزين التي هي أحسن، أنا عاوز أثير الجدل بالتي هي أحسن، تبقى قواعدنا الحكمة والموعظة الحسنة، أنا شغلتي منتج أفكار تنور المجتمع تغيره تقدم سبيلًا للأمام، كل واحد على قد تفكيره وعمقه، فأنا بنتج هذه الأفكار لا أنتج فلسفة، أنا مش زكي نجيب محمود، أنا مش فليسوف، أنا مثقف بطرح أفكار من الشارع وللشارع، أتفاعل مع مجتمعي، المجتمع بيقول كذا فأنا أرد أو أصحح، أو أطلق فكرة بديلة.

 وفكرة الإسراء والمعراج كلها كانت جملة اعتراضية المقصود بها إن المشايخ ومن يتصورون أنفسهم أنهم رجال دين، بيقدموا جزء من الحقيقة وليس الحقيقة كلها، ويقدموا الفصل الأول ومحدش بيتكلم عن الفصل الثاني، وذكرت أمثلة منها أن الإسراء بالروح والمعراج أساسًا فيه ناس رأيهم إنه محصلش، وأنا قلت إن دا مش كلامي دا كلام في كتب التراث، عشان يعرفوا إن ده مش كلامي، أنا مش هطلع أعجن في كلام قابل للحوار، أساسًا فيه كلام واضح حول خناقة الإسراء والمعراج الفكرية والتاريخية، هل هي أصلًا بالروح ولا بالجسد، سيدنا علي والسيدة عائشة قالوا بالروح، أنا بقول زيهم خلاص أنا غلطان بس اللي قال مش أنا، المعراج فيه كلام هل شاف ربنا ولا مشفش، هل صعد ولا مصعدش، وزي ما عرضت يعني ولكن الاقتطاع والاجتزاء مشكلة.

هقلك مفاجأة طيب، إن الامام الطيب قال رأيين إن النبي معندوش معجزة غير معجزة القرآن، ورأي تاني بعد جدل المعراج واللي بينكروا المعجزات في نفس البرنامج، وهناك أئمة وفقهاء ومفسرين رأيهم إن مفيش أي معجزة مادية حسية للنبي صلى الله عليه وسلم سوى معجزة القرآن، وفيه أئمة تانيين قالت شق الصدر، الإسراء والصعود بالجسد، وإنت عقليًا وقلبيًا شوف عاوز تحسبها بإيه، وليه القصة انتشر الجدل عنها، لأنه يبدو أن المجتمع المسلم كان عاوز معجزات هو الآخر، اشمعنى الأديان الأخرى، في حين أن القرآن نزوله إنهاء للمعجزات المادية.

إبراهيم عيسى مع محمود المملوك

وهل كانت تصريحات الإسراء والمعراج الأزمة الأعنف في تاريخ إبراهيم عيسى؟

 

نعم كانت أعلى موجة، واتقال دا بيقول إن مفيش إسراء ومفيش معراج، خلاص دا راجل منكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة، والمواطن العادي دا عايش عليها وبيسمعها في كل وقت وفي كل حتة، هي رغبة في التشهير والتشويه والقطع والاجتزاء، وأكيد جزء من الجمهور اتاثر باللي حصل ومنزعج خلى بيني وبينهم سور.

إبراهيم عيسى نفسه تأثر بما حدث؟

في لحظة مفصلية في حياتي لما دخل عليا الظابط في الشقة في فيصل، وقالي اسمك ضمن قائمة الاغتيالات، واحنا جايين نعملك حراسة، وواحد من الإرهابين دول أخته ساكنة في نفس الشارع، وكمان بيراقبك، لحظة فارقة يا تكمل يامتكملش، الكلام دا سنة 1992، أنا من ساعتها ربنا مديني عمر فوق البيعة، معتقد إن المفروض كان خِلص وقتها، فالحمد لله كويس، ولا أتصور إني اتهزيت من اللي حصل، ولكن تشوف المشهد تحس قد إيه قدرة التيار الإسلامي على غسيل مخ كثيرين، لكن كمان تستعيد قدرة الدولة وعافيتها وذكاءها وتصميمها أنها تنتصر لواحد بيقول آراء مختلفة لم تمسّ الدين ويقدم الرؤية، وتحافظ على صوت إبراهيم عيسى موجودا، بينما كان البعض من جوه المهنة حتى قرأوا الفاتحة على إبراهيم عيسى، وبعتوا بلاغات ضده، ولقيت بلاغ موقع باسم صحفي زميل اندهشت منه فالبلاغ في 30 صفحة، جايب من 10 سنوات كلامي على يوتيوب، وهو كلام يشرفني بالمناسبة جدًا، وأنا حزين لأني لم أحصل على صورة البلاغ أعملها توثيق لإنجازاتي الفكرية. 

محمود المملوك وإبراهيم عيسى وجمال العاصي

وهل هذا دليل على أن الدولة جادة في تجديد الخطاب الديني؟

 

أنا اللي متأكد منه عشان أكون واضح، إن الرئيس جاد جدًا وعنده الرغبة والإرادة، وأجهزة الدولة فيها المتحمس بنسبة كبيرة والمتحمس بنسبة أقل.

إبراهيم عيسى في مكتبة
تابع مواقعنا