الخوف وانتقائها الأدوار والاحتكار.. أسباب عدم انتشار زيزي البدراوي وابتعادها في بدايتها الفنية
انتقاء الأعمال الفنية كان سببًا كبيرًا في ابتعاد الفنانة زيزي البدراوي عن الكاميرا لسنوات طويلة، وشعرت بمنتصف السبعينيات بالحزن لذلك الأمر، ولكن اختياراتها الجيدة، جعلتها أحد رموز الفن المصري، تاركةً بصمة وأثر إيجابي في نفوس الجمهور، حتى بعد رحيلها عن دنيانا، واليوم، تحل ذكرى ميلاد زيزي البدراوي.
أسباب ابتعاد زيزي البدراوي عن الكاميرا
بدأت زيزي البدراوي؛ مشوارها الفني مع الفنانة سعاد حسني وسميرة أحمد في أول أفلامها البنات والصيف، كما لفتت الأنظار إليها من خلال مشاركتها في فيلم احنا التلامذة، لتصبح وجه سينمائي جديد ناجح ويطلبها المخرجين، وتحقق ذاتها وتنجح بفيلم عريس لأختي، وفيلم شفيقة القبطية، ومن ثم غابت عن الأضواء لسنوات طويلة، وكان غيابها عليه العديد من علامات الاستفهام؛ التي تعجب جمهورها منها، وخمنوا العديد من الإجابات.
وفي حوار لها مع مجلة الشبكة اللبنانية، بالعدد الأسبوعي في مايو 1975، كشفت زيزي البدراوي؛ العديد من المفاجآت عن أسباب تعثرها في بداية حياتها الفنية، مشيرةً إلى أن ذلك الأمر يعود لسببين؛ الأول هو سوء تخطيط منها، قائلةً: كان يجب أن أحقق أولًا الانتشار بمعنى أن أقبل كل الأفلام التي تعرض عليّ، ولكن الذي حدث أنني كنت أنتقي الأفلام الجيدة فقط، وقليلًا ما كنت تُعرض عليّ الأدوار القيمة، وكنت في ذلك الوقت محتاجة لعرض سبعة أو ثمانية أفلام في كل موسم، ولكن تمسكي الشديد بالمستوى الفني الذي لا نجده دائمًا هو الذي عطلني.
أما السبب الثاني، فكان تعاقدها مع شركة الشرق؛ الذي كان احتكاريًا لمدة 3 سنوات، وكان أجرها في البداية 150 جنيها شهريًا، ولكن رفعته الشركة فيما بعد ليصبح 600 جنيه، والغريب في الأمر أنهم لم يسندوا لها أي بطولة سينمائية خلال الثلاث سنوات، وتعجبت من ذلك الوضع، مضيفةً: لست أدرى حتى هذا الوقت لماذا فعلت شركة الشرق ذلك الأمر ولصالح مَن؟.
كما أوضحت زيزي البدراوي، أنها رغم النجاح الكبير الذي حققته من خلال المسرح القومي، إلا أنها قررت الابتعاد عنه، وطلب المسئولين بالمسرح العمل به كموظفة، وقدمت العديد من الروايات منها تجسيدها لشخصية أوفيليا بمسرحية هاملت، مشيرةً إلى أنها لم تحب قيود الوظيفة، خاصةً بعد مهاجمتها لموظفي المسرح في وقت سابق، بالإضافة إلى صعوبة المسرحيات التي تكون باللغة العربية الفصحى.
وأوضحت خلال الحوار: بعد هروبها من المسرح، اختارها المخرج التليفزيوني يوسف مرزوق لبطولة السهرة التلفزيونية نوسة، وحقق نجاحًا كبيرًا، ومن ثم توالت أعمالها الدرامية، ولكن رفضت الكثير منهم، خوفًا من الانتشار في التليفزيون، ويجعل الجمهور يمل من تواجدها الدائم أمامهم، وهي تفضل أن يشتاق إليها الجمهور.
