الجمعة 03 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

حياتي مدمرة.. سيدة تروي تجربتها مع الزواج المبكر: كنت طفلة وندمت على قراري

السيدة الثلاثينية
أخبار
السيدة الثلاثينية
الخميس 16/يونيو/2022 - 05:34 م

بينما كانت الصغيرة تحاول إقناع أمها بإلحاقها لفصول محو الأمية، بعد رفض الأهل انضمام الصغيرة إلى المدرسة بسبب جنسها، همست لها الأم بسؤال حول قرارها من الزواج بشاب من عمرها، بعد موافقة الأهل على طلب أول شخص يطلب يدها، لتوافق الصغيرة دون اعتراض، وتصبح واحدة من بين الفتيات المتزوجات تحت السن القانوني، بالفئة العمرية 15- 19 سنة، والتي تبلغ نسبتها نحو 13 % من إجمالي السيدات المتزوجات في مصر، وذلك طبقا لآخر مسح صحي سكاني- مصر 2014، ووفقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء لعام 2017، فإن واحدة من كل 20 فتاة متزوجات حاليا أو سبق لهن الزواج، في الفئة العمرية من 15 عامًا حتى 17 عامًا، أي نحو 4 %.

روت السيدة صفاء عبد السلام، من البدرشين، التي تبلغ اليوم نحو 32 ربيعًا من عمرها، لـ القاهرة 24، تجربتها مع الزواج المبكر، التي تصفها بـ«المر والقسى»، حيث انقضى نصف عمرها في الحياة الزواجية، بعد زواجها في عمر الـ16 عامًا، وبدأت معاناتها بعد حملها لجنينها الأول، والتي بدأت معها رحلتها الشاقة مع العمل.

«كعب داير».. تعود السيدة بذاكرتها، قائلة: مع بداية زواجي بدأت رحلتي الشاقة مع العمل أيضًا فعملت كعاملة بمسجد، ثم بمصنع، وبالغيط، وبخدمة المنازل وأخيرًا بالمدرسة، والتي كنت أعمل بها مع حملي الأول، وتعرضت لحادث سقوطي من الأتوبيس المدرسي لأفقد معها الحمل، وبدأت رحلة التعب الجسدي، حتى حملت مرة أخرى بابني الأول، وكنت هموت وأنا بولده.. بعد ولادتي في المنزل بسبب عدم امتلاكي أوراق زواج رسمية.

السيدة الثلاثينية

مرت الأيام على الأم لـ 6 أبناء، ومن بينهم 4 فتيات، حتى حان موعد زواج طفلتها الأكبر، ذات الـ 15 عامًا، لتقف الأم خائفة من تكرار تجربتها، وبدأ صراع دائم بين الثلاثينية وزوجها وأهله إلى أن بدأت بوادر الاستسلام تحل عليهم، فقد تركوا ابنتها وشأنها، مردفة: رفضت زواج بنتي قبل كتب كتابها بأيام معدودة، والجميع اعترض على موقفي.. أنا شوفت المر والقسى لن أعيد المأساة مرة أخرى.. عمري ما عيشت في راحة، طول الوقت شقيانة وشغالة على عيالي.

لم ترهب الأم من أقاويل أهل القرية ولم تضعه ضمن الحسبان، عكس الأب والعم فكان شغلهم الشاغل الأقاويل فقط ولم يبالوا لحياة الطفلة المستقبلية، قائلة بنبرة من الأسى: يقولوا اللي يقولوه بنتي لسه صغيرة، لن أسمح بتكرار التجربة مع ابنتي.. لما بقعد مع نفسي، بيصعب عليا نفسي وبندم على قراري.. يمكن وقتها لو كنت انتظرت السن القانوني، كانت حياتي أفضل من الآن، أشعر وكأني أقل شأنًا من الجميع.. حياتي مدمرة، مش هكتب لبنتي عرفي، لتحصل على قسيمتها وتبقى سلاح في أيدها، ولما تخلف ولا تستطيع تسجيل طفلها الناس هتفيدني بإيه. 

«طلبي الوحيد من ربنا أطفالي يعيشوا حياة حلوة من غير مر وقسى، بناتي اتعلموا حتى 3 ابتدائي ورفضوا الاستمرار بالتعليم، وأنا طاوعتهم بسبب الأموال، نفسي أشوفهم حاجة حلوة، مرتاحين في حياتهم وأحسن الناس، ولا يمر عليهم يوم واحد بشعور الوجع الذي رافقني في حياتي»، وتوج الأم ضحية الزواج المبكر، رسالة إلى الأمهات، قائلة: «بطلب من أي أم تقف في ظهر إناثها، وألا تزوج ابنتها إلا بعد بلوغ السن القانوني وإتمامها المرحلة التعليمية.. أصدقائي المتزوجين في السن القانوني عاشوا حياتهم لكن أنا حياتي مدمرة».

تابع مواقعنا