الأحد 28 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

التنين الصيني vs النسر الأمريكي│ تايوان مسرح حرب.. ومخاوف من استخدام النووي

الصين وتايوان وامريكا
سياسة
الصين وتايوان وامريكا
الأربعاء 22/يونيو/2022 - 04:42 م

لا تلعبوا بالنار.. هكذا هددت الصين والولايات المتحدة الأمريكية كل منهما الآخر بشأن قضية جزيرة تايوان، لتصل التهديدات فيما بينهما إلى حد التلويح، بالرد الساحق واستخدام الأسلحة النووية، مقابل بقاء الجزيرة التي تسعى للاستقلال عن بكين، بتأييد من واشنطن.

لم ينتظر الرئيس الأمريكي جو بايدن، مرور وقت طويل عقب وصوله إلى سُدة الحكم، ليخرج مُهددًا الصين، باعتبارها تلعب بالنار في تايوان، متعهدًا بتدخل بلاده العسكري إلى الجزيرة، حال تعرضها لهجوم من التنين الصيني.

الرد الصيني؛ لم يتأخر كثيرًا، وخرجت بكين مُحذرة الولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث وصفه الحزب الشيوعي الحاكم بحسب وكالة الأنباء الرسمية الصينية، بأن خطوات أمريكا تمثل تهاونًا في أمور تتعلق بسيادة الصين ووحدة أراضيها، مشيرة إلى أن واشنطن تلعب بالنار بحديثها عن استقلالية تايوان.

ويرى التنين الصيني، أن تايوان مُقاطعة شاردة يفصل بينهما مضيق فرموزا بمسافة تصل إلى 14 كيلو مترًا، وسيتم إعادة ضمها مرة أخرى إلى البر الصيني، في حين يرى الشارع التايواني أنهم أمة منفصلة.

 

الصين تهدد بسحق أمريكا وتايوان

مع قرب انتهاء الثلث الأول من شهر يونيو الجاري، تعالت أصوات طبول الحرب بين بكين وواشنطن، بعدما هددت وزارة الدفاع الصينية بأنها ستسحق أي مُخطط لاستقلال تايوان، مؤكدة تبعية الجزيرة لها، في حين أن أمريكا لم تتوان بإعلانها، أنها لا تمانع التدخل العسكري من أجل عيون تايوان.

ويبدو أن الحرب الكلامية بين الطرفين بلغت ذروتها، في الوقت الذي يحبس أنصار أمريكا بجوار الصين أنفاسهم، والحديث هنا عن اليابان وكوريا الجنوبية والهند، الذين يمثلون حلفاءً لواشنطن في شرق القارة الآسيوية المتاخمة للصين.

الصين وتايوان

وتزايدت حِدة التصريحات بين النسر الأمريكي والتنين الصيني، في أعقاب لقاء وزيري دفاع البلدين، ما بين تأكيد تبعية جزيرة تايوان لبكين، وأنها تمثل مسألة أمن قومي وكرامة وطنية لها، ورفض واشنطن مساع ضم الجزيرة، خشية اعتراض قواعدها الأمريكية المتمركزة قرب الحدود الشرقية لبحر تايوان.

مخاوف الصين من تحركات أمريكا، جاءت خشية وصف بكين بالبلد الضخم، الذي هزمته جزيرة صغيرة لا تساوي شيئًا، مُقارنة بحجمها الاقتصادي والعسكري والجغرافي؛ الأمر الذي يؤكد أن بكين لن تفرط في الجزيرة، حتى وإن كلفها ذلك حربًا مع الولايات المتحدة.

الصين وتايوان

الصراع الصيني الأمريكي بشأن تايوان؛ بدأت وتيرته تتسارع عقب اندلاع حربًا أخرى بين عدو أمريكا الشرقي في موسكو، وأحد المحتمين بها في شرق القارة الأوروبية، وهي الحرب التي تُعيد تشكيل خارطة العالم، ومن بينها حدود تايوان.

لماذا تريد أمريكا تايوان؟

اللافت في الأمر، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، شبّه أي غزو صيني لتايوان بحرب روسيا لأوكرانيا؛ الأمر الذي أثار انتقادات غاضبة من بكين.

ولم يكتف بايدن بتهديد الصين علانية، بل تعهد بالتدخل عسكريًا لحماية الجزيرة إذا تعرضت لهجوم، خاصة أن شرق أسيا تعد منطقة لا تستطيع واشنطن القبول بخسارة نفوذها بها، لا سيما بعد أن فشلت في منع روسيا من دخول أوكرانيا.

الصين وتايوان

مخاوف واشنطن من سيادة بكين على تايوان، جاءت من منطلق الحرص على ثقة كل من اليابان وكوريا الجنوبية والهند - حلفاء واشنطن، وخشية فقدان قُدرتها على التدخل في الأزمات العالمية، لا سيما أنها تلقت أولى الضربات في الحرب العالمية الثانية من شرق آسيا، حينما دكت اليابان ميناء بيرل هاربر الشهير.

يتبين هنا.. أسباب خروج أمريكا من سياسة الوعيد والتهديد بالتلويح بالدخول العسكري إلى صراع مع الصين بشأن تايوان؛ وهو الأمر الذي أكده رئيس الولايات المتحدة أكثر من مرة، بإمكانية استخدام بلاده للترسانة العسكرية للدفاع عن تايوان، ضد استفزازات التنين الصيني.

 

تاريخ العلاقات بين الصين وتايوان

تاريخيًا تعد تايوان جزءًا من الصين وتاريخهما مشترك، إلا أنه عقب الثورة الشيوعية في الاتحاد السوفيتي عام 1917؛ بدأ الشيوعيين بالصين في التحرك للسيطرة على السلطة في مواجهة القوميين، رغم اعتراف الدول الغربية بالحكومة القومية، بل وصفوا الشيوعيين، بأنهم انقلابيون، وبدأت الدول تعترف بجمهورية الصين من تايوان، وذهب مقعد الأمم المتحدة لحكومة الجزيرة، واختيرت كعضو دائم بمجلس الأمن بدلًا من حكومة بكين.

 

حرب نووية بين أكبر قوتين

الحرب الباردة؛ مثّلت حجر زاوية في الأزمة بين الصين وتايوان، بعدما فاجئت بكين العالم، بإجراء تجارب على سلاحها النووي منتصف الستينات، لتتجه الكثير من الدول للاعتراف بـ بكين كحومة رسمية في الصين.

الصين وتايوان

وبعد فوز دونالد ترامب الرئيس الأمريكي السابق، بالانتخابات الأمريكية بفترة وجيزة؛ تلقى اتصالا هاتفيًا من قبل رئيسة الجزيرة الطامحة في الانفصال عن الصين، وأبلغها ترامب حينها بان الصين هي العدو الرئيسي المقبل لواشنطن.

وسرعان ما وصفت الصحف الأمريكية في ذلك الوقت؛ الاتصال بأنه خروج عن السياسة الأمريكية المقررة منذ عام 1979، حينما قطع البيت الأبيض العلاقات الرسمية مع الجزيرة، وتبدأ شرارة الحرب في الاشتعال، وقد تصل إلى حد استخدام الأسلحة النووية بين عملاقي العالم اقتصاديًا وعسكريا.

تابع مواقعنا