الأربعاء 01 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الحقيقة الكاملة.. قائد كتيبة الصاعقة يروي تفاصيل دفن كتيبته داخل مقبرة جماعية في إسرائيل عام 1967: دهسوا المصابين بالدبابات ثم دفنوهم.. دخلنا الأراضي المحتلة بطلب أردني والدليل هرب وتركنا

اللواء مختار الفار
تقارير وتحقيقات
اللواء مختار الفار في حوار لـ القاهرة 24
الجمعة 15/يوليو/2022 - 08:21 م

في يوم 8 يوليو الجاري، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية سرًا ظل مدفونًا لمدة 55 عامًا في أحد البلدان قرب القدس المحتلة، وهي مقبرة جماعية لجنود مصريين قتلوا في مجزرة على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب 1967.

وطوال تلك المدة، لم يكن يعلم الجميع أنه، بالقرب من حديقة "ميني إسرائيل"، وتحديدًا بموقف السيارات المجاور للحديقة، يقبع رفات الجنود المصريين الذين راحوا ضحية بطش قوات العدو الإسرائيلي، دون أن يترك المحتل الإسرائيلي أي إشارة أو علامة لوجود مقبرة جماعية بالمنطقة، أو حتى إخبار السلطات المصرية طوال تلك المدة؛ وهو ما يعد مخالفة صارخة لقوانين الحرب الدولية.

مقبرة جماعية لجنود مصريين قتلوا على يد الاحتلال الإسرائيلي

الصحيفة العبرية أفادت، عبر موقعها، بأن امتداد موقف السيارات دُفن أسفله جثث مقاتلي القوات المصرية الذين قتلوا في حرب 1967، دون أي شيء يميزها، حتى عندما تنظر إليها عن كثب، من الصعب أن تجد أي شيء مميز في الساحة الترابية التي تقع بجوار مدخل حديقة ميني إسرائيل، حيث إنه شريط ضيق، بين أسوار المنتزه المرتفع والطريق، وفي معظم أيام العام، يظل هذا الامتداد فارغًا، ولكن في الأحداث متعددة الجماهير، يكون بمثابة استمرار لموقف السيارات الرئيسي، على حد وصف الصحيفة.

مقبرة جماعية لجنود مصريين قتلوا في مجزرة على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي

مزاعم إسرائيلية بتسلل الجنود المصريين إلى المنطقة لمهاجمة المطارات

الصحيفة زعمت بأن الجنود المصريين تسللوا إلى المنطقة لمهاجمة المطارات، قبل أن يندلع قتال عنيف مع جنود إسرائيليين، استشهد على إثره عدد من الجنود المصريين، وبعد توقف القتال أقدم جيش الاحتلال على دفن جثامينهم، لكن في مقبرة جماعية دون وضع أي علامات عليها، ودون إخطار الجانب المصري.
زئيف بلوخ، صحفي إسرائيلي، يصفه بعض الخبراء بأنه محسوب على الموساد الإسرائيلي، الذي احتفظ بالسر طي الكتمان لمدة تزيد عن 55 عامًا، قرر بالبوح به للصحيفة العبرية خلال هذه الأيام.

زئيف، الذي يشغل منصب قائد ما يسمى بـ"كيبوتس نحشون" في إسرائيل، أكد للصحيفة العبرية أن الذين وضعوا في الحفرة، كانت جثث الجنود الذين احترقوا في الحقل، وادي أيالون في هذا الوقت من العام مليء بالعشب على ارتفاع متر ونصف، مشيرا إلى إضرام نار في الحقل من قبل قوات الاحتلال، ما جعل الحنود المصريين محاصرين، ولا مفر أمامهم للهروب، بحسب الرواية الإسرائيلية.

قرار الإفصاح عن القصة بعد 55 عامًا، كان قرار أحد أعضاء كيبوتس نحشون، وفق تصريحات زئيف، حيث اتخذ قراره بالكشف عن المقبرة في التسعينيات من منطلق رغبة قوية في إنصاف الجنود المصريين الراحلين، فطرق الراحل دان مئير، أحد أعضاء كيبوتس نحشون، أبواب عدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين، بل التفت إلى السفير المصري في إسرائيل، وعندما لم يوافقوا على ذلك، التفت إلى الصحافة، لينشر هذا الموضوع هذه الأيام.

شاهد على واقعة قتل جنود الصاعقة المصريين في الأراضي المحتلة

لم تتوقف القصة عند ذلك الحد، حيث خرج الإسرائيلي زئيبان، الشاهد على واقعة قتل جنود الصاعقة المصريين في الأراضي المحتلة خلال حرب 1967، ودفنهم في قبر جماعي بالمخالفة لقانون الحرب، ليروي تفاصيل جديدة حوال الواقعة في حوار مصور انفرد به موقع “القاهرة 24”.

وأكد خلال اللقاء أن الإسرائيليين تستروا على هذه القصة كما يتسترون على الأمور غير اللطيفة، مشيرًا إلى أن عمليات جيش الاحتلال في هذه المنطقة كانت "لعب عيال"، فالدبابات موجودة لكن دون مواجهة من أحد، ويضيف الآتي:

ذات ليلة فوجئوا بهجوم بصواريخ الـ RBG على قافلة إمدادات (دبابات) كانت تحاول اللحاق بلواء الدبابات الذي يتقدمها، وكان شيئًا مفاجئًا وغير مفهوم، من أين تأتي هذه الصواريخ؟

تسارعت الأحداث.. ولم أستوعب ما يحدث، وفررت إلى نقطة مراقبة لأرى ماذا يحدث وكان ذلك في مطلع النهار، وعندئذ رأيت جنودًا في الأسفل، تبين أن الصاعقة المصرية وصلت في اليوم السابق للتمركز في الطرون، استعدادًا لمهاجمة مطار اللد، وكل الأهداف في المنطقة، لكنها كانت قوات غير منظمة للغاية، فلم تكن لديهم خرائط صحيحة للمنطقة ولا توجيه ولم يراقبوا أو يتحروا أولًا. 

وهنا بدأ جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، في إطلاق النار على القوة المصرية، لكنهم كانوا بعيدين ولم يتمكن الجنود الإسرائيليون من إصابتهم، وجزء منهم هرب نحو قرية يالو، والجزء الآخر تفرق في الأرض المهجورة.

مقبرة جماعية لجنود مصريين قتلوا في مجزرة على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي

وللتذكرة المعركة كانت في شهر يونيو، فالجو حار كاللهب، فاشتعلت الأرض المهجورة، نتيجة للكم الكبير للطلقات؛ الأمر لم يكن ذلك متعمدًا، لكن حدث من الطلقات والمطاردة، ومجموعة كبيرة من الجنود المصريين احترقت في الأرض المهجورة.

الجنود الإسرائيليون الذين كانوا هنا جمعوا كل الجثث وحفروا قبرًا، وما زلت أتذكر الحفرة، وهناك صورة جوية التقطت بعد 10 أيام من الحرب تظهر فيها كومة من الحجارة، وهي موجودة الآن عند مدخل منتزه ميني إسرائيل.

مقبرة جماعية لجنود مصريين قتلوا في مجزرة على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي

وأوصى زئيف بإخراج الجنود المدفونين من 55 عامًا، حيث قال: إذا كانوا هناك حتى اليوم، رأيي أن نحفر ونخرجهم ونمنحهم التكريم الذي يستحقونه، في الجندي الذي يقتل في الحرب يستحق كما نقول هنا، التكريم الأخير، يستحق على الأقل الإشارة إلى المكان.. إنه قتل هنا، ولا أستطيع أن أقول إننا كُنا جيدين في هذه المسألة.

الرواية المصرية الفيصل في الأمر

ولكن تظل الرواية المصرية للقصة هي الفيصل في الأمر، وعليه؛ سعى "القاهرة 24" نحو تقصي الأمر وكشف الحقيقة على لسان أصحابها، مُحاولًا الوصول إلى أبطال الكتائب أو الدوريات الذين نجوا من تلك المعركة وعادوا بسلام إلى أرض مصر، ولكن في البداية كان لا بد من تقصي سبب دخول الجنود والضباط المصريين إلى تلك المنطقة، وكيف وصلوا إليها.

البداية مع اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع السابق والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، الذي أكد أن الملك حسين ملك الأردن وقتها، طلب من الجانب المصري إشراك كتيبتين من أبطال الصاعقة المصرية لاستهداف عدد من النقاط الحصينة داخل إسرائيل.

سبب دخول الجنود والضباط المصريين إلى تلك المنطقة

وتابع رئيس جهاز الاستطلاع السابق، في تصريحات خاصة لـ"القاهرة 24": الطلب جاء بشكل رسمي، وتم إدخال القوات من الجانب الأردني إلى الأراضي المحتلة، وقدموا بطولات كبيرة هناك، إلا أن عددًا كبيرًا منهم اُستشهد هناك، دون أي أنباء أو حديث عن جثامينهم، حتى أثيرت القصة مرة أخرى من خلال الصحيفة العبرية.

ولعل هناك مًن يسأل: لماذا تشارك القوات المصرية في اشتباك أو قتال بطلب من ملك الأردن؟ وللإجابة عن الأمر، يجب التعرف أكثر عن تاريخ العلاقات المصرية الأردنية خاصة في فترة الخمسينيات والستينيات.

فوفقًا للموقع الرسمي للهيئة العامة للاستعلامات، تعد بداية عام 1964 فاتحة خير لمصر، ففيها افتتح السد العالي، وبدأ عصر مؤتمرات القمة بناءً على دعوة من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكان أول مَن استجاب إليها الملك الراحل الحسين، وتصادف افتتاح السد العالي عام 1964 مع بداية عودة العلاقات العربية؛ إذ استأنفت مصر علاقاتها مع الأردن والسعودية في خطوة مهمة جدًا في التضامن العربي، وتوجه الملك بقوة لمصر في عام 1964، واعتبر هذا العام "عام الإنجازات لمصر".
ارتبطت البلدان بعدة اتفاقيات سياسية وعسكرية، كان أهمها اتفاقية الدفاع المشترك التي تم توقيعها في 30 /5/ 1967 التي وضعت قوات الدولتين تحت قيادة مشتركة، وكان الفريق المصري عبد المنعم رياض قائدًا لمركز القيادة المتقدم فيها في العاصمة الأردنيّة عمّان، الذي تم تعيينه قائدًا عامًا للجبهة الأردنية، حينما اندلعت حرب 1967، كما تولت الأردن ومصر مسئولية إدارة أجزاءٍ من فلسطين بعد النكبة.

أمريكا تدفع إسرائيل إلى الحرب المبكرة

ووفق الوثائق الأمريكية التي كُشف عنها في عام 2001، فإن الولايات المتحدة الأمريكية دفعت إسرائيل إلى الحرب المبكرة، وبدعم مباشر وفوري، وتؤكد: "لقد التقى مدير الموساد الإسرائيلي حينها أميت مع الرئيس الأمريكي جونسون، وبعد التداول سأل جونسون رئيس الموساد: لو هاجمتم العرب الآن فكم ستتحمل هزيمتهم معكم؟ فكان جواب أميت: عشرة أيام تقريبًا. فقال جونسون: "إذن ماذا تنتظرون؟".
وأكدت الوثائق أن الجانب الروسي رأى أن أن حصول إسرائيل على السلاح النووي سيقوي ويدعم النفوذ الأمريكي في المنطقة، وتصبح إسرائيل قوة كبرى نووية ستؤثر حتمًا وبشكل كبير على مصالح روسيا في المنطقة، وإضعاف حلفائها في المنطقة العاجزين عن الحصول على أي تكنولوجيا نووية. 
منذ نهاية عام 1964، ومع تصاعد لغة التهديد العربية بعد أول قمة عربية في مصر؛ كانت إسرائيل تراقب ما يجري من استعدادات عربية؛ ولكن وحسب نص الوثيقة، فإن روسيا هي التي كانت تخطط لمثل هذه الحرب؛ فقد أرسلت طيارين روس بطائراتهم الحديثة إلى مصر، ومارسوا تدريبًا مكثفا على كيفيّة تدمير مفاعل ديمونا.
صعّدت إسرائيل عملياتها الاستفزازية ضد سوريا بضرب الوسائط والمعدات التي كانت تعمل في المشروع العربي لتحويل روافد نهر الأردن، والاعتداء على المزارعين السوريين، وزيادة حجم التحديات ضد القوات السوريا؛ ما أدى إلى زيادة حدة الاشتباكات التي بلغت ذروتها في الاشتباك الجوي (يوم 7/4/1967)، إذ توالت الأخبار عن التدابير العسكرية التي اتخذتها إسرائيل، خاصة ما يتعلق بحشد قواتها على الحدود السورية؛ ما دفع مصر إلى الوفاء بالتزامها وفقًا لمعاهدة الدفاع المشترك (المصرية السورية) التي تم التوقيع عليها في (4/11/1966)؛ فأوفدت رئيس أركان قواتها المسلحة (اللواء محمد فوزي) إلى دمشق لتقدير الموقف على الطبيعة وتنسيق التعاون.

شهادة تاريخية مصرية

وبالعودة إلى القاهرة، وفي شهادة تاريخية.. وهو اللواء مختار الفار، قائد واحدة من الدوريات التسع المترجلة التي توغلت داخل الأراضي المحتلة بأسلحة خفيفة، عبر الأراضي الأردنية في حرب 1967، بدءًا من الضفة الغربية من جنين حتى القدس - برتبة نقيب وقتها - وكانت كل دورية تضم 90 فدائيًا من رجال الصاعقة سواء من الضباط والصف والجنود، كما يعد أحد مؤسسي وحدة إعداد وتجهيز مسرح العمليات الملقبة بـ777 و999، وشارك في كل الحروب التي خاضتها مصر، على حد تعبيره. 

اللواء مختار الفار كشف القصة كاملة، حيث كذّب الرواية الإسرائيلية، وأوضح تفاصيل دفن الجنود المصريين هناك، ولكن عقب دهسهم بالدبابات الإسرائيلية.

اللواء المتقاعد مختار الفار في حوار لـ القاهرة 24

يقول الفار إن مهمة الدوريات الخروج من الضفة الغربية لمهاجمة وتدمير المطارات الإسرائيلية، التي يتم من خلالها إقلاع الطائرات المهاجمة وهبوطها مرة أخرى لتنفيذ أعمال الصيانة أو التسليح، وعلى الرغم من كون الدوريات لم تكن لديها خطة محددة لمواجهة جيش منظم كجيش العدو الإسرائيلي وقتها، وعلى الرغم من حملنا أسلحة خفيفة، فإننا كنا على أتم استعداد للشهادة في سبيل الوطن.

استكمال المهمة رغم هروب الأدلة الأردنيين


ويروي اللواء المتقاعد مختار الفار تفاصيل المهمة حيث يقول: "بدأت المهمة بالانتقال إلى الأردن يوم 3 يونيو 1967، وطالبنا بالاطلاع على القواعد للاستطلاع قبل تنفيذ المهمة، وقابلنا الملك حسين وقتها، والفريق عبد المنعم رياض، واللواء منير شاش، واللواء جلال هريدي، في مطار عمان، ولكن على الرغم من تكرار طلبنا بالخروج إلى القواعد التي سننطلق منها للاستطلاع أكثر من مرة لم يحدث ذلك، وسمح لنا بالخروج للقواعد يوم 5 يونيو بعدما تعرضت المطارات المصرية للقصف، وبسبب الظروف أخذنا تعليماتنا ومهماتنا على عجل وعشوائية، وخصص الجانب الأردني لكل دورية انطلقت من القواعد من 2: 3 أدلة أردنيين ليكونوا عونًا لنا في الطريق، ولكن للأسف جميع الأدلة المصاحبين للتسع دوريات المصرية المنطلقة من الضفة الغربية هربوا، على الرغم من عدم وجود اتصال بين الأدلة وبعضهم وقتها، وبالتالي "تاهت المعلومات"، على حد وصفه.
الأمر لم يتوقف عند ذلك الحد، وحاولت الدوريات استكمال مهمتها رغم هروب الأدلة الأردنيين، حيث قررت القوات الأخذ بما أسماه اللواء المتقاعد مختار الفار بـ"الاتجاه العام"، فيقول: نحن الآن بلا دليل وأمامنا مهمة واجبة التنفيذ، فقررنا الأخذ بالاتجاه العام، وهو أننا خارجون من الضفة الغربية كـ"نقطة انطلاق" ونحن نرى البحر، فتقدير المسافة المتبقية كان في حدود 17: 20 كيلومترًا فقط داخل الأراضي المحتلة للوصول إلى مطار الرملة برام الله، وهو الهدف المطلوب تدميره، ولكن فوجئ النقيب - وقتها - مدحت الريس، قائد إحدى الدوريات بمدرعات إسرائيلية يقدر عددها بـ100 مدرعة، بأنها تتخذ مسارها نحو القواعد التي انطلقنا منها، التابعة للمملكة الأردنية.

اللواء المتقاعد مختار الفار في حوار لـ القاهرة 24

قوات الصاعقة المصرية تكبد خسائر في جيش العدو الإسرائيلي

الوضع حينها عبارة عن أفراد مترجلين بأسلحة خفيفة تواجه أكثر من 100 مدرعة من جيش العدو في اشتباك لا مفر منه داخل أرض مفتوحة، ولكن نجحت قوات الصاعقة المصرية في إحداث خسائر في جيش العدو الإسرائيلي بنحو 30 إلى 40 فردًا من قوات العدو، وهنا بدأت المدرعات والدبابات الإسرائيلية في محاصرة القوات المصرية؛ في محاولة لوقف النزيف في قواتهم، ولكن نجحت القوات المصرية في الخروج من هذا الاشتباك بنجاح، وأمر النقيب مدحت الريس، قائد المجموعة، بالتحرك بالناجين من هذا الاشتباك، والتجمع بين التلال القريبة من مطار الرملة، لإعادة التشكيل والتجهيز للإغارة على العدو.

اللواء المتقاعد مختار الفار في حوار لـ القاهرة 24

أسر الجرحى المصريين ودهسهم بالدبابات

على الجانب الإسرائيلي كانت هناك تصريحات تفيد بأن القائد المصري للمجموعة وهو النقيب مدحت الريس، قد ترك المجموعة وهرب في أثناء الاشتباك، وهو كلام عار تمامًا من الصحة، لأنه عندما بدأ الاشتباك مع العدو الإسرائيلي أصيب من الدورية المصرية، 32 فردًا، بعدما أحدثوا خسائر ضخمة في الجانب الإسرائيلي، وهو ما دفع العدو إلى الانتقام وليس رد الهجوم، فما حدث كان انتقامًا، حيث تم أسر الجرحى المصريين، وتم دهسهم بالدبابات، ثم تم دفن الجنود وكل هذا يوم 6 يونيو 1967.

اللواء المتقاعد مختار الفار في حوار لـ القاهرة 24

القوات المصرية ظلت داخل الأراضي المحتلة من يوم 5 يونيو حتى يوم 17 يونيو، حتى تم الانسحاب الذي سمعناه في الإذاعة المصرية عبر الراديو الترانزستور الذي معنا، وفهمنا من خلالها أنها أوامر بالانسحاب نتلقاها عبر الأثير، وبالفعل عُدنا إلى القواعد التي انطلقنا منها، ولكن للأسف فوجئنا بأن القواعد تم تدميرها بالكامل، واكتشفنا أن المعلومات الخاصة بتلك القواعد كانت لدى العدو الإسرائيلي، وهو ما كان جراء خيانة بعض الأطراف، وكانت الخسائر التي تكبدناها جراء ضرب القواعد أكبر من الخسائر التي تكبدناها في الاشتباكات المباشرة مع العدو، وفق رواية اللواء المتقاعد مختار الفار.

اللواء مختار الفار في حوار لـ القاهرة 24

القوات المصرية وصلت إلى تل أبيب

وبالعودة قليلًا بالأحداث.. بقيت القوات المصرية من يوم 5 يونيو لمدة 21 يومًا داخل الأراضي المحتلة، ووصلت إلى محيط المدن الإسرائيلية حتى وصلت إلى تل أبيب نفسها، وبقيت القوات طوال تلك المدة تُغير على النقاط الإسرائيلية للاستيلاء على التعيينات الخاصة بقوات العدو، حتى تستطيع الاستمرار هناك.. هكذا يضيف اللواء المتقاعد مختار الفار.

اللواء المتقاعد مختار الفار في حوار لـ القاهرة 24

الفار يتابع قائلًا: "بعد 21 يومًا داخل الأراضي المحتلة، وسماع النداء الشهير عبر أثير الإذاعة المصرية، عادت القوات إلى القاهرة، فمن عمان إلى سوريا ثم صعدنا إلى الباخرة سوريا ومنها إلى الإسكندرية، وأبلغنا القيادة العامة وقتها، ممثلة في الزعيم جمال عبد الناصر، والمشير عبد الحكيم عامر، بما حدث لجنودنا البواسل داخل الأراضي المحتلة، ولم نلقَ الاهتمام اللازم وقتها، فالجمع منشغلٌ بمعرفة الأسباب الرئيسية في حدوث هزيمة 1967 ومَن المسؤول".

تابع مواقعنا