الأحد 28 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أخطر من الرؤوس النووية

الإثنين 05/سبتمبر/2022 - 05:06 م

"أعتقد أن خطر الذكاء الاصطناعي أكبر بكثير من خطر الرؤوس النووية" كانت تلك كلمات الملياردير الأمريكي إيلون ماسك في تصريحات مصورة عام 2018 عندما تم سؤاله عن رأيه في الذكاء الاصطناعي.
في البداية دعنا نتعرف على ماهية الذكاء الاصطناعي، يتم إطلاق مصطلح Artificial Intelligence والذي يتم اختصاره AI على كل الأدوات والبرمجيات التي يمكن من خلالها القيام بنفس مهمات الإنسان، ولكن بشكل آلي بالإضافة إلى إمكانية أن تقوم تلك البرمجيات والأدوات بعملية تطوير ذاتي لتحسين آلية أداء المهمة بفاعلية أكبر.

يقوم الذكاء الاصطناعي في الأساس على تجميع أكبر قدر من المعلومات والقيام بعملية تحليل ومعالجة لتلك البيانات Analyzing and Processing Data ومن ثم إخراج نتائج في صورة مهام محددة كان قد تم برمجة تلك الأدوات عليها أثناء عملية إنشائها.


يوم بعد يوم تزداد تطبيقات واستخدامات الذكاء الاصطناعي، فقبل أيام قليلة فاز عمل فني تم إنتاجه عن طريق الذكاء الاصطناعي بالمركز الأول في معرض ولاية كولورادو بالولايات المتحدة الأمريكية، وقد أثار ذلك غضب الفنانين المشاركين في المعرض حيث اعتبروه عمل غير أصلي، ولكن في تصريحات لجيسون آلان -وهو المبرمج الذي قام بإنتاج هذا العمل الفني- قال: "لن يتوقف هذا، لقد مات الفن.. انتصر الذكاء الاصطناعي وخسر الإنسان".

 




عندما قرأت هذا الخبر لم أصدق أن هذا العمل الفني هو نتاج أوامر وبرمجيات، وليس من خيال فنان لديه حس فني رفيع، فاستخدمت معرفتي البسيطة في الأكواد والبرمجة بالدخول على المنصة التي تم إنتاج العمل الفني عليها، وقمت عبر بعض الأوامر والكلمات المفتاحية عن مصر والنيل وعن طفل يرتدي جلباب مصري وينظر للنيل والغروب وغيرها من كلمات الوصف بإنتاج عمل فني أسميته “ابن النيل”.




ومع زيادة تطبيقات الذكاء الاصطناعي زادت النقاشات حول مستقبل تطوير الذكاء الاصطناعي، ففي مقالة نُشرت في مجلة فوربس منذ أسبوع تطرق د.لانس إليوت الخبير في الذكاء الاصطناعي لنقاط هامة وطرح تساؤلات بهدف أن يتم إثارتها للرأي العام فقال نصًا: "هل العالم مستعد الآن لهذا؟ هل سيعيش البشر أكثر من الذكاء الاصطناعي؟ فكر في ذلك".

ومع الحديث حول مستقبل الذكاء الاصطناعي لا يمكن أبدًا إغفال قضية كبرى وهي أخلاقيات تطوير الذكاء الاصطناعي حيث أنه لا يوجد كود أخلاقي متفق عليه لعملية صناعة الروبوت ولا برمجيات الذكاء الاصطناعي ولا لحدود استخداماته، فمع إيماني العميق بأنه سوف يكون له دور هام في تطبيقات مختلفة أهمها المجالات الطبية كالقيام بالعمليات الطبية المعقدة وأيضًا سيعطي نتائج مبهرة في البحث العلمي والتجارب، كما سيكون له دور بارز في تطوير الزراعة وتوفير الوقت والمجهود البشري في هذا المجال ولكن على الجانب الآخر لا يمكن لأحد أن يجزم بحدود الاستخدامات التي قد تضر البشرية، ولا أقول تضر البشرية مجازًا ولكن وجود تلك التكنولوجيا دون وجود مرجعية أخلاقية لا يمكن التنبؤ بما قد يتم إنتاجه، سواء في شكل روبوت أو في شكل برمجيات وأدوات معالجة بيانات تستخدم تلك التكنولوجيا.

إن خطوة إنشاء كليات للذكاء الاصطناعي في مصر والتي بدأت بالفعل في العام الماضي وتوسعت في هذا العام والتي ستقوم باستقبال دفعات جديدة من الطلاب بعد أسابيع خطوة رائدة، وستكون نواة لتخريج أجيال جديدة قادرة على التعامل مع مستجدات التطور التكنولوجي في العالم.

تابع مواقعنا