الجمعة 29 مارس 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

لماذا حُرم الرقص على النساء؟.. عالم أزهري يحسم الجدل

الدكتور محمد إبراهيم
دين وفتوى
الدكتور محمد إبراهيم العشماوي
الإثنين 26/سبتمبر/2022 - 09:02 م

رد الدكتور محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر الشريف، على سؤال ورد إليه من أحد المتابعين يقول: مولانا ودكتورنا الحبيب، سألني طفل، أمس الأول، سؤالا عجزت عن الرد عليه؛ ردًّا يوازي فهمه، ويكافئ قناعته، والسؤال هو: ليه الرقص حرام للست، رغم أنها بترقص وهي لابسة هدومها كلها، ومبتعملش حاجة غلط، دي بتحرك إيديها وجسمها بس.

عالم أزهري: طبيعة جسد المرأة الإغراء

وقالت العالم الأزهري عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: طبيعة جسد المرأة الإغراء، لكونه ناعما، لينا، طريا، خفيفا، رقيقا، حتى تغنى به الشعراء، فقال بعضهم: ألا إنما هندٌ عَصا خَيْزُرانةٍ.. إذا لمسوها بالأَكُفِّ تَلِينُ!، وقال الآخر: إذا قامت لحاجتها تثنَّتْ.. كأنَّ عظامَها من خَيْزُرَانِ!، وقال آخر: خفيفةُ مَجْرَى الرُّوح لو أنها مَشَتْ.. على سارياتِ الذَّرِّ ما آدَهُ الحَمْلُ!، مضيفا: ومجرى الروح: كناية عن الجسد، والذر: صغار النمل. يصف جسدها بالخفة والرشاقة - كراقصات الباليه - بحيث إذا مشت بجسمها على النمل؛ لم يشعر النمل بثقلها عليه، والمرأة يقال لها: طفلة؛ لنعومة جسمها، كما قال أبو البقاء الرندي في قصيدته المشهورة في رثاء الأندلس: وطفلةٍ مثلَ حُسْنِ الشمسِ إذ طَلعتْ.. كأنما هي ياقوتٌ ومَرْجَان.

وأضاف العالم الأزهر: وقد أودع الله في نفوس الرجال الميل إلى النساء بالفطرة؛ نظرًا لطبيعتهن المثيرة المغرية، بخلاف طبيعة الرجل، حتى إن بعض النساء أخبرن عن أنفسهن بأنهن يتأثرن برؤية النساء الحسناوات المتبرجات، على نحو تأثر الرجال بهن، مردفًا: ولهذا احتاط الشرع الشريف لأمر المرأة، صيانة لها، فنهاها عن التبرج، والخضوع بالقول، والضرب بالأرجل، وإبداء أي حركة نسائية تثير الغرائز، والمرأة وهي -ساكنة لا تتحرك- تثير، فكيف إذا تحركت؟، فكيف إذا رقصت؟، فكيف إذا تعرَّتْ وهي ترقص؟.

وواصل العالم الأزهري: ولا شك أن رقص المرأة وتَلَوِّي جسدها؛ مما يثير غرائز الرجال، ويحرك الخيال، لا يشك في ذلك رجل، فضلا عن اشتماله على نظر الرجل إلى المرأة بشهوة وهي ترقص، فصار الرقص بهذه المفاسد وغيرها حراما، وهذا في رقص المرأة أمام الرجال الأجانب، أو أمام الرجال والنساء معا، لا شك في تحريمه، وأما رقص المرأة لزوجها؛ فلا شك في جوازه؛ لأنه يَحل له منها ما لا يَحل لغيره، مضيفا: وأما رقص المرأة أمام النساء؛ فمباح، ما أُمِنَتْ الفتنة، ولم يحرك شهوة، إلا إذا تعرَّت المرأة بحيث تنكشف عورتها، فيحرم؛ لحرمة النظر إلى العورة.

أزهري: رقص المرأة غربيا أو شرقيا أو باليه أو غير ذلك كله في الحكم سواء

وأشار إلى أنه سواء كان رقص المرأة غربيا أو شرقيا أو باليه أو غير ذلك؛ فكله في الحكم سواء، مستكملا: وأما رقص الرجال أمام الرجال أو أمام الرجال والنساء؛ فمباح أيضا، عند أمن الفتنة، لا سيما في الرقصات التراثية المعهودة لدى الشعوب، كرقص الرجال بالسيف في بلاد الخليج، وكالدبكة في بلاد الشام، وكالتحطيب والرقص بالعصا في بلادنا مصر، فهذا كله مباح، وقد أقره النبي صلى الله عليه وسلم، وشاهده بنفسه، وأشهده السيدة عائشة رضي الله عنه حتى شبعتْ من المشاهدة، وذلك أن الحبشة كانوا يلعبون بالحِراب في ساحة المسجد النبوي الشريف، فكان النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إليهم، ورأى رغبة من السيدة عائشة رضي الله عنها في مشاهدتهم، فأقامها وراء ظهره، خدها على خده، تنظر إليهم، حتى قال لها: شبعتِ؟ قالت: نعم. قال: فانصرفي.

ونوه بأنه: فقد كان رقصهم من هذا النوع المباح، وهو أشبه بالاستعراض، عن طريق حركات متوازنة، يمينا وشمالا، وفوق وتحت، لا تثير شهوة، وإنما تثير دهشة وفرحة، كما روي أن زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب؛ حجلا بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم؛ حين بشرهما بما يسرُّهما من أمرهما، والحَجْل نوع من الرقص الرجالي، يرفع فيه الرجُل إحدى رجليه، ويترك الأخرى، فلو رفعهما معا لكان قفزًا، وهو أيضا نوع من الرقص الاستعراضي، وهذا بخلاف رقص بعض المخنثين من الرجال اليوم في الأفراح؛ إذ يرقصون بطريقة مثيرة للغرائز، كطريقة النساء في الرقص، فلا شك في حرمة هذا النوع من الرقص.

وواصل العالم الأزهري حديثه: وكذلك بخلاف رقص مبتدعة المتصوفة عند الذكر، بطريقة منكرة؛ لأن الذكر عبادة، والرقص لهو، فكيف يجتمعان؟، مضيفا: ولا بأس بالتمايل الطبيعي عند الذكر، كما يفعله حفظة القرآن، ومن يذاكر دروسه باهتمام.

وقال إن مما أنشده بعض مشايخنا، من الصوفية المحققين، في هذا المعنى: أيا جيلًا تصوَّفَ عن فُضولِ.. تناقلتم جهولا عن جهولِ!.. أفي القرآن قال الله يومًا.. كُلُوا أكْلَ البهائم وارقصوا لي؟، وأنشد آخر: يا عُصبةً ما ضرَّ أمةَ أحمدٍ.. وسَعَى على إفسادها إلا هيْ.. طارٌ ومزمارٌ ونَغْمَةُ شادنٍ.. أتكونُ قَطُّ عبادةٌ بمَلاهي؟.

واختتم قائلا: وقد ترجم الحافظ البيهقي هذا الحديث -حديث حَجْل زيد وجعفر- في سننه تحت عنوان: باب من رخّص في الرقص؛ إذا لم يكن فيه تكسُّر ولا تخنُّث، متابعا: وهذه الترجمة -العنوان الذي وضعه البيهقي- حاصل مذهب السادة الشافعية رضي الله عنهم؛ إذ الأصل في الرقص عندهم الإباحة، بشرط عدم التكسر والتخنث، خلافا للأئمة الثلاثة، فالأصل في الرقص عندهم الكراهة؛ لأنه مُنافٍ للمروءة، مُخِلٌّ بالهيبة، مُذْهِبٌ للوقار، وقد جمعنا لك بين متعارضات أقوالهم؛ بهذا التفصيل، فالزمه، وبالله التوفيق.

تابع مواقعنا