الخميس 25 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

حسين حمودة: التعبير عن الجنس في الأدب يتطلب ضرورات فنية يستدعيها العمل الإبداعي

الدكتور حسين حمودة
ثقافة
الدكتور حسين حمودة
الإثنين 03/أكتوبر/2022 - 09:58 ص

يمثل التعرض للجنس في الأدب مثار جدل بين النقاد والكتاب، فهناك من يرفض استخدام الجنس تماما في الأعمال الأدبية، وهناك من ينادي بتوظيف الجنس بشكل واسع باعتباره أحد مكونات الحياة التي تعكسها الرواية، وهناك فريق ثالث يرى أنه يجوز التعرض للجنس ولكن بحساب.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور حسين حمودة أستاذ الأدب والنقد بكلية الآداب جامعة القاهرة، إن تناول تجربة الجنس في الآداب والفنون ارتبط بمشكلات كثيرة في عديد من المجتمعات والثقافات، وفي كثير من العصور ومنها العصر الحديث نفسه، حتى في المجتمعات الغربية التي طالما رفعت شعارات حرية التعبير.

وأضاف حسين حمودة لـ القاهرة 24: في الولايات المتحدة الأمريكية كتب هنري ميللر رواياته الشهيرة، التي عبر فيها عن تجارب الجنس بشكل واضح ومباشر، فأصبح غير مرغوب في وجوده داخل الولايات المتحدة، وقد حدث هذا خلال ثلاثينيات القرن الماضي وما حولها.. وفي بريطانيا قادت بعض روايات ديفيد هربرت لورانس صاحبها إلى المحاكمة، لكن أعمال ميللر ولورانس لقيت رواجا أكبر بعد هذا.. مما يعني، من ناحية، أن التعبير عن الجنس، في كتابات أدبية، ظل محاطا بحدود أخلاقية واجتماعية، كما يعني من ناحية أخرى أن بعض الكتابات التي تجترح أحد المحرمات: الدين والسياسة بالإضافة إلى الجنس، مرشحة للرواج. 

وأوضح حسين حمودة: وعي الكتّاب والفنانين بهذا المعنى قاد إلى نوع من مراعاة الحدود الممكنة للتعبير، وقاد بعض هؤلاء الكتاب والفنانين إلى توظيف بعض التلميحات، وأحيانًا التعبيرات المباشرة، التي تجترح أحد هذه المحرمات، بحثا عن مكافأة الرواج.

 

الرهان على فضول القراء

ويواصل حسين حمودة: الجنس تجربة إنسانية مهمة، والتعبير عنها جزء من التعبير عن تجارب الحياة.. ولكن طبعا يجب أن يرتبط هذا التعبير بضرورات وبكيفيات فنية يستدعيها أو يتطلبها العمل الإبداعي، أي يجب أن ينأى عن محاولات الرهان على مجرد البحث عن رواج زائف تأسيسا على فضول بعض القراء، أو استثمارا لفكرة الممنوع مرغوب.

ويختم حمودة تصريحاته قائلا: المؤكد أن الكتابات التي تسلك هذا السبيل الأخير سرعان ما يتم اكتشاف رهانها العابر، وهو على أي حال رهان خاسر أمام إمكانات الأدوات والوسائط الحديثة التي أصبحت تقدم الكثير لإشباع الفضول الذي يحرك البعض.. الأدب والإبداع عموما يمثلان تعبيرا أعمق وأهم من مشاهد البورنو العابرة.. واستخدام طرائق هذه المشاهد في الأدب لن يؤدي إلا إلى تقديم كتابات عابرة.

تابع مواقعنا