الإثنين 29 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

قصة ساعة الصفر بحرب أكتوبر.. حين أصبح الصفر رقمًا وزمنًا وتاريخًا خالدا للعزة والإباء

ذكرى حرب أكتوبر
سياسة
ذكرى حرب أكتوبر
الأربعاء 05/أكتوبر/2022 - 08:12 م

يحتفل الشعب المصري بالذكرى الـ 49 على مرور  حرب أكتوبر المجيدة.. تلك الملحمة التي استعادت مصر فيها الأرض والعزة والكرامة، حرب أكتوبر المجيدة.. حرب التحرير والكر امة.. حرب البطولة والفداء، التي حققت خلالها القوات المسلحة أعظم انتصار  لمصر فى التاريخ الحديث، وسجلت في صفحات التاريخ أيام فخرٍ وعزةٍ لكل المصريين والعرب.

 

 

قصة ساعة الصفر في الذكرى 49 لحرب أكتوبر 

في مثل هذا التوقيت من شهر أكتوبر 1973، كان الجيش المصري يستعد للمعركة التى خطط لها لشهور طويلة، ولكن اختيار اليوم والتوقيت لهذا النصر الخالد والملحمة الفريدة؛ يظل سؤالًا يتردد بأذهان الأجيال المتعاقبة، سعيًا حثيثًا منهم للاقتراب أكثر من تفاصيل المجد المحقق بعقول وسواعد أبناء هذا الوطن المخلصين له.

لماذا كانت حرب أكتوبر في اليوم السادس وليس يوما آخر؟، ولماذا كانت في هذا الشهر دون غيره؟، ولماذا كان توقيت الحرب الساعة 2 ظهرا؟ ومن حدد الميعاد؟، ومن صاحب  قرار ساعة الصفر.. أسئلة تقودك حتما إلى بطل حقيقى من أبطال أكتوبر، هو اللواء أركان حرب صلاح فهمي نحلة، رئيس فرع التخطيط بهيئة عمليات القوات المسلحة.

بدأ اللواء صلاح فهمي نحلة، بدراسة أنسب يوم وساعة للحرب بتكليف من اللواء الجمسي، وقبل أي تفكير؛ عكف أياما طويلة على قراءة ظروف الجو بالمنطقة وجغرافية سيناء كاملة - مسرح المعركة - والوقت الذي تستغرقه مصر لتنفيذ العملية العسكرية وعبور القناة، وفي المقابل الوقت الذي تستغرقه إسرائيل لتنفيذ أول رد فعل.

وارتكزت أسباب اختيار رئيس فرع التخطيط بهيئة عمليات القوات المسلحة؛ موعد حرب أكتوبر على دراسة الأحوال الجوية وتحديد الوقت المناسب بالنسبة لحالة الطقس وتأثيره في مسرح العمليات، خصوصًا بالنسبة القوات الجوية، بالإضافة إلى الشهر المناسب على أساس حالة المد والجزر وسرعة التيار في قناة السويس، على اعتبار أنه أصعب مانع مائي عسكريا في العالم بجانب قناة بنما، وأهم عقبة في طريق عبور القوات في حالة العبور في وقت غير مناسب للمد والجزر، ودراسة تأثير هذه الظواهر على وسائل العبور، فضلًا عن اختيار الأيام المناسبة يكون فيها ضوء القمر ساطعًا في نصف الليل من اليوم، ومظلما في نصف الليل الآخر، بحيث تتم عملية بناء الكباري على ضوء القمر وعبور المجنزرات في الظلام.

كان الأنسب للحرب هو 6 أكتوبر بالنسبة للعوامل السابقة، بجانب أن نهاية الشهر كانت انتخابات الكنيست الإسرائيلي، ما يكون له تأثير في انشغال الدولة داخل إسرائيل في ترتيبات الانتخابات، و6 أكتوبر أيضًا وافق عيد الغفران، وهو يوم مختلف عند اليهود، وكان له تأثير مباشر في استدعاء الجيش الاحتياطي، لأن هذا اليوم يتم فيه تعطيل وسائل الإعلام بما فيها الراديو، كإحدى وسائل استدعاء الاحتياط في إسرائيل، وكوسيلة علنية لاستدعاء الاحتياط.

 

أسباب اختيار موعد حرب أكتوبر

كما أن الوقت كان مناسبا في الجبهة السورية لأنه في شهر نوفمبر - أي بعد أكتوبر يبدأ الجليد يسقط في سوريا والجولان وحالة الطقس بعد أكتوبر غير مناسبة للحرب في الجبهة السورية، علاوة على أن شهر أكتوبر كان متزامنا مع شهر رمضان وقتها، وهي مناسبة إسلامية لا يتوقع فيها حدوث عملية هجوم شاملة.

وانتهت حسابات اللواء صلاح فهمي نحلة إلى أن مدة تنفيذ العملية العسكرية المصرية لعبور القناة، تستغرق 8 ساعات، وأول رد فعل إسرائيلي سيكون بعد 6 ساعات وفقا لقواعد انعقاد مجلس الوزراء الإسرائيلى واتخاذ قرار الحرب، ومن ثم يكون التوقيت الزمني المناسب لساعة الصفر بين 12 إلى 2 ظهرا، بحيث تنتهي العملية العسكرية المصرية مع نهاية اليوم، وتعجز إسرائيل عن الرد لحلول الظلام، وتكون مصر أمام نجاح حقيقى على أرض المعركة، ورشح فهمى توقيت الساعة 2 ليكون ساعة الصفر ودعمه بأنه علميا لا يصح بدء المعركة والشمس أمام الجنود لأنها ستكون عائق كبير، والأفضل أن تتم العملية عندما تتعامد أشعة الشمس على الرؤوس وهو ما كان.

وحمل دراسة توقيت الحرب اللواء عبد الغني الجمسي، ثم رفعها للفريق الشاذلى ثم للمشير أحمد إسماعيل ثم للرئيس السادات، وتمت الموافقة على الميعاد، وكانت ساعة الحسم الساعة 2 ظهرا يوم 6 أكتوبر 1973.

كم اتم اختيار ساعة الصفر - الساعة 2 ظهرا، وهو موعد غير تقليدي لبدء العمليات العسكرية، وكان لخطة الخداع الاستراتيجي؛ أثر ناجح قبل العملية الهجومية في 6 أكتوبر، فقد تأكدت المخابرات الإسرائيلية أن هذه المرة لن تختلف عن تعبئة مايو وأغسطس.

وحول توقيت وموعد الحرب؛ قال المشير أحمد إسماعيل: لقد كان تحديد يوم الهجوم عملًا علميًا على مستوى رفيع، وهذا العمل سوف يأخذ حقه في التقدير، وسوف يدخل التاريخ العلمي العسكري - كنموذج من نماذج الدقة المتناهية.

تابع مواقعنا