الإثنين 29 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

يوم السويس وملحمة البطولة

السبت 22/أكتوبر/2022 - 09:20 م

يا بيوت السويس يا بيوت مدينى... أستشهد تحتك وتعيشى انتي.

إنها محافظة السويس أرض الأبطال البواسل بلد المقاومة الشعبية بلد حافظ سلامة ومصطفى أبو هاشم وأحمد أبو هاشم ومحمود عواد ومحمود طه وأحمد عطيفى وعلى سباق وغريب محمود وعبدالمنعم خالد وإبراهيم سليمان وعبدالمنعم قناوى وأشرف عبدالدايم والكابتن غزالى وحمام بلد الأبطال.

خاضوا مع  كثيرين لا نستطيع حصرهم المقاومة ضد الاحتلال عقب هزيمة 1967. وبادروا بالتطوع لإسعاف ونقل الجرحى وتطورت مهامهم إلى زرع الألغام والقيام بعمليات فدائية متواصلة، كان العدو يدفع ثمنها غاليا من خسائر بشرية ومعدات، وكذلك قيامهم بعمليات الاستطلاع وجمع المعلومات لتستفيد منها القيادة العسكرية للجيش المصري في خططها وتحركاتها.

فتم إنشاء منظمة سيناء العربية لتضم كل المتطوعين من مدن القناة وسيناء لمواجهه العدو، وكان الأبطال في مدن القناة متعطشون للمشاركة في المهام المقدسة لاستراد الأرض وضربوا أروع الأمثلة في البطولة والفداء والتضحية ولنا أن نفخر بأن كل فرد فيهم هو قصة بطولة منفردة.

تدربوا على أيدي ضباط القوات المسلحة لاستخدام الأسلحة واستمروا في عملياتهم خلف خطوط العدو حتى كان وقف اطلاق النار (مبادرة روجرز) 1970 لكنهم استمروا في التدريب حتى تأتي اللحظة المناسبة للانقضاض على العدو لاستعادة الأرض.

وكانت اللحظة الحاسمة التي انتظرها المصريون جميعا شعبا وجيشا وهى عبور قواتنا المسلحة في 6 من أكتوبر 1973 وخوض حرب الكرامة والثأر وانتصار الجيش المصري وعبور خط بارليف المنيع ودك الحصون المنيعة وانكسار العدو المتغطرس.

ولكننا هنا نتحدث عن صمود شعب السويس ومعركته الفريدة يوم 24 أكتوبر وهو اليوم الذى اتخذته السويس عيدا قوميا لها ليظل يشهد بطولة أهل السويس جميعا والذين قرروا عدم ترك مدينتهم فريسة للاحتلال الصهيوني. وبذلوا الدم والروح للدفاع عنها والدفاع عن الكرامة المصرية وكما قال السادات إن السويس في 24 أكتوبر لم تدافع فقط عن السويس إنما عن مصر كلها.

وبداية تلك المعركة كانت عندما اضطر الجيش المصري إلى تطوير هجومه جهة الشرق لتخفيف الضغط على الجيش السوري والذى فقد الجولان بعد أن كان حقق مكاسب على الأرض فاستغل اليهود عدم وجود احتياطيات كافية في الجيش المصري وبعد أن اكتشفت طائرة استطلاع أمريكية وجود ثغرة بين الجيش الثاني والثالث حتى تمكنوا من العبور وفصلوا بين جيشينا.وكانت الثغرة محل خلاف سياسي وعسكري بين الرئيس السادات والفريق الشاذلي ولكن الرئيس رفض الانصياع لتقديرات الشاذلي فتقدم العدو ودخل الى الأدبية حتى وصل إلى طريق القاهرة السويس.وكان هدفهم الاسمى احتلال مدينة السويس وزعزعة الانتصار المصري.

فتم حصار المدينة من جميع الجهات وظل الطيران والمدفعية يضرب بدون هوادة.ولكن رجال المقاومة بقيادة الشيخ حافظ سلامة رحمه الله الذى ظل ينادى في الميكرفون حي على الجهاد حتى تجمع الأبطال البواسل من منظمة سيناء العربية وبعض المدنيين مع رجال الشرطة بالمدينة ليضعوا الخطة لمواجهة العدو وهم يعلمون أن المدينة ليس بها قوات نظامية من الجيش.

وقد صدر قرار مجلس الأمن رقم 338 وقتها يوم 22 أكتوبر بوقف إطلاق النار ولكن العدو الإسرائيلى لم يحترم القرار وواصل انتهازيته ومجونه حتى صدر قرار ثانٍ من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار ابتداءً من صباح 24 أكتوبر.

ولكن الفدائيين مع رجال الشرطة بالمدينة كانوا يعلمون برغبة العدو في دخول المدينة لزعزعة الانتصار.

فوضعوا خطتهم وأقاموا الكمائن في المثلث والجناين والزيتية وعند كوبرى الهويس وميدان الأربعين والمحافظة وبعض الأماكن الأخرى وكانت الخطة تتطلب أن يدخل العدو المدينة حتى يطمئن لعدم وجود مقاومة وبدت لهم السويس كمدينة أشباح، وهنا خرج الإسرائيليون من مدرعاتهم وآلياتهم العسكرية بعد أن اطمأنوا. وكانت لحظة الانقضاض فى وقت واحد على قوات العدو لتنطلق صرخاتهم ويفروا مرعوبين مذعورين وتم قتل الكثير منهم وتركوا دباباتهم وألياتهم وأسلحتهم وتحركت الكمائن لتضيق عليهم الخناق وعند حلول ليل 24 أكتوبر كانت قوات العدو قد انسحبت تماما خارج السويس بعد ان تركت قتلاها وألياتها العسكرية والتى قام الفدائيون بإحراقها خشية عودة الجنود للحصول عليها مرة أخرى.

ولذلك يعد يوم 24 أكتوبر ملحمة شعبية قادها أهالي السويس للدفاع عن مدينتهم بل عن مصر كلها، ومع تقهقر العدو وفشله في الاستيلاء على السويس والإسماعيلية قام بمحاصرة المدينة وارتكبوا كثيرًا من الحماقات كعدو بربري همجي يخرب ويقطع الأشجار ويطرد المزارعين من منازلهم بعد الاستيلاء على محاصيلهم ومواشيهم، ويمارس ضدهم التهديد والتعذيب وواصل تخريبه فى القرى بالقطاع الريفى حتى نفذت المواد التموينية، واضطر الأهالي إلى ترك أماكن معيشتهم هربا من البطش والطغيان وبربرية العدو الإسرائيلى وظل الحصار 101 يوم حتى انتهى فى شهر فبراير 1974 بناءً على اتفاقية فصل القوات وتطبيقا لقرار مجلس الأمن. وانسحبت القوات الإسرائيلية بعد أن تركت خرابا ورائها.وبعد أن تيقنت من أن الشعب المصرى لن يتركهم وستكون نهايتهم فى تلك المنطقة بعد أن قطعت كل خطوط الإمداد عليهم ليقرروا دفنهم فى أماكن تمركزهم فكان قرار الانسحاب.

وهكذا انتصرت السويس وانتصرت المقاومة الشعبية وأصبحت السويس مقبرة العدو الصهيوني، وبعد أن كبدتهم أكبر خسائرهم البشرية فى معارك حرب أكتوبر.

وسيبقى 24 أكتوبر يوما مجيدا ومشرفا لكل مصر ولكل السوايسة على وجه الخصوص.

إنها مدينتى مدينة السويس الباسلة 

فكل عام وكل أهالى السويس ومصر بخير وإن شاء الله سنكمل بناء جمهوريتنا الجديدة بالكد والجهد والعرق فالشعب الذى انتصر فى ظروف صعبة سيبنى وطنه ويتخطى كل الصعاب وهتبقى قد الدنيا إن شاء الله. 

 

تابع مواقعنا