الأحد 28 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

طرائف مونديالية 1 | قانون مارادونا يُضاف إلى كرة القدم.. ويد الرب تجلب كأس العالم الثاني للأرجنتين

الأرجنتيني مارادونا
رياضة
الأرجنتيني مارادونا
الجمعة 04/نوفمبر/2022 - 05:56 م

لم تكتف بطولة كأس العالم بكونها البطولة الأهم في العالم، والتي ينتظرها الجميع كل أربعة أعوام، بأحداثها المثيرة والمتعة الكروية التي تحملها للجماهير، وسطوع نجوم وانهيار نجوم آخرين، بل عوّدت الجماهير على ألّا تخلو من الأحداث الطريفة التي تتحول إلى قصص وروايات تتناقلها الأجيال بمجرد سماع اسم كأس العالم، أو عند اقتراب انطلاق البطولة التي تحمل كثيرًا من الذكريات واللحظات التي لا تنسى لعشاق المستديرة.

وبشكل عام، فإن اللحظة الغريبة أو الطريفة التي قد تثير الضحك لدى البعض، هي مجرد ثوانٍ ارتجالية تتوقف عندها عقارب الساعة، لتشكيل ذكرى محفورة في الأذهان، ويتفاوت الأمر حول طبيعتها أو مدى تأثيرها، ولكن عندما يتعلق الأمر بكأس العالم، فإن اللحظات المونديالية الطريفة هي كتاب مفتوح لا تنتهي أحداثه مرورًا بـ 21 نسخة ماضية منذ انطلاق البطولة في عام 1930.

طرائف مونديالية.. هي سلسلة يقدمها القاهرة 24 لمتابعيه، قبل انطلاق بطولة كأس العالم قطر 2022، والتي سوف نستعرض خلال حلقاتها أبرز القصص واللحظات الطريفة على مر تاريخ بطولات كأس العالم؛ مما يعيد أذهان الجماهير لذكريات بارزة ومميزة ترّد إلى ذاكرتهم مباشرةً بمجرد سماع المونديال أو عند سماع أو تذكر أسماء الشخصيات المُشكلة لهذه الأحداث واللحظات التاريخية.

الحلقة الأولى من سلسلة طرائف مونديالية

وتأتي اللحظة الطريفة الأشهر في تاريخ المونديال، عندما قرر الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا أسطورة كرة القدم الراحلة، تغيير قوانين كرة القدم للحظة من الزمن، وتحويل كرة القدم إلى كرة يد في لحظة ارتجالية، ضمن منافسات ربع النهائي على ملعب أزتيكا بدولة المكسيك في 22 يونيو 1986، حيث استغل مارادونا كرة عرضية ليضعها بيده في شباك منتخب إنجلترا، وسط ذهول جميع المتواجدين في أرضية الملعب من احتساب الهدف عن طريق الحكم التونسي علي بن ناصر.

مارادونا ينتقم لـ بلاده ويحصد المونديال الأرجنتيني الثاني

وكان مارادونا يرغب في فعل أي شيء خلال مباراة منتخب بلاده أمام إنجلترا في ربع نهائي بطولة كأس العالم، من أجل الانتقام للأرجنتين التي خسرت حرب عسكرية أمام الإنجليز وقتذاك، والتي كانت تُدعى حرب الفولكلاند، لذلك اتجه الأسطورة لاستغلال الطرق غير الشرعية لتسجيل هدف غريب، إلا أنه اُحتسب في ظل عدم وجود أي ملاحظة لحكم الراية أو حكم الساحة للمباراة.

واستغل مارادونا حالة الفوضى التي ورط بها لاعبي المنتخب الإنجليزي بتسجيل هدف بيده في المباراة المونديالية المقامة وسط حضور جماهيري يقارب 115 ألف متفرج، ليسجل هدف القرن، بعد أن راوغ 7 لاعبين وحارس المرمى ويضع الكرة في الشباك؛ ليعلن وصول الأرجنتين إلى نصف النهائي على حساب أصحاب مهد كرة القدم، في مباراة لن تخرج من أذهان الجماهير على مر التاريخ، بأحداثها البارزة، بعد أن شهدت تسجيل هدفين ماركة مارادونا، حيث جاء الهدف الأول بالماركة المارادونية الساخرة باليد، أما جاء الثاني بماركة مارادونا الحقيقة بمهارة أرجنتينية لا تُنسى؛ ليفوز بجائزة هدف القرن بتصويت الجمهور في عام 2000.

وانطلاقًا من يد مارادونا التي كانت نقطة فاصلة في معنويات الأرجنتين بالأدوار الإقصائية، وصل منتخب الأرجنتين إلى دور نصف النهائي على حساب إنجلترا؛ ليفوز بثنائية نظيفة على منتخب بلجيكا، سجلهما مارادونا؛ ليقود راقصي التانجو إلى المباراة النهائية أمام ألمانيا، والتي كتب من خلالها مارادونا ورفاقه التتويج الثاني تاريخيًا والأخير لهم بالكأس المونديالية.

يد الرب تزيد من جنون الجماهير الأرجنتينية

وبعد الضجة التي أثارها هدف مارادونا الطريف بيده، أصبحت كافة وسائل الإعلام تنتظره عقب انطلاق صافرة نهاية مباراة الأرجنتين وإنجلترا، حيث قال الأسطورة الأرجنتينة وسط احتفالاته مع اللاعبين بالتأهل إلى نصف نهائي المونديال تعليقًا على تسجيل هدف باليد واحتسابه: إن هذا الهدف بيد إلهى، يد الرب هي التي أحرزت الهدف.

ومنذ ذلك التصريح المثير، أثار الأمر جنون الجماهير الأرجنتينية، التي اتخذت تصريح مارادونا على محمل الجد، وقاموا بتأسيس الكنسية المارادونية بالأرجنتين، والتي تعود إلى تسجيله هذا الهدف باليد الإلهية حسب ما قال بعد المباراة؛ الأمر الذي ترسخ في أذهان عشاق مارادونا صاحب التتويج المونديالي التاريخي ومُحبي الكرة بالأرجنتين أنه صحيح وغير قابل للنقاش.

حكم المباراة يفتخر باحتساب الهدف غير الشرعي

وكانت هذه المباراة تحت إدارة عربية من الحكم التونسي علي بن ناصر، والذي بالطبع أصبح رمزًا للكرة عند الإنجليز منذ هذه اللحظة، وأثار جدلًا كبيرًا في الاتحاد الدولي لكرة القدم، الذي أجرى تحقيقات واسعة معه، إلا أن بن ناصر كان هادئًا في تعليقه على الأمر وحديثه مع وسائل الإعلام رغم الخطأ الجسيم الذي غير مسار التاريخ بحدث غير متوقع في كأس العالم 1986.

وفي لقاء صحفي سابق للحكم الدولي التونسي علي بن ناصر، قال إن الخطأ وارد، وأنه سعيد لأنه لم يلاحظ أن الهدف الذي سجله مارادونا عن طريق اليد، حيث كاد يمنع أشهر هدف في تاريخ كرة القدم، واللحظة الأبرز عند الجماهير في تاريخ المونديال.

قانون مارادونا يهيمن على آراء نقاد كرة القدم

وأصبح اسم مارادونا يقترن في عالم المستديرة منذ هذه اللحظة، بحدثين ليس لهما ثالثًا على صعيد التشبيه، فبات الأول ساخرًا عندما يحاول لاعب التسجيل عن طريق يده دون ملاحظة الحكام، أما الآخر فيعتبر تشبيهًا حقيقيًا لروعة المراوغة وقوة المهارة وجمال الأهداف كما اعتادت الجماهير من مارادونا، وذلك في حال سجل أحدهم هدفًا مميزًا أو يشابه بشكل أو بآخر أهداف الأسطورة الراحلة غير القابلة للتكرار في تاريخ الساحرة المستديرة.

تابع مواقعنا