الجمعة 10 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

قمة المُناخ.. وحقوق الإنسان

السبت 12/نوفمبر/2022 - 09:37 م

يُخطئ من يظن أن قمة المُناخ بعيدة كل البعد عن حقوق الإنسان، كما يخطئ من يظن أن حقوق الإنسان مقتصرة على الحقوق السياسية فقط، وأيضا يخطئ من يظن أن العمل على الحقوق السياسية للإنسان تحت زعم حرية الرأي والتعبير هو السبيل الوحيد لحقوق الإنسان، وبصفتي حاصلا على دبلومة في حقوق الإنسان وهي إحدى دبلوماتي الماجستير تبين لي أن هناك حقوقا للإنسان يغفل عنها كثير من الناس، أو قُل إنها ليس من اهتمام الإعلام ولا من نشاط الذين يزعمون أنهم خبراء في السياسية، فإذا تناولت الحق في السكن اللائق كحق أصيل من حقوق الإنسان، كما جاء التأكيد عليه في كثير من الدساتير الوطنية، وكذلك في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وفي العهد الدولي الخاص بالحقوق الإقتصادية والاجتماعية والثقافية، نعلم أن حق الإنسان في السكن من حقوق الإنسان الأساسية بل وركيزتها، وهناك حق الإنسان في أن يعيش في بيئة نقية ينعم فيها بالصحة والعافية، ومن سياسة الدولة المصرية وتريد تحقيقه هو مفهوم حقوق الإنسان الحقيقية مثل حق الإنسان في السكن اللائق من خلال مشروع حياة كريمة في القرى والأرياف، وقد تم الاعتراف بهذا الحق في العهد الدولي الخاص والقانون الدولي، فالسكن اللائق يُنظَر إليه للأسف على أنّه سلعة في ثقافة كثير من الناس، ولكنّه في الواقع والحقيقة وقبل كلّ شيء هو حق من حقوق الإنسان الأصيلة، وهناك حقوق أخرى مثل حق الإنسان في التعليم الجيد وحق الإنسان في الصحة الشاملة،  ثم يأتي من بعد ذلك الحقوق السياسية وغيرها من متطلبات الإنسان اليومية.

وإذا تطرقنا إلى قمة المُناخ المنعقدة في هذه الأيام بمدينة شرم الشيخ، هذه المدينة ستمثل لمصر انطلاقة جيدة نحو المدن الخضراء الصديقة للبيئة، كدليل قوي من الدولة المصرية على جديتها نحو مواجهة التغير المناخي الذي يهدد الوجود البشري، حيث تدعو القمة التي تتم تحت رعاية الأمم المتحدة في ضيافة مصر إلى العمل على تنفيذ عناصر وركائز البيئة النظيفة من أجل إنقاذ البشرية من مخاطر الانبعاث الحراري وهذه البنود هي: 

- التخلص التدريجي من استخدام الفحم، أحد أكثر أنواع الوقود الأحفوري تلويثا للبيئة.

- وقف إزالة الغابات بحلول عام 2030
للحفاظ على الرقعة الخضراء التي هي المصدر الرئيسي للأكسجين في الهواء

-خفض انبعاثات الميثان بنسبة 30 في المئة بحلول عام 2030

‐تقديم خطط عمل جديدة بشأن المناخ إلى الأمم المتحدة

وقد طالب الرئيس السيسي خلال كلمته في افتتاحية القمة على ضرورة أن تكون هذه القمة هي قمة التنفيذ لجميع التوصيات السابقة التي صدرت عن القمم الماضية، إذا كان قادة العالم جادين بحق في العمل على إيجاد حلول عاجلة وناجزة لمسألة التغير المناخي الذي زاد خطره بصورة رهيبة مؤخرًا فاق خطر الإرهاب.

فإذا كان بالفعل قادة الدول الكبرى تبحث عن رفع المعاناة عن الإنسان وتوفير الحقوق الأساسية له، فعليهم أن يعملوا جادين على توفير الأموال اللازمة من أجل التحول إلى المدن الخضراء والطاقة المتجددة في الدول النامية، حتى ينعم مواطنو هذه الدول بحياة نقية ونظيفة تجعلهم يعيشون حياة خالية من التلوث والضوضاء الاؤبة والأمراض، وذلك عن طريق دفع التعويضات اللازمة للدول النامية مما سببته مصانعهم التي اعتمد تشغيلها على الفحم والمازوت لسنوات عديدة، مما أدى إلى حدوث الكوارث الطبيعية من حرائق نتيجة ارتفاع درجات الحرارة بالإضافة الى الفيضانات والأعاصير نتيجة تغير في المُناخ بسبب إستخدام البترول في الصناعة بصفة عامة، وهذا يعني أن الدول العظمى هي التي انتهكت حقوق الإنسان في أن يعيش في بيئة نقية ونظيفة بسبب الحضارة الصناعية التي أحدثوها بالتعدي على حقوق الدول الفقيرة بسلب كنوزهم التي حباها الله بها، فهم بحق من تعدوا على حقوق الإنسانية وفي ذات الوقت يزعمون زورًا وبهتانًا أنهم دعاة حقوق الإنسان السياسية.

وأختتم مقالي بأن أدعو الدول جميعها إلى وضع واعتماد وتنفيذ قوانين وسياسات وبرامج تكون قائمة على حقوق الإنسان الأساسية، وتأتي في مقدمتها توفير بيئة نقية من خلال التصدي للتغيرات المُناخية بجميع الوسائل والإمكانيات التي تمتلكها الدول الغنية، من منح تعويضات والمساهمة في الاستثمار في الدول الدول النامية، من أجل التحول إلى التنمية المستدامة من خلال مجالات الطاقة المتجددة، بعيدًا عن المشتقات البترولية التي تزيد من الانبعاث الحراري حتى يعيش العالم في بيئة نقية ويحافظ على الأرض من الكوارث الطبيعية، خير من استغلال حكومات الدول الكبرى الوضع السياسي للدول الفقيرة بإحداث الفوضى فيها، من أجل تحقيق مصالحهم ومصالح بلادهم وإلهاء شعوب البلاد النامية في حروب كلامية واختلافات سياسية تذهب بالبلاد الفقيرة إلى أتون الفوضى والدمار بعيدًا عن تحقيق الإنجازت والتنمية المستدامة، وأن تعلم الشعوب النامية حقيقة دعاوى الديمقراطية المزعومة ورعاة الحريات المشبوهة وتقف وراء الوطن مهما كانت الأزمات والمحن من أجل مستقبل أفضل لأوطانهم.

تابع مواقعنا