السبت 27 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

عباس شومان: الأزهر أكد مشروعية وضرورة التطعيم ضد شلل الأطفال وغيره من الأمراض الفيروسية

الدكتور عباس شومان
دين وفتوى
الدكتور عباس شومان من اجتماع الفريق الاستشاري الإسلامي
الثلاثاء 13/ديسمبر/2022 - 01:04 م

قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر السابق، خلال كلمته في الاجتماع الدوري التاسع للفريق الاستشاري الإسلامي، والمنعقد بجدة بالمملكة العربية السعودية، إن ديننا دين إنساني يسعى لنشر الأمن والسلام بين الناس، ومن مقاصده الكلية، حفظ حياة الناس جميعًا، فديننا دين الرحمة ورسولنا مرسل بها للناس كافة، وفي كتاب ربنا قوله تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، وعلمنا من رسولنا أن الناس سواسية وأن معيار التفاضل بينهم لا علاقة له بجنس أو لون وإنما التقوى والصلاح.

تصحيح الثقافة المغلوطة عن التطعيم ضد شلل الأطفال

وقدم وكيل الأزهر السابق الشكر للفريق الاستشاري الإسلامي على جهوده التي بذلها خلال 9 سنوات، منذ تأسيسه في 2013، مبينًا أنه مع حداثة عمر الفريق إلا أنه بجهود المخلصين المؤمنين بفكرته، استطاع أن يقدم دعما مهما لصحة الأطفال خاصة، حيث حمل على عاتقه تصحيح الثقافة المغلوطة عن التطعيم ضد مرض شلل الأطفال، وتصدى للهجمات التي وجهت إلى حملاته من اتهامات غير علمية لآثار التطعيم، وتشكيك في نوايا القائمين عليه، وهو ما عرض العاملين في هذا المجال في بعض البلدان لمخاطر كبيرة،لم تصرفهم عن المضي قدما في القيام بواجبهم.

وأوضح الدكتور شومان أن الأزهر بادر لتصحيح هذا الفهم المغلوط، بما أصدره من فتاوى واضحة بددت مخاوف المترددين، وأجهضت محاولات المعوقين، مضيفًا: ها نحن نستعد ونترقب خبرا سارا وهو القضاء على هذا المرض المعوق للمصابين به، والمضيع لكثير من جهودهم في مجال تنمية المجتمعات، مشيدًا بالجهود التي بُذلت في مكافحة شلل الأطفال، وخاصة صحة المرأة، وتحسين الحالة الإنجابية، ورعاية الأطفال حديثي الولادة، مقترحًا على الفريق الاستشاري الإسلامي بدعم المجالات الصحيّة لضحايا الحروب والنزاعات، وبخاصة اللاجئين في مخيمات إيواء التي تفتقد كافة المقومات الصحيّة.

وأشار وكيل الأزهر السابق إلى أنه كان شاهد عيان، ووقف على حجم المعاناة التي يعانيها اللاجئون في أحد المخيمات وهو للروهنجا في كوكس بازار في جنوب بنجلاديش، حين كُلف بمصاحبة قافلة إغاثية أرسلها الأزهر، ومجلس حكماء المسلمين، إلى هؤلاء البؤساء الذين فروا من حملات التطهير العرقي التي شنت عليهم في بلدهم ميانمار، وأمثال هؤلاء كُثر في دول كثيرة فر إليها المضطهدون يحملون آلامهم النفسية لفقد الوطن وبعض الأهل وكافة الممتلكات، وتعرضهم لكل صنوف الإهانة والتنكيل، يزيد عليها إصابات بدنية لم يجدوا يدا تمتد لتضميضها، فضلًا عن زيادة احتمالات انتشار الأوبئة بينهم نتيجة الإقامة غير الصحيّة والزحام الشديد داخل هذه المخيمات اللاإنسانية، مع ندرة المياه والطعام، وشبه انعدام لخدمات الصرف الصحي.

شومان يقترح دعم المجالات الصحيّة لضحايا الحروب والنزاعات

وشدد على أنه يجب ألا ترتبط جهود الفريق الاستشاري نحو المشردين بالمواقف السياسية في التعامل مع الصراعات، التي تسببت في تهجير الناس من بيوتهم وأوطانهم، ولا تحديد الظالم من المظلوم، فالإنسان حيث احتاج لهذا الدعم الصحي وفي مقدمه التطعيم ضد الأوبئة المختلفة، فعلينا أن نقدم ما نستطيع في مجالنا الصحي، وعلى المنظمات الإغاثية تقديم ما يمكن هؤلاء من البقاء على قيد الحياة، لاسيما وهجمات البرد تدهمهم حيثما وجدوا، وعلى الساسة تولي ما يتعلق بالسياسة لإنهاء معاناة ملايين من المشردين في شرق العالم وغربه.

واختتم وكيل الأزهر السابق كلمت، بأن الأزهر يؤكد ضرورة بقاء جهود الفريق في إطار الحياديّة وبعيدا عن أي أهداف لا تتعلق بالمجال الصحي، ويطالب أحرار العالم ومحبي الحياة من منظمات حكوميّة ومؤسسات المجتمعات المدنية، ورجال الأعمال، بدعم جهود الفريق ماليّا وتقنيا، ليتمكن الفريق من تقديم الخدمة المناسبة لتحقيق مقصد شرعي وإنساني وهو حفظ النفس البشرية، والتعاون الإنساني الذي دعا إليه شرعنا الحنيف، فالناس جميعا إما إخوة في الدين أو نظراء في الإنسانية.

وتنعقد اجتماعات الفريق الإسلامي الاستشاري سنويًا لاستعراض التقدم المحرز في مجال مكافحة شلل الأطفال في البلدان التي لا يزال فيها المرض متوطنًا أو عرضة لعودة تفشيه ودعم جهودها في معالجة المفاهيم الدينية الخاطئة، ومكافحة المعلومات المغلوطة المتعلقة بشلل الأطفال وغيره من مبادرات صحة الأم والطفل، بالإضافة إلى القضايا الصحية الأخرى البالغة الأهمية.

تابع مواقعنا